مهنا الحبيل

في الازمات العاصفة لا يمكن ان يحافظ الوطن على توازنه وان يثبت دون الانزلاق في الهاوية دون ركائز رئيسية تشكل قوة الكوابح والميزان المساري الذي يمسك اصل الوطن من السقوط , وقد لا يتبين ذلك الا بعد عبور العاصفة لكن في الحقيقة هو في الاصل لمصلحة الوطن بكلتا طائفتيه .
ان ثبات الممانعة السنية في البحرين امام الضغط المعنوي الضخم والاعلامي الذي كان يدعوها لترك المشروع الطائفي يتوجه لإسقاط النظام كان يعني ببساطة انهيار حالة السلم الاهلي وفتح المستقبل على وضع كارثي بكل القراءات , وبالتالي كل اهل الوطن البحريني معرض لذلك الجحيم , مقابل ذلك وما يقتضيه الدور الوطني بقيادة تجمع الوحدة الوطنية البحريني الذي اشهر في تجمع شعبي تاريخي ان يتحرك خاصة مع هذا الزخم الكبير مساء الاثنين وهذا الحشد الكبير الى ملء مساحة مهمة لرؤية وشراكة للإصلاح السياسي .
لقد كانت الاسس التي اعلنها الشيخ د عبد اللطيف المحمود وهو الشخصية المستقلة ذات الشعبية الكبيرة وقد توافق كل الاطراف الوطنية في القاعدة السنية عليها مدخلا مهما ونُشيد بتعزيزه للوحدة الوطنية وندائه لأشقائه من ابناء الطائفة بان ايدينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة وتأكيده على رفض اسقاط النظام هذا المسار المزدوج مهم جدا للبناء عليه , خاصة مع عزم د المحمود للانطلاق الى ميدان اللؤلؤ لإجراء حوار مع الشخصيات الدينية والسياسية من المحتجين من ابناء الطائفة الشيعية , نامل بكل اخلاص ان تتوج بنجاح .
وهذا الامر سيعززه طرح مشروع اصلاحي حيوي يطور المشروع القائم ويفتح المجال امام سقف الديمقراطية والحرية السياسية ومواقع السلطة التنفيذية كوضع طبيعي لدى كل الدول بات سائدا في العالم العربي في تحقيق مبدا الشفافية والمساءلة بين البرلمان وبين رئيس واعضاء الجهاز التنفيذي , في كل الاحوال ان المهم هو عزل خطاب الانشطار الكريه الذي يسعى للتفجير الشامل ويسابق حالة التواصل والدعوة للحوار .
ان المسئولية تاريخية على جمعية الوفاق وادراك حسابات المرحلة وعدم الركوب خلف هدف الانقلاب الذي يتبناه البعض وكما قلت ان تحقيق ذلك الذي يرجو البعض قيامه كبديل انقلابي شامل يعني التقدم الى حالة المواجهة التي تستفز الساحة السنية وتحولها من قاعدة ممانعة وطنية بالإمكان جدا التوافق معها والتواصل لتعزيز الحريات السياسية والحقوق الاقتصادية لتكون قاعدة مواجهة ترى الاصرار على برنامج الانقلاب استهدافا تفصيليا لكل ابناء الوطن .
ان الجميع يدرك حجم خطاب التحريض الطائفي والكراهية وقد شارك فيه الفريقان ولا يهمنا حصر من بدأ اولا او تفوق في الفتنة على صاحبه المهم القادم , وبالتالي فان تغرير الوطن بمجرد هتاف ..اخوان سنة وشيعة ..هذا الوطن ما نبيعه.. رغم نبله الظاهر , لكن نعرف ان هذه الوحدة لم تكن لتوقف الاحتشاد والتمترس وكلنا يدرك ماذا جرى في دولة قريبة بعد ترديد البعض لهذا الهتاف .
انما صناعة الوحدة ومعالجة الانشقاق وتكريس الوئام المدني يحتاج الى برنامج عمل مكثف وجسور عديدة وقبل ذلك فصل الامر في الضمير لهذه الجمعية او تلك وهو اتخاذ القرار للتوجه نحو مشروع وحدة حقيقي ورفض جازم للمشروع الطائفي الانقلابي ..عندها يكون الاساس صحيحا وبالتالي البناء عليه ركن العمل الوحدوي الوطني .