حسن طوالبة

القوى العربية الشعبية مدعوة إلى إعانة الثوار في ليبيا بالتبرعات المادية والعينية.. والتطوع للجهاد إذا استلزم الأمر .

دخلت الثورة الليبية أسبوعها الثالث بين كر وفر بين الثوار وبين قوات أمير الحرب الجديد.دخلت الثورة في معركة غير متكافئة في السلاح والمعدات .

وان كان الثوار يتميزون بالثقة العالية بالنصر, وبدعم الرأي العام العالمي والعربي, ومساندة الشعب الليبي وقبائلهم العربية الأصيلة..

العمليات العسكرية مستمرة حول المدن الإستراتيجية, وبالذات حول منابع ومصافي النفط, وحول مدينة سرت مسقط رأس القذافي, والتي تعد مفتاح الطريق نحو العاصمة طرابلس ولا نستغرب إمكانية سيطرة قوات أمير الحرب على بعض المدن التي بيد الثوار, لان الثوار لا يملكون الأسلحة الكافية القادرة على فرض سيطرتها على ميدان المعركة في الأرض الليبية الواسعة.

خلال الأسبوع الماضي تم إسقاط القذافي سياسيا وشعبيا على الصعيدين العربي والعالمي, وبالتالي سقطت شرعيته بالحكم على ليبيا, وبدأ الاعتراف بالمجلس الوطني الذي تشكل في بنغازي المحررة, من قبل دولتين حتى كتابة هذه السطور, ولا بد من أن تبادر الدول العربية بالاعتراف بشرعية المجلس الوطني.

علاوة على الاعتراف فان الثوار بحاجة إلى دعم سياسي وإمداد للأغذية والأدوية, وإمدادهم بالسلاح والعتاد الملائم للأسلحة التي بين أيديهم.

اجزم أن الأنظمة العربية المشغولة بمشكلاتها الداخلية لا تقدر على تلبية مطالب الثوار الليبيين, لكن يمكن لنظامي الحكم في تونس ومصر أن يثبتا ثوريتهما ويمدا الثوار الليبيين بالسلاح والعتاد, لا سيما أنهما مجاورين لليبيا.

أما الجامعة العربية فلا يرتجى منها أي خير ولا سيما في هذه الظروف الراهنة, ولن تقدم أكثر مما قدمته من قبل, ولا سيما أن الأمين العام للجامعة مشغول بأوضاع مصر الداخلية, وترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

إن الأمر الخطير في الأزمة الليبية هو المشروعات الغربية وخاصة الولايات المتحدة, التي تهيئ أذهان الرأي العام العالمي لقبول التدخل في الشأن الليبي, بفرض حظر جوي على الأجواء الليبية.

الحضر الجوي في الحالة الليبية لا ينفع كثيرا في دعم الثوار, علاوة على انه تدخل مرفوض شعبيا على الصعيدين الليبي والعربي, لان ما جرى في العراق ما زال حاضرا في ذهن ووجدان المواطنين العرب. كما أن أي تدخل أجنبي يمنح أمير الحرب القذافي فرصة لاستثارة مؤيديه ودفعهم للقتال ضد القوات الغازية وضد الثوار أيضا.

لقد خطا المجلس الوطني الليبي الجديد خطوات جادة على طريق انجاز مهمة تحرير ليبيا من الظلم والاستعباد. بالإعلان عن هويته, وعن عدد من أسمائه, وكذلك تعيين ممثل له في الأمم المتحدة, ولابد من تعيين السفراء الذين رفضوا العمل مع أمير الحرب وانضموا إلى الثورة, والطلب من الدول الاعتراف بشرعية المجلس الوطني كونه الممثل الوحيد للشعب الليبي.

إن مثل هذه الخطوات السياسية, تكمل الخطوات الدولية التي سبق أن اتخذها مجلس الأمن, وفرض بموجبها حظرا على سفر القذافي وأبنائه خارج ليبيا, ووضع اليد على أمواله المودعة في البنوك الأجنبية.

الخوف يكمن في استمرار الحرب في ليبيا, بحيث تمنح فرصة لقوى خارجية أن تتدخل في الشأن الليبي, وبالتالي يتكرر المشهد الصومالي في ليبيا, ويبرز أمراء للحرب إلى جانب القذافي, ومن ثم يسيل شلال الدم الليبي, والعالم يتفرج.

أما الأنظمة العربية فلا أمل يرتجى منها لا قبل الثورة ولا بعدها, لان فاقد الشيء لا يعطيه, فكل نظام يحاول درء الخطر عن نفسه وعن كرسي الحكم

ويبدو أن الفوضى التي بشرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قد بدأت, لكنها فوضى غير خلاقة بالتأكيد.

أما القوى العربية الشعبية فيقع عليها مسؤولية إعانة الثوار في ليبيا, بالتبرعات المادية والعينية, وإذا استلزم الأمر التطوع للجهاد إلى جانب الثوار الليبيين. واعتقد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الثوار في مصر وتونس لكي يثبتوا ثوريتهم القومية.فهل نشهد مثل هذا التحرك الثوري قريبا?0