عبدالله نايف المجيحم

منذ قيام منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981م وشعوب الخليج العربي تعلق أمالآ كبيرة على هذا المجلس وتنظر بتفاؤل إلى مستقبل مشرق، وبعد مضي أكثر من ربع قرن وانجازات المجلس ليست في حجم أماني وطموحات شعوبه وذلك بسبب بطء تنفيذ توصيات قرارات المجلس الأعلى لقادة دول الخليج العربي، وذلك لاختلاف آليات العمل والقوانين المعمول بها في الدول الأعضاء، إضافة إلى البيروقراطية الزائدة عن الحد في بعض الدول عند تنفيذ أي قرار أو توصية وكأن تلك الدول ليست في منظومة واحدة، أو يجمعها إقليم واحد.
ومن هنا كان لابد من تعديل بعض القوانين وتطويرها وعدم الركون إلى الجمود حتى تتماشى مع قرارات القمم الخليجية، وحتى لا تكون عائقاً يعوق آلية التنفيذ التي سيعمل بها لانجاز ما أقر من القادة، ولكن للأسف الشديد حتى التعديلات التي يراد لها أن تسهل الانجاز يصاحبها التباطؤ والتلكؤ أحياناً مما أوجد حالة من اليأس لشعوب الخليج.
ومن المثير للدهشة والاستغراب أن نجد كذلك من المشاكل الأمنية والحدودية بين دول مجلس التعاون، التي كان من المفترض أن تنتهي بعد ثاني أو ثالث قمة للقادة، ما زالت موجودة وكأننا نعاني من أزمة ثقة ليس بين القادة فقط وإنما على مستوى المسؤولين التنفيذيين في مختلف الوزارات حتى أصبحنا مثار سخرية للشامتين بدل أن نكون قدوة لأشقائنا العرب.
واليوم نحن في أمس الحاجة في هذه الظروف الصعبة للغاية والتي تحيط بنا من كل جانب وفي جميع الاتجاهات إلى اتحاد كونفديرالي يكون فيه جيش خليجي موحد يراسه وزير واحد وسياسة خارجية واحدة موحدة، وكذلك يرأسها وزير لا مجموعة وزراء، ومن ثم توحيد الجوازات والعملة حتى يكون هذا الكيان الخليجي الموحدة من القوة أن ينافس الكيانات الأخرى اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وتكون فيه الدول الأعضاء يرأسها حكامها، وكل دولة إن أرادت أن تبقى على نظامها الداخلي أو تندمج فيبقى هذا الشأن الداخلي يقرره قادة وشعوب الدول نفسها، ونعني بالنظام الداخلي (الأمنى، الصحي، التربوي، الاجتماعي، وغير ذلك).
وأخيراً وليس آخراً متى تتحقق أمنيات ومطالب شعوب الخليج بالاندماج والوحدة؟ لقد مررنا بأخطر التجارب على وجود هذا الكيان ألا وهو الغزو العراقي ونجحنا جميعاً في تجاوز هذه المحنة، ولكننا لم نستفد من دروس الأزمة في تفعيل منظومة دول مجلس التعاون، أو رفع مستواها إلى اتحاد كونفديرالي يحميها ويصد عنها الأخطار ويقوي اقتصادياتها.
فيا قادتنا الأجلاء في خليجنا المعطاء حفظكم الله ورعاكم متى يكون لنا ذلك قبل أن تقع الفأس بالرأس، وحتى لا تكون هناك ميادين للتحرير أو اللؤلؤة أو الصفاة أو الإرادة وغيرها!