القاهرة - محمود كمال:


رغم تعدد أعماله الفنية بين السينما والدراما التلفزيونية الا أنه دائم الحنين للمسرح الذي شهد انطلاقته وقدم من خلاله الكثير من الانتقادات للنظام السياسي السابق ورغم ذلك لم يرحمه البعض عندما طالب ببقاء الرئيس السابق محمد حسني مبارك في الحكم الى أن تنتهي مدته حتى لا تعم الفوضى البلاد.. الفنان أحمد بدير يرى أن الفنان الحقيقي هو من يحمل في كل عمل يقدمه رسالة للجمهور علاوة على أشياء أخرى افصح عنها في حواره مع quot;السياسةquot;.
ما أسباب تأخر تصوير مسلسل quot;شباب امرأةquot; بعدما كان من المقرر أن يعرض في رمضان المقبل?
كنا سنبدأ تصويره منتصف يناير الماضي, وتم تأجيله بعدما طلبت اجراء تعديل في السيناريو, وهذا هو ما أخره حتى الآن وليس للثورة دخل في ذلك.
وهل كان هذا التعديل ضروريا?
نعم.. وفي حالة رفضه كنت سأتراجع عن أداء البطولة.
يرى الكثيرون أن موقفك في البداية كان مؤيدًا للرئيس السابق مبارك.. ثم تحول نحو الثورة والشباب.. ما تعليقك?
لم أقف يومًا ضد الثورة, لكن المسألة تتعلق بطبيعة الشعب المصري فهو شعب أصيل, ليس جاحدًا ولا يمكن لأحد أن ينكر لمبارك مشاركته في حرب أكتوبر أو كونه بطلاً من أبطالها, كما أن كل انسان معرض لأن يصيب ويخطئ, ومن هنا كنت أرى ضرورة أن يكمل الرئيس السابق الستة أشهر المتبقية له في الحكم ثم يرحل, خوفًا من وقوع الفوضى وحدوث اضطرابات تخل بأمن المواطنين والبلد, وهو ما حدث بالفعل. وقد أشدت بالثورة وقلت أنها خلصتنا من نظام فاسد مستبد, لكنني انتقدت فترة البقاء الطويلة في الميدان بعدما تحققت كل مطالبهم وكان عليهم اخلاؤه حتى تعود الحياة لطبيعتها والعمل والانتاج لحركته.
وحتى لو فرضنا أنني كنت مؤيدًا للرئيس السابق أو لنظامه فهذا رأي لا بد وأن يحترم في اطار الديمقراطية التي ينادون بها, وبمراجعة حواراتي ومداخلاتي التلفزيونية ستجد أنني أول من قلت عن موقعة الجمل أنها من صنع رجال ورموز الفساد في الحزب الوطني. أنا كأحمد بدير الفنان كنت مؤيدًا للثورة ككل الشعب المصري, وقد حمدت الله أن خلصنا من نظام ظالم مستبد, كثيرًا ما انتقدت سياساته في أعمالي كما هو الحال في مسرحية quot;مرسي عاوز كرسيquot;, ومن قبلها مسرحية quot;دستور ياسيادناquot; التي كانت سبباً في اغلاق مسرح جلال الشرقاوي بالشمع الأحمر فكيف يتهمونني بعد كل ذلك بالعمالة وموالاة النظام.
هل شاركت في التصويت على التعديلات الدستورية في الاستفتاء الأخير?
نعم.. وقلت لا, بعدما استمعت لتحليلات وآراء الكثير من فقهاء القانون والمستشارين والمفكرين.
نجحت في تقديم الكثير من الأدوار الكوميدية وأيضًا التراجيدية, لكن أيها الأقرب اليك?
رصيدي الأكبر لدى الجمهور نابع من أعمالي الكوميدية خصوصاً في فن المسرح فهو يتذكر حتى الان ويشاهد مسرحيات quot;ريا وسكينةquot; وquot;مرسي عاوز كرسيquot;. الا أن أعمالي التراجيدية أيضا تركت صدى كبيرًا لديه, ومنها أدواري في مسلسلي quot;الزيني بركاتquot; وquot;زيزينياquot; واعتقد أن الأفضل للفنان أن يكون قادرًا على التلون بحيث لا يتم وضعه في اطار محدد ككوميديان, أو تراجيديان, والأهم أن يكون الدور متناسبًا مع شخصيته وامكاناته.
من الكوميديان الذي اتخذته مثلاً أعلى, وأيهم أقرب اليك في الوقت الحالي?
من فناني الزمن الجميل أحب نجيب الريحاني, وأقدره جدًا فقد تعلمت منه الكثير. أما في وقتنا الحالي فالفنان الكوميدي الذي أشعر بأنه قريب مني ومن أدواري هو محمد الصاوي.
ما أهم ما يميز الفنان عن غيره?
الفن موهبة في المقام الأول, والفنان الحقيقي يستطيع ايصال من خلال كل عمل يقدمه رسالة هادفة للجمهور.
هل هناك أعمالا عرضت عليك وندمت لرفضها, أو أخرى شاهدتها وتمنيت لو قمت بأدائها?
اطلاقًًا, فأنا لم اندم على أي قرار اتخذته في حياتي وأؤمن بالحديث الشريف الذي يقول: ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك). وبصراحة لا يوجد عمل فني شاهدته وتمنيت تقديمه, وأنا أتمنى النجاح لكل أصدقائي وزملائي في الوسط الفني.
هناك من يرى أن الفن في الفترة الأخيرة اعتمد على العري والاباحية دون الاهتمام بالمضمون والرسالة, هل تؤيد تلك النظرة?
هذا الرأي شبه صحيح فالعري والاباحية موجودان في العالم كله وهدفهما تجاري في المقام الأول, لكن في المقابل توجد بعض الأفلام المحترمة التي تهتم بالمضمون والرسالة وتتضمن فكرًا وأهدافًا تحاول ايصالها للجمهور, وفي النهاية نجد أن الأعمال الهادفة هي التي تنجح وتستمر وتفرض نفسها خصوصاً بعد انتشار الفضائيات ووسائل الاعلام التي تهتم بالسينما والدراما وساعدت الجمهور ليكون أكثر وعيًا بما يقدم من أعمال وتميز الجيد منها.
أيهما الأقرب لك المسرح أم السينما أم التلفزيون?
أجد نفسي أكثر في المسرح فهو الأقرب لقلبي, وأشعر معه بمتعة كبيرة خاصة وأن انطلاقتي الحقيقية كانت من خلاله عندما شاركت في مسرحية quot;ريا وسكينةquot; في أواخر الثمانيات وأثرت في مشواري الفني بشكل كبير, وتعتبر نقطة التحول الرئيسية به.
من وجهة نظرك ما أسباب تراجع المسرح اخيراً, واحجام جمهوره عنه?
المسرح يعاني منذ خمس سنوات من عدم وجود دور عرض جيدة ومناسبة. والدعاية غالبًا ما تكون مكلفة جدًا ومن الصعب أن يتحملها قطاع الأعمال, وأتمنى أن يهتم التلفزيون بها ويدعمها كما يدعم اعلانات الكتب الثقافية. وعلى وزارة الثقافة والمسؤولين عن العمل المسرحي تقديم يد العون لذلك الفن المهم والمؤثر للعمل على نشره من جديد. ويجب على النجوم تخفيض من أجورهم, أما تراجع الجمهور عن المسرح فالسبب فيه ارتفاع أسعار التذاكر.
ما المشاريع الفنية الجديدة لديك?
هناك عمل سأبدأ في تصويره خلال أيام وهو مسلسل quot;كيد النساءquot; وتشاركني بطولته فيفي عبده وسمية الخشاب.