بيروت - باسم الحكيم:


ينجح الفنان باسم فغالي في لفت الانظار اليه في كل مرة يظهر فيها على الشاشة. وبعد تجربة تلفزيونية يومية قبل نحو عامين, يطل في حلقات quot;قصاقيص أنتيكاquot; من اخراج أنيس أبي خليل, ويحضر في الوقت نفسه لتركيب شخصية جديدة, يفضل عدم الشرح عنها قبل أن تتبلور بصيغتها النهائية. ينتقد نفسه, ويسعى الى الاستفادة من تجاربه السابقة, رغم نجاح برامجه واعتباره الأول وربما الوحيد في مجاله. يعترض فغالي لعدم ترشيحه لبطولة مسلسل quot;الشحرورةquot;, لأنه يعتبر نفسه الأقرب الى صباح والى روحها, ما يخوله كما يقول أن يظهرها بطريقة صادقة. ويعد بالعودة الى المسرح وتقديم حفلاته في موسم الصيف, كاشفاً عن زيارة الى مصر ثم الى الخليج في وقت لاحق.
quot;السياسةquot; التقته وكان معه هذا الحوار:
لا تزال تحصد النجاح في quot;مدام أنتيكاquot;, لكن هل تنتقد نفسك حينما تشاهد نفسك?
أنتقد نفسي طبعاً, فاذا لم أتابع وأحدد نقاط القوة ونقاط الضعف في أدائي وفي تفاصيل العمل, لا يمكنني التطور, انما لن أخبرك عن نقاط الضعف, وأكتفي بالقول بأنها موجودة في أي عمل سواء لي ولغيري. ومع هذا, ما يجعلني سعيداً ويشعرني بأنني مختلف أن بعض الفنانين الذين يعملون في الكوميديا يتأثرون بطريقة تفكيري.
ألا تعتقد أن اهتمامك بالكتابة والتمثيل والأزياء, هو الأمر الذي يجعلك تقصر في بعض الاتجاهات?
طبعاً, عندما تتولي كل شيء بنفسك, فلا شك بأنك ستقصر في مكان ما سواء على مستوى النص, أم في طريقة تركيب الشخصيات أو ربما في الأزياء, خصوصاً أنني أعمل في فترة قياسية, فبدل أن أعطي كل شيء وقته, أجد نفسي مضطراً للكتابة والبحث عن الملابس والشخصيات والتصوير خلال شهرين فقط. أضف الى ذلك, أنك تشعر بنفسك مرهقاً أحياناً وبحاجة الى فترة استراحة كأي انسان. أضف الى ذلك, أنني ملزم بتقديم حلقة مدتها نصف ساعة, لكنني مؤمن بأن النكتة كلما طالت, كلما أصبحت مملة. ولو عاد الأمر لي, لاكتفيت بربع ساعة مكثفة.
علمت بأن quot;LBCquot; طلبت منك تقديم حلقات جديدة, لكنك اعتذرت, لماذا?
فعلاً, عندما أوشك عرض البرنامج على الانتهاء, لاحظنا أن نسبة المشاهدة والاعلانات, تستمر بالارتفاع, ما يعني بأنه عندما صار جمهوره أكبر, انتهت الحلقات على القناة الأرضية, وحالياً يستمر عرضه فضائياً في حلقاته الأخيرة, ولأنني شعرت بأنني أحتاج الى بعض الوقت لتقديم عمل جيد, اعتذرت.
هل تشترط بأن يعرض على شاشة quot;LBCquot;?
لا, انما فريق هذه المحطة التي انطلقت منها بات يعرفني وأعرفه جيداً, ولا أنسى هنا نصيحة المخرج سيمون أسمر, حين قال أن الكوميدي الناجح يعرف كيف يبهرك في عمله, شرط ألا يحرق صورته وينهي وصلته وهو في القمة.
ألم تفكر في دخول مجال التمثيل?
بصراحة, فكرت وكنت متحمساً لبطولة فيلم رشحني له المخرج يحيى سعادة, غير أن القدر شاء أن يودعنا قبل تنفيذه. أخبرني يوماً, بأنه يجدني في شخصية مركبة على غرار الممثل العالمي جوني ديب. ولا أخفيك بأن عرضاً مماثلاً بالنسبة لي, مسألة مغرية.
هل من المنطق أن يزعجك عدم ترشيحك لبطولة مسلسل quot;الشحرورةquot;?
quot;يضحكquot;, ثم يقول: أحب كارول سماحة من كل قلبي وأقدر فنها, وهي لا تفوت مناسبة الا وتتكلم عني بايجابية. أما صباح, فنحن من منطقة واحدة quot;وادي شحرورquot;, وما أعرفه عنها لا يعرفه أحد. وبالتالي كان هذا سيساعدني على تقديم شخصية مهمة.
ليس منطقياً أن يجسد شاب شخصية امرأة في سيرة ذاتية خصوصاً باسم فغالي الذي اعتدنا أن نضحك حين نراه. ولو كان العمل كوميدياً أو سيتكوم, ربما تكون الأمور مقبولة?
ستضحك في اللحظة الأولى, لأنني شخصية أوحي بالمرح, لكن حينما ترى الأداء ستقتنع. كنت أرغب بأن تشاهدني الجهة المنتجة والمخرج في الدور. لاحظنا الأداء الرائع للممثلة التي جسدت شخصية الفنانة أديث بياف, والذي حصلت عنه على جائزة quot;الأوسكارquot;. أعتبر بأنها كانت متنكرة في شخصية بياف, بغض النظر عن كونها امرأة, قد يكون رجلاً وقادراً على تقديم روح الشخصية, ما المانع? وما أعرفه بأنه حينما قدمت شخصيات أم كلثوم وأسمهان, لم يكن من السهل تذكر تفاصيل شخصيتهما, انما صباح تعيش بيننا وكلنا نعرفها, لكن أسمح لنفسي بأن أقول إنني أعرفها أكثر, البعض يراها تضحك فيظن بأنها سطحية, لكنها وراء هذه الضحكة والابتسامة الدائمة فيها الكثير من العمق.
لماذا لا تفكر بصيغة تقدم فيها شخصية الصبوحة, في اطار يجمع الدراما بالكوميديا?
ما أريد تقديمه عن صباح في الكوميديا, قدمته فعلاً. وأعد نفسي بأن المسلسل الذي سيعرض عن quot;الشحرورةquot; في رمضان المقبل, اذا لم يشبعني ويقنعني, ولم يوصل الى الشعاع الذي أنتظره, سأبحث عن مادة لتقديمها عنها.
لماذا لا تشكل فريقا تمثيليا مع كوميديين لتقديم عمل مسرحي أو quot;شانسونييهquot;?
لم أفكر سابقاً في المشروع, رغم أنني أحب عمل كوميديين كثر في لبنان, حتى ولو اختلف أسلوب عملنا. يعجبني عمل فادي رعيدي خصوصاً في شخصية فادية الشراقة, وطوني أبو جودة يتمتع بتكنيك جيد في الكوميديا, اضافة الى ماريو باسيل الذي يساعده شكله على التعبير ورسم الشخصيات. انما بطبعي, أبحث عن الأمور الصعبة والتحدي, وأجد أن تقليد جورج وسوف أمر عادي, بخلاف شخصيةquot; أنتيكاquot; التي ولدت معي في كليب لرولا سعد, ثم توسعنا في تقديمها, واليوم أحضر شخصية مختلفة ستولد قريباً.
في بداياتك, تم الحديث عن عرض سينمائي من هوليوود, هل انطوى الأمر اليوم?
المشكلة في هوليوود, تكمن في أن عليك بأن تعيش هناك, لكن ربما يحصل التعاون يوماً, خصوصاً مع وجود عرب كثر فيها.
هل تظن بأن ثمة نسخة منك في هوليوود?
أظن بأن ذلك موجود في كل فنان موهوب, لأن الفنان لديه مواهب متعددة وعليه أن يعرف كيف يعبر عن مواهبه وأن يظهرها بالطريقة الأفضل.
متى سنراك على المسرح?
ستراني على المسرح في حفلاتي فقط, في الموسم الصيفي وعندما تهدأ الأوضاع في الشارع العربي. وأستغل مناسبة الحوار مع صحيفتكم لأوجه التحية الى الشعب الكويتي الذي أقدره وأحترمه, وفي روزنامتي القريبة, زيارة الى القاهرة.