علي سويدان

لا يمكننا قراءة التصعيد بين إيران ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بمعزل عن تسلسل تاريخيٍّ يرتبط باليوم وغداً أيضاً، لا أعتقد أن الأمر الذي جدَّ اليوم قد سرَّع نحو ارتفاع صوت التباين بين المنظومتيْن العربية والإيرانية، بل لدينا قضايا عالقة بين العرب وإيران وربما كانت قضية الحكم بالإعدام على الجاسوسيْن الإيرانيين في الكويت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فمن الأمور العالقة في الخليج قضية الجزر الإماراتية من جهة وهي ترجمة تفصيلية لإثبات الوجود الإيراني أمام العرب، ولا يمكننا تجاهل بأيِّ حال القوة الإيرانية في المنطقة، ولعلنا نحتاج في هذا الوقت تحديداً مزيداً من ضبط النفس وكسب دول الجوار مع تمسك الكويت بشكل أكيد بحقها في محاسبة ومقاضاة مَنْ يتجاوز حدود إقامته على أرضها؛ فهذه حقوق تكفلها القوانين الدولية لكل دولة، يبقى أن يتلمَّس العرب وإيرانُ الآن أكثر مما مضى نقاط التفاهم بينهما لتخفيف وتيرة التصعيد، ولعل تساؤلاتنا نحن العرب عن سبب تصريحات إيران تجاه أحداث البحرين واعتبار العرب ذلك تدخلاً في الشأن الداخليِّ هو أمر واقع من جهة إيران والاعتراض عليه مكفول للعرب عقلاً وقانوناً، ولكن كل ما يجري سواء في مياه الخليج أو على الطرف الآخر للبلاد العربية وتحديداً في ليبيا إنما يجري بِنَفَسٍ أجنبي بسبب غياب الدور العربي المشترك الذي تحدثنا عنه مراراً؛ فمن الطبيعي حين غياب الدور المؤثر للعرب في قضاياهم بشكل مباشر، سترى أميركا وإيرانُ وبريطانيا وفرنسا وتركيا أيضاً الساحة خاليةً أمامها، والمتوقع عقلاً هو تنسيق حقيقي بين الدول العربية ومزيد من الوعي السياسي لتضييق دائرة التدخل الأجنبي في الوسط العربي، وإلاّ فالطريق مازالت طويلة.