سعيد الحمد

في اول خطاب له بعد التعيين من قم كأمين عام جديد لحزب الله قال نصر الله laquo;لا نريد اقامة جمهورية اسلامية في لبنان ولكننا سنقيم جمهورية هي امتداد لجمهوريات ولاية الفقيهraquo; فيما قال علي سلمان انا سيف في غمد عيسى قاسم فالتقت الخطبتان في الولاء للافراد laquo;الولي الفقيهraquo; ولم يخطر ببال نصر الله او علي سلمان ذكر الولاء للوطن لا للبنان ولا للبحرين.
لذلك عندما تدخل حسن نصر الله في الشأن البحريني وهاجم البحرين بغرور وصلف وتجاوز ابسط مفاهيم العمل السياسي لم يرد بباله ولم يهتم ولم يسأل عن اخوانه المواطنين اللبنانيين العاملين في البحرين في مختلف الاصعدة وفي مختلف النشاطات ولم يسأل نفسه عن الانعكاسات السيئة والسلبية عليهم وعلى اوضاعهم واعمالهم في البحرين لانه بالاساس مندوب الولي الفقيه في لبنان وبالتالي عليه ان يقوم بواجبه تجاه من عينه ووضعه في ذلك المنصب واغدق عليه الاموال واسبغ عليه السلطة والسطوة وابرزه في الصورة وكانت النتيجة ان دس نصر الله يده في احداث البحرين منذ التسعينات الى اليوم ومازالت بصماته واضحة في اسلوب الفوضى الذي شهدته مملكتنا خلال فبراير ومارس الماضيين.
وما تعرض له بعض الاخوة اللبنانيين هنا مسؤول عنه والمتسبب فيه مباشرة نصر الله او مندوب الولي الفقيه في لبنان والمنصب رئيسا وزعيما لحزب الولي الفقيه اللبناني فحاسبوه واسألوه فهو المتسبب فيما اصابكم اخوتنا.
كذلك المندوب الثاني علي سلمان لم يسأل نفسه ولم يفكر دقيقة واحدة في مصير العشرات وربما المئات من المدرسين والمدرسات والموظفين والموظفات، العمال والعاملات والطلاب والطالبات والتلاميذ والتلميذات وهو يحرضهم ويشجعهم على العصيان المدني والاضراب على العمل والتغيب والتسيب والبقاء في الدوار على مدار الساعة بوصفهم اوراق ضغط فقط من اجل نجاح مشروع الولي الفقيه الذي جاء به من الصفوف الخلفية ليتزعم ويقود ويحرض ويجيش لتحقيق مشروع مستورد لاعلاقة له بمشروع البحرين ومشروع شعبها.
من هنا لم يفكر علي سلمان كما لم يفكر نصر الله في مصير المئات ممن ذكرناهم من المواطنين البحرينيين وقد شجعهم على الغياب عن اعمالهم ووظائفهم فتسربوا وتعطلوا اياما بتشجيع منه وتحريض لم يضع في اعتباره مصلحة العمال ولا الموظفين الذين خسروا الان كثيرا وفقد بعضهم وظيفته وانقطع مصدر رزقه ورزق عياله واحتار في تسيد ديونه وقروضه فيما علي سلمان غسل يديه وابتعد هناك ليتفرج وكأنه غير مسؤول عما آلت ووصلت اليه امور من حرضهم وشجعهم على الغياب عن العمل.
هذه بعض الجوامع المشتركة بين نصر الله وعلي سلمان تدل بما لا يقبل الشك ان الرجلين مؤتمران بمشروع معين لاعلاقة له بمشروع وطنيتهما وشعبيهما وللاسف ارتباطهما بذلك المشروع الغريب والمستورد جعلهما يضعان مصلحة مواطنيهم كبش فداء لتحقيق مشروع غريب او مشروع الاغراب القادمين من خارج حدود اوطانهم فقط لان اصحاب وسادات ذلك المشروع نصبوا نصر الله وسلمان زعيمين وقائدين ووعدوهما بالكثير فكان ما كان مما اصاب المغرر بهم من خسائر وكوارث على المستوى الشخصي الاسري والوظيفي العائلي وتلك مأساة لحظة عربية فقدت اخر بقايا عروبتها.
من فقد وظيفته ومن اوقف عن عمله ومن اخرج من دائرة شغله كان ضحية خطابات علي سلمان هنا ونصر الله هناك وهما اللذان تشاركا معا في صنع المأاسة لقطاع من مواطنيهما زعموا الدفاع عنهم لكن الايام والتجارب المريرة اثبتت انهما استخدما الشعب ورقة ضغط عندما استهلكت تم رميها على قارعة الطريق تندب حظها وتبكي حين لا ينفع البكاء.
نصر الله وعلي سلمان شبيهان في الولاء المطلق والولاء بلا حدود لمشروع الاغراب على حساب الاحباب في الوطن