وليد الرجيب

لعل أهم ما كشفته الثورات العربية التاريخية، إضافة إلى بسالة الشعوب وتضحياتها، في سبيل الحرية والكرامة، كشفت هذه الثورات حجم كذب وتناقض السلطات العربية الديكتاتورية، وحجم سيادتها ووحشيتها وكرهها لشعوبها.
ففي جريدة laquo;الرايraquo; يوم أمس الجمعة 6 مايو، نشر خبر حول تحليل المستشار السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، البروفيسور إيال ويسر، للأوضاع في سورية، حيث قال ان الدولة العبرية تغاضت عن تجاوز الدبابات السورية، خط الهدنة في درعا وغيرها من المناطق، لضرب المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، وأضاف ويسر أن هناك لقاء مصالح واضحا، بين الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أهمية بقاء الأسد، وأكد ويسر كذلك أن الرئيس أوباما يؤيد بقاء الرئيس الأسد على رأس الحكم في سورية، ولا يلح عليه بأن يتنحى، وان الدبابات السورية لا تشكل خطراً أمنياً على إسرائيل.
وفي خبر آخر وبنفس التاريخ ونفس المصدر، ذكرت الجريدة أن الفنان السوري الشهير دريد لحام، ذكر أن الجيش السوري ليست مهمته محاربة إسرائيل، وإنما الحفاظ على السلم الأهلي.
وإذا أضفنا إلى كل هذا، ما كشفت عنه الولايات المتحدة، من إن إيران تتحالف مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وتمده بالدعم المادي والتسهيلات، نجد أن ذلك يعني أن الإنسان العربي والمسلم، يعيش كذبة كبيرة وهو موهوم بخدعة سافرة، عن ثورية بعض الأنظمة في المنطقة، ودفاعها المزعوع عن مصالح شعوبها، وهي في النهاية أنظمة فاسدة، تكره شعوبها وتتآمر عليها.
وأيضاً إيران التي تدعم النظام السوري، وتمده بالمساعدة لقتل شعبه، هي بذلك تحقق المصلحة الإسرائيلية - الأميركية، في بقاء نظام الأسد، فكل مزاعم الشيطان الأكبر، ومواجهة الاستكبار الدولي، مزاعم واهية ومظللة.
اليوم كسرت الشعوب العربية حاجز الخوف، فلم تعد تبالي بالرصاص والدبابات والقصف الجوي، كما اكتشفت الأنظمة الفاسدة، أنها أوهى من خيوط العنكبوت، تقلعها رياح الثورات العربية، خلال أيام أو أشهر، وعدم تقديم تنازلات وإصلاحات، وعدم تسليمها بالواقع، يدل إما على غباء وإما على وهم بالعصمة والمنعة.
النصر آت للشعوب العربية لا محالة، والخذلان ولعن التاريخ للأنظمة الخائنة، أصبح حتمياً، فاستخدام الجيوش البائسة ضد الشعوب العزل، هو دليل على هزالة هذه الأنظمة ورعبها، من المطالبة السلمية بالحرية والكرامة.