درويش محمي

لا تقتل, لا تفعل بدرعا كما فعل والدك في مدينة حماة, الدنيا تغيرت, وان لم تتغير وتتوقف عن قتل الناس وتأخذ بنصيحتي, فان العالم الحر مضطر لاتخاذ موقف, عندها سأقف معهم, ومعاً سنحاسبك, واعذر من انذر, هذا ما اراد رجب طيب اردوغان توصيله لبشار الاسد, علنا وعلى المكشوف.
بغض النظر عن الاسباب التي دفعت السيد اردوغان الى اتخاذ مثل هذا الموقف, ومهما كانت تلك الاسباب والدوافع, علينا ان نشكره على موقفه, ونقول له بارك الله فيك ياسيادة الرئيس, فالناس في سورية في وقت حرج وضيق, ونحن نحتاج لكل دعم من صديق, والشعب السوري يكن لموقفكم كل الاحترام والمحبة والتقدير, ونظامنا يا سيادة الرئيس لا يعرف الرحمة ولا المودة ولا الشفقة, وتحت امرة قادته ترتكب الكبائر والمجازر, وعلى ايدي رجال أمنه وquot;شبيحتهquot; نذبح ذبحا على الطرقات وبالمئات, ولا من رادع او وازع او رقيب.
من الصعب معرفة ما يجول بخاطر وذهن السيد رجب طيب اردوغان, ربما الرجل قد ضاق ذرعا بحليفه السابق النظام السوري وسياساته الصبيانية, وربما الرجل قد ادرك ان النظام السوري يتجه الى السقوط, ولان تركيا جارة لسورية ولها مصالح, فرأى ان من الافضل لتركيا, ان تكون شفافة وصادقة في التعاطي مع الشأن السوري, وربما يكون السيد اردوغان قد اطلع على التقارير الاستخباراتية الصادرة من سورية, وكلنا يعلم بالزيارات المتكررة لرئيس الاستخبارات التركية الى دمشق أخيراً, فالنظام السوري ولانقاذ نفسه من السقوط, لا يتوانى عن اثارة الفتنة الطائفية في سورية, على طريقة انا وبعدي الطوفان, وهو اليوم يجيش طائفة ضد طائفة اخرى, وهذا امر خطير قد تعاني منه تركيا مستقبلا, فتركيا تشبه جارتها سورية من حيث التكوين والتركيبة الطائفية والقومية, ففيها تجد السني والعلوي والاسماعيلي والشيعي والتركي والكردي والعربي والارمني وغيرها من الملل والنحل والطوائف, وربما يكون السيد اردوغان من متابعي الاعلام السوري, بخاصة الاخبارية السورية, ولم يعد يحتمل تلفيقات وفذلكات الرفاق من المذيعين والمذيعات والمحللين والمحللات, عن قصص السلفيين وامارتهم وروايات القناصة واستهدافهم للمدنيين, وربما والله اعلم, قد يكون السيد اردوغان شاهد وبالصدفة على احدى الفضائيات, عضو مجلس الشعب خالد العبود او زميله المحلل السياسي احمد حاج علي, فجن جنون الرجل, وخرج عن طوعه ومن ثم خرج على العلن ليصرح ما صرح به.
في كل الاحوال, السيد اردوغان كان واضحا في موقفه, واراد ان يرسل رسالة قوية الى النظام السوري, مفادها التالي: توقف عن البطش, وانت طائش ولا تدري ما تفعل, وتحتاج لقرصة اذن.