محمد ناهض القويز

نتنياهو يعلن أن الوقت قد حان لتقديم تنازلات لإبرام عملية سلام... ممثلو الشعب الأمريكي يصفقون.

ويعلن أن الوقت قد حان ليكون للفلسطينيين دولة... يصفقون.

وأن إسرائيل يجب أن تبقى دولة يهودية... يصفقون بشدة.

وأنه لن يعود لحدود 67 مطلقا... يصفقون بحرارة.

وأن القدس لن تُقسم وستبقى عاصمة إسرائيل... يصفقون ويقفون.

وأن الدولة الفلسطينية المسخ يجب أن تكون منزوعة السلاح... يصفقون. وأن الوجود العسكري المكثف لإسرائيل سيبقى في نهر الأردن... يصفقون.

وأن أمريكا حليفة إسرائيل الأولى مهما حدث... يصفقون.

وأن على عباس أن يمزق ورقة المصالحة مع حماس... يصفقون.

وأن على الفلسطينيين أن يتقاتلوا لكي ينعموا بسلام مع إسرائيل... يصفقون.

وحتى عندما كذب كذبا صراحا حين قال بأن إسرائيل تدعم الاقتصاد الفلسطيني برغم أن إسرائيل تحتجز عوائد الضرائب... يصفقون!!

وحتى عندما ادعى بأن رئيس حماس نعى ابن لادن كذباً وبهتانا... يصفقون.

وادعى أنه انسحب من جنوب لبنان بينما هو طرد من جنوب لبنان...يصفقون.

وأن لإسرائيل أن تفعل ماتريد بحجة الحفاظ على أمنها... يصفقون.

وأن لاعودة للاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين... يصفقون.

وأن المستوطنات ستبقى وتتوسع... يصفقون.

وأن أمريكا تؤيد إسرائيل في كل ذلك... يصفقون!

والسؤال: عن أي سلم يتحدث نتنياهو؟!

هل هو سلم مع الكونغرس الأمريكي؟

وكيف تستغرب أمريكا كره العرب لها وممثلو شعبها في الكونغرس يصفقون بحرارة لجرائم أكبر دولة عنصرية في العصر الحديث؟!

لقد نجح نتنياهو في تجديد الكره للأمريكيين... فقد اختاروا بكامل حريتهم أن يكونوا في خانة عدو السلام. وأن يتجاهلوا جرائم الكيان الصهيوني.

خطاب نتنياهو كان تأبيناً للسلام إلى الأبد... وسوف ترى نتائجه في المستقبل غير البعيد.

وخطابه يُغذي الإرهاب.

ويعيد روح المقاومة والتحرير، فما أخذ بالقوة لن يُسترد إلا بالقوة.