كتب‮ - ‬فاروق ألبي‮:‬

أكد خبراء أن انضمام الأردن والمغرب لقاطرة دول الخليج سيحقق منافع جمة من كافة النواحي‮ ‬الاقتصادية والتجارية،‮ ‬مرجحين أن‮ ‬يؤدي‮ ‬ذلك لتراجع كلفة أسعار الواردات من تلك الدول خصوصاً‮ ‬الملابس والمواد الغذائية والمفروشات بنسبة لا تقل عن‮ ‬25٪‮.‬ وأضافوا لـ‮''‬الوطن‮''‬،‮ ‬أن دول الخليج‮ ‬يمكنها الاستفادة من خبراتهما في‮ ‬مجالات متعددة كالسياحة والتعليم والصحية،‮ ‬موضحين أن رؤية قادة دول التعاون بتوسيع المنظومة الخليجية ستنعكس بشكل إيجابي‮ ‬على اقتصادات الخليجي‮ ‬على المديين المتوسط والبعيد‮. ‬ يذكر أن إدراج الأردن والمغرب تحت مظلة مجلس دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬خطوة سياسية ذات أبعاد اقتصادية كبيرة،‮ ‬حيث سيضيف‮ ‬118‮ ‬مليار دولار للناتج الإجمالي‮ ‬للدول الخليجية الذي‮ ‬سيبلغ‮ ‬14‭,‬1‮ ‬تريليون دولار‮. ‬وبينوا أن انضمام المملكتين للخليج سيعزز تبادل المواد والسلع بين الطرفين،‮ ‬خصوصاً‮ ‬أن دول الخليج تمتلك النفط،‮ ‬مؤكدين في‮ ‬ذات الوقت أن وجود الكثير من الاختلافات بين البلدان‮ ‬يساعد بشكل كبير على التكامل الاقتصادي‮.‬ ‮ ‬توسيع السوق الخليجية وقال رئيس جمعية الاقتصاديين البحرينية أحمد اليوشع‮: ‬إن ضم المغرب والأردن لدول الخليج من شأنه أن‮ ‬يساهم بتوسيع السوق المشتركة في‮ ‬المنطقة،‮ ‬موضحاً‮ ‬أن انضمام المملكتين سيوفر أيدي‮ ‬عاملة للعمل بدول المنطقة‮.‬ وأشار اليوشع إلى أن دول مجلس التعاون ستستفيد أيضاً‮ ‬من خلال ترويج منتجاتها في‮ ‬هذه الدول،‮ ‬إضافة إلى أن الأردن والمغرب سيحصلان على أسواق نشطة لمنتجاتهم‮.‬ وتابع‮: ''‬دول الخليج ستزيد استثماراتها في‮ ‬هاتين الدولتين من خلال القيام بمشاريع تجارية واستثمارية مشتركة‮ (..) ‬انضمامهما لمنظومة الخليج‮ ‬يعتبر أمراً‮ ‬إيجابياً‮ ‬في‮ ‬المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية‮''.‬ من جهة أخرى قال الخبير الاقتصادي‮ ‬أكبر جعفري‮: ''‬انضمام المغرب والأردن لدول الخليج سيحقق فوائد اقتصادية كبيرة‮''‬،‮ ‬موضحاً‮ ‬أن كل طرف‮ ‬يساهم بتقوية مكامن الضعف لدى الطرف الآخر‮. ‬وضرب جعفري‮ ‬المثل بنجاح المجموعة الأوروبية في‮ ‬ضم عدة دول تحت مظلتها رغم الاختلافات والفروق،‮ ‬مبيناً‮ ‬في‮ ‬ذات الوقت أن الوحدة دائماً‮ ‬ما تكون إيجابية على المستويين المتوسط والبعيد‮. ‬وقال جعفري‮: ''‬تتمتع الأردن بالكثير من نقاط القوة بضمها عمالة ماهرة خصوصاً‮ ‬في‮ ‬مجالات الصحة والتعليم‮ (..) ‬تشتهر الأردن بجامعات متطورة وقوية‮ (..) ‬الأردن تتميز كذلك بالسلع المعلوماتية والمعرفية،‮ ‬إضافة إلى تمتعها ببنية تحتية قوية وموقع سياحي‮ ‬مميز‮''.‬ وأشار جعفري‮ ‬إلى أن دول الخليج بإمكانها كذلك الاستفادة من الأردن بشكل كبير‮ (..) ‬أما فيما‮ ‬يتعلق بالمغرب فتعتبر متطورة من الناحيتين التجارية والسياحية،‮ ‬حيث‮ ‬يساعد ذلك على زيادة الاستثمارات بين الجانبين‮''‬،‮ ‬مطالباً‮ ‬بأهمية التوحيد الجمركي‮ ‬بين الخليج مع الأردن والمغرب ما‮ ‬يساهم بسهولة تنقل البضائع والسلع بين الطرفين‮.‬ وبلغ‮ ‬الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬في‮ ‬الأردن العام الماضي‮ ‬28‮ ‬مليار دولار،‮ ‬ما‮ ‬يجعلها ثاني‮ ‬أصغر بلد في‮ ‬الاتحاد الخليجي‮ ‬المزمع إقامته،‮ ‬أما المغرب فبلغ‮ ‬حجم اقتصادها‮ ‬90‮ ‬مليار دولار في‮ ‬‭,‬2010‮ ‬ما‮ ‬يجعله شريكاً‮ ‬ذو ثقل اقتصادي‮ ‬للمنطقة‮.‬ تعزيز ثقة المستثمرين بدوره قال رجل الأعمال الصناعي‮ ‬يوسف المشعل،‮ ‬إن انضمام المغرب والأردن لمظلة دول التعاون سيعمق كافة العلاقات خصوصاً‮ ‬الاقتصادية منها إلى جانب تعزيز ثقة المستثمرين،‮ ‬خاصة أن لديهما اتفاقيات تجارة حرة مع بعض دول الخليج‮. ‬وأردف المشعل‮: ''‬انضمام المغرب والأردن سيعزز تبادل المواد والسلع،‮ ‬خصوصاً‮ ‬أن دول الخليج لديها النفط‮ (..) ‬وجود اختلافات بين الدول سيساعد بشكل كبير على التكامل الاقتصادي‮''.‬ وأوضح أن وجود اتفاقيات تجارة حرة بين البحرين وسلطنة عمان والمغرب والأردن مع الولايات سيساعد على ظهور اتفاقية مشتركة خليجية أمريكية،‮ ‬موضحاً‮ ‬في‮ ‬الوقت نفسه أن دول الخليج بإمكانها الاستفادة من اتفاقية التجارة بين المغرب والاتحاد الأوروبي،‮ ‬عن طريق تبادل الصناعات زيادة الاستثمارات بين الجانبين الخليجي‮ ‬والأوروبي‮.‬ وسيشكل البلدين الجديدين حوالي‮ ‬10٪‮ ‬من ناتج دول مجلس التعاون الخليجي،‮ ‬أما على صعيد التبادل التجاري‮ ‬فإنه‮ ‬يبلغ‮ ‬بين دول المجلس والأردن نحو‮ ‬8‭,‬3‮ ‬مليار دولار سنوياً،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يقتصر التبادل الخليجي‮ ‬المغربي‮ ‬على‮ ‬8‭,‬1‮ ‬مليار دولار‮.‬ من ناحيته قال رجل الأعمال أكرم مكناس،‮ ‬إن الرؤية التي‮ ‬يتمتع بها قادة دول الخليج بتوسع نطاق منظومة التعاون بضم المغرب والأردن تحقق فوائد جمة من النواحي‮ ‬الاقتصادية والتجارية والصناعية‮. ‬وأوضح مكناس،‮ ''‬سيساهم ذلك بفتح تسهيلات عديدة كقيام اتحاد جمركي‮ ‬ما‮ ‬يؤدي‮ ‬لسهولة تنقل البضائع بين الجانبين‮''‬،‮ ‬متوقعاً‮ ‬ارتفاع التبادل الصناعي‮ ‬بين دول الخليج والمغرب،‮ ‬والاستفادة من صناعة الفوسفات وصناعات الأدوية الأردنية والملابس‮''. ‬ونظراً‮ ‬لاستمرار حالة السبات العميق للاقتصاد الأوروبي،‮ ‬فإن المزيد من التفاعل مع دول الخليج المصدرة لرؤوس الأموال‮ ‬يمثل خطوة إيجابية للاقتصاد المغربي‮. ‬وأكد مكناس،‮ ‬أن دخول الأردن والمغرب إلى قاطرة الخليج تعود بفوائد كبيرة على الشعوب من خلال انخفاض أسعار المواد والسلع كالملابس والمواد الغذائية والمفروشات بنسبة لا تقل عن‮ ‬25٪‮.‬ تعزيز القطاع المصرفي في‮ ‬المقابل قال الرئيس التنفيذي‮ ‬لبنك‮ ''‬كابينوفا‮'' ‬الاستثماري‮ ‬جمال هجرس،‮ ‬إن انضمام الأردن والمغرب لدول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬سيساهم بتعزيز القطاع المصرفي،‮ ‬خصوصاً‮ ‬أن القطاع المصرفي‮ ‬في‮ ‬دول المنطقة متطور‮.‬ وأوضح هجرس،‮ ‬أن الإسراع في‮ ‬دخول الأردن والمغرب إلى المنظومة الخليجية مع ضرورة وضع الخطط وآليات التعاون‮ ‬يساعد على تحقيق المزايا والفوائد للقطاع المصرفي‮ ‬بين الجانبين في‮ ‬المستقبل القريب‮. ‬يشار إلى أن تجربة دول الخليج الاقتصادية باتت نموذجاً‮ ‬ناجحاً‮ ‬في‮ ‬العالم،‮ ‬حيث استطاعت وخلال فترة بسيطة،‮ ‬تعميق الروابط الاقتصادية بينها عبر إعلان الاتحاد الجمركي،‮ ‬والوحدة النقدية،‮ ‬والتنقل الحر،‮ ‬والتملك العقاري،‮ ‬وحرية الاستثمار،‮ ‬والضمان الاجتماعي‮. ‬من جانبه قال عضو مجلس إدارة‮ ‬غرفة تجارة وصناعة البحرين والرئيس التنفيذي‮ ‬لأسواق ميدوي‮ ‬خالد الأمين‮: ''‬دخول المغرب والأردن إلى منظومة دول التعاون سيعزز من فرص تنويع مصادر المواد الغذائية،‮ ‬خصوصاً‮ ‬أن‮ ‬غالبية دول الخليج تعتبر من الدول المستوردة‮. ‬وبين أن الأردن تتميز بمنتوجات شامية عديدة،‮ ‬أما المغرب فتشتهر بالأسماك،‮ ‬إضافة إلى تميز البلدين بالسلع والمنتجات الزراعية من الخضروات والفواكه،‮ ‬موضحاً‮ ‬في‮ ‬ذات الوقت أن وجودهم‮ ‬يقوي‮ ‬من نفوذ دول الخليج سياسياً‮ ‬واقتصادياً‮.‬ وكان بيت التمويل الخليجي‮ ‬أطلق مشروع بوابة الأردن،‮ ‬وقام بالعمل من خلال شركة بيان القابضة على إنشاء شراكة مع الحكومة الأردنية،‮ ‬وتم استكمال المشروع البالغ‮ ‬كلفته‮ ‬300‮ ‬مليون دولار والواقع في‮ ‬عمَّان بالأردن مطلع‮ ‬‭.‬2011‮ ‬ويعتبر مشروع بوابة الأردن من مشاريع تطوير البنية التحتية في‮ ‬عمَّان،‮ ‬حيث‮ ‬يتألف من برجين‮ ‬يضم كل منهما‮ ‬43‮ ‬طابقاً،‮ ‬وسيتم تحويل أحدهما إلى فندق وستقوم بإدارته شركة فنادق هيلتون العالمية المرموقة‮. ‬وسيتم تخصيص البرج الثاني‮ ‬ليضم عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من المكاتب والردهات والصالات متعددة الأغراض وقاعات الاجتماعات والعروض والمؤتمرات،‮ ‬وستربط سوق تجارية حديثة بين البرجين تضم عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من المتاجر ومراكز الترفيه وساحات المطاعم وغيرها من الخدمات الأخرى‮. ‬وأطلق‮ ''‬بيت التمويل الخليجي‮''‬،‮ ‬ومقره البحرين في‮ ‬2007‮ ‬مشروع‮ ''‬بوابة المغرب‮'' ‬في‮ ‬مدينة طنجة،‮ ‬وتحديداً‮ ‬على خليج مالاباطا المطل على البحر المتوسط،‮ ‬بكلفة تزيد على‮ ‬600‮ ‬مليون دولار‮.‬