محسن محمود


فجأة خرجت داليا البحيرى من سباق رمضان الدرامى بعد شهور طويلة من الإعداد وجلسات عمل مكثفة استمرت لساعات طويلة، استعدادا لتصوير laquo;بأمر الحبraquo;، لكن فى اللحظات الأخيرة قرر منتج المسلسل تأجيله لرمضان بعد المقبل ليضع داليا فى مأزق حقيقى بعد أن تعاقدت على مسلسل آخر لرمضان بعد المقبل.

داليا طالبت المنتج بأجرها كاملا عن المسلسل طبقا لشروط التعاقد، التى تنص على حصولها على أجرها لو تم تأجيل المسلسل لأى سبب، وأكدت داليا لـlaquo;المصرى اليومraquo; فى حوار خاص أنها ستلجأ للقضاء لو رفض المنتج تنفيذ بنود التعاقد، وإلى نص الحوار:

■ تردد مؤخرا استعدادك لأكثر من مشروع درامى منها laquo;أحلام مشبوهةraquo; وlaquo;بأمر الحبraquo;؟

- الحقيقة أنهما مشروع واحد والاسم فقط هو الذى تغير خلال جلسات العمل مع الكاتب والمخرج، واستقررنا فى النهاية على اسم laquo;بأمر الحبraquo;.

■ ولماذا توقف المشروع بالرغم من استعدادك الكامل للمسلسل منذ فترة طويلة؟

- قمنا بالتحضير للمسلسل منذ فترة طويلة. لذا أعدنا صياغة جدول التصوير وضغطناه، بسبب الأوضاع التى يمر بها البلد، ووضعنا جميع التفاصيل فى الحسبان، ولو سارت الأمور كما هو مخطط لها، لكنا سنلحق بموسم رمضان، لكن المنتج أعلن فى اللحظات الأخيرة عدم قدرته على خوض تجربة الإنتاج هذا العام، بالرغم من وجود شرط جزائى فى تعاقدى معه يجبره على دفع أجرى بالكامل لو تم تأجيل المسلسل.

■ وهل وافقت على قرار التأجيل؟

- حاول المنتج إقناعى بذلك، لكن هذا لا يصلح قانونياً، لأننى تعاقدت على مسلسل آخر سيتم تصويره لرمضان بعد المقبل، وعقدى مع الشركة المنتجة لهذا المسلسل يجبرنى على عدم تصوير أو عرض أى مسلسل آخر فى ذلك التوقيت، لذا فإن تأجيل laquo;بأمر الحبraquo; للعام المقبل لا يناسبنى.

■ وما حقيقة وجود خلاف آخر مع المنتج بعد أن استبعد المخرج سعد هنداوى من العمل؟

- هذه مشكلة أخرى، رغم أن المنتج هو من رشح سعد هنداوى لإخراج المسلسل، ولا أعلم أسباب استبعاده، لكن أعلم أن هنداوى تقدم بشكوى ضده.

■ وهل ستلجأين للقضاء للحصول على حقوقك المادية؟

- سأتفاوض أولاً بشكل ودى مع المنتج ممدوح شاهين، حتى أحصل على تعويض رغم أن المادة لا تعوضنى عن جمهورى، الذى أغيب عنه هذا العام، وإذا رفض أو ماطلنى سألجأ للقضاء.

■ تردد أنك خفضتى أجرك إلى النصف فى هذا العمل؟

- لا أعتبره ذلك انتقاصاً من قيمتى أنا أعترف بأنى خفضت ثلث أجرى تقريباً، من أجل أن تسير الأمور فى ظل ظروف البلد.

■ قبولك تخفيض أجرك ألا يعنى تنازلاً فى الشروط الأخرى المتعلقة بتفاصيل العمل الفنية؟

- بالعكس، أنا يمكن أن أتساهل فى أجرى لأنى laquo;غاوية فنraquo;، ولأنى أعلم أن تخفيض أجرى لا يعنى تقليل موقعى على الساحة، لكن تبقى شروطى لقبول العمل لا تنازل فيها على الإطلاق.

■ ما شروطك قبل الموافقة على أى عمل؟

- البداية تكون من الفكرة، فأنا لا أقبل إلا الفكرة المبهرة، laquo;صرخة أنثىraquo; مثلاً كانت موضوعاً لم يتطرق إليه أحد من قبل، وكذلك laquo;بنت من الزمن دهraquo; وlaquo;ريش نعامraquo;. فعندما يعرض على عمل جديد أقول لمؤلفه laquo;أبهرنى بالفكرةraquo;. فإذا وجدت الفكرة جديدة ومبتكرة نشرع فى الكتابة على الفور.

■ هل تعتقدين أن شكل الموسم الدرامى فى رمضان سيتغير، وما ملامح هذا التغيير من وجهة نظرك؟

- بالتأكيد لن تشبه شاشة رمضان هذا العام نظيرتها العام الماضى، لكن إلى أين ستسير الأمور لا أحد يستطيع التكهن، وإن كانت هناك مؤشرات إلى أن عدد الأعمال المعروضة سيكون أقل كثيراً، وربما تكون الحالة المزاجية للمتفرج مختلفة نوعاً ما، وبالتالى تقييمه للأمور سيكون مختلفاً، وعموما أعتقد أن من الأفضل أن ننتظر ونرى ولا نحاول استباق الأمور.

■ كيف ترصدين الوضع إجمالا؟

- والله أنا كنت سعيدة بحالة الحراك الدرامى والارتفاع الكبير فى كم وكيف الأعمال المنتجة، وبالتأكيد فإن التراجع فى عجلة الإنتاج، وجلوس نجوم كثيرين فى البيت، ربما لأول مرة منذ سنوات طويلة، يشعرنى بالضيق أحياناً. لكن أتوقع وأتمنى أن تكون هذه المرحلة بمثابة وقفة، لإعادة النظر فى أمور كثيرة، وبالتالى تعقبها مرحلة إزدهار حقيقى، تشهد إنتاج أعمال أفضل وأجمل.

■ هل تتفقين مع من يرون أن الفن سيتغير إلى الأفضل بعد الثورة التى شهدتها مصر؟

- أنا متفائلة جداً، وبالتأكيد ستكون هناك تغيرات وستمر فترة من laquo;اللخبطةraquo; قبل أن تعتدل البوصلة فى مسارها الصحيح. فهناك ازدياد كبير جداً فى مساحة الحرية، التى باتت لدى الناس للتلقى والفنان للإبداع، وقد يؤدى laquo;الفورانraquo; لخروج أعمال صاخبة لكن فى النهاية سينتصر حس المسؤولية لدى المبدع.

■ البعض ينادى بإلغاء الرقابة ما رأيك؟

- أنا أميل إلى الرأى القائل بتحويلها إلى جهة تصنيف، كما فى العالم المتقدم، أى يكون دورها أن تقول هذا الفيلم للكبار وهذا للأسرة وهكذا وهذا النظام معمول به فى فرنسا وأمريكا ودول أخرى كثيرة، لكن إلغاءها نهائياً يعنى فتح الباب أمام الفوضى.

■ لو انتقلت من الفن إلى السياسة لأسألك عن حديث الساعة فى مصر.. الثورة والفساد؟

- لن أدعى أننى كنت أتوقع قيام الثورة أو أن أعمالى بشّرت بها، وأعترف بأننى لم أكن أتوقع أن يحصل التغيير بهذا الشكل، أما ملفات الفساد التى فُتحت بعد سقوط النظام السابق، فأعترف بأنها صدمتنى، صحيح أننى كنت أقرأ الصحف ولا أكتفى بصفحات الفن، وأتابع أحوال البلد من خلال التليفزيون والقنوات الإخبارية، إلا أننى لم أتخيل للحظة حجم الفساد السياسى والإدارى، الذى كنا نعيش فيه.

■ هل فكرت أن تشاركى فى الأحداث؟

- بصراحة لا.. لسببين الأول: قسمت ابنتى، فأنا الآن أم وواجبى الأول أن أكون إلى جوار ابنتى أرعاها وأحميها، والسبب الثانى: هو أننى لا أريد أن يقال إن داليا نزلت ميدان التحرير، بحثاً عن كاميرات أو لتحقيق laquo;شو إعلامىraquo;، لذلك فضلت البقاء فى المنزل ومتابعة تطورات الأحداث عبر وسائط الميديا المختلفة.