الشرق القطرية

بالضرورة أن تعطي انتفاضة الشعب السوري انتصارا في نهاية المشوار مهما طال الوقت، هكذا قالت وقائع التاريخ، فربيعها قادم لا محالة، فالثورة الفرنسية وغيرها أمثلة يانعة في واحة التاريخ، والحاضر الثوري العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها، خير دليل على هذه الحقيقة.
الثورة السورية التي تفجرت في مارس المنصرم بزفرة غضب لشعب عاش في رماد الخنوع والاضطهاد وفساد الحكم لعقود طويلة، قد تحتاج لزمن كي تعطي ثمارها الحقيقية، فالشهور الـ11 الماضية ليست مقياسا في حسابات الانتصار، بل ان روح الثورة ونهجها الذي نشهده يوميا هو ضمانة اكيدة على التمسك بالانتصار.
مع اقتراب ثورة الشعب السوري من عامها الاول، لماذا لا نطلق عليها quot;ثورة الورد الجوريquot;، فسوريا تشتهر بهذا النوع من الورود، كما هو حال الثورة التونسية الي اخذت تسمية quot;ثورة الياسمينquot;، والمصرية التي سميت quot; ثورة اللوتسquot;.
عندما قال رئيس الوزراء وزير الخارجية معالي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ان الجامعة العربية بعد أربعة شهور من مماطلة النظام السوري سترفع ملف الازمة السورية الى مجلس الامن، لم يدفعنا هذا الكلام الى الاعتقاد بوجود خلافات في البيت العربي، أو أن هناك أنصارا للنظام داخل هذا البيت، بيد أن تهرب نظام الاسد من تنفيذ استحقاقات المبادرة العربية التي اجمع الوزراء العرب على تأكيدها، أوصلت للإقرار بأن ما جاء في تقرير المراقبين العرب أشار بدون لبس الى ان عنف كتائب الاسد لم يتوقف ولم تخرج الدبابات والعربات العسكرية المصفحة من المدن الثائرة، أي أن شيئا من ذلك لم يحدث، واكتفى الفريق محمد الدابي رئيس بعثة المراقبين بالقول ان عددا من المعتقلين تم الافراج عنهم، لكن كم عددهم، وهل تم التحقق من ذلك.. اللهم إلا ما قاله من ان السلطات السورية أخبرته بالامر.
الجامعة العربية التي سعت وما زالت لان يكون الحل داخل البيت العربي، كان
لا بد لها من التقدم إلى الجانب السياسي لحلّ الأزمة كبديل للحل الامني الذي يصر عليه النظام السوري، بمعنى تسليم الأسد الصلاحيات لنائبه وليتفاوض الاخير مع المعارضة لتشكيل حكومة توافقية، وتُجرى انتخابات نيابية، بالتالي إجراء الانتخابات الرئاسية آخِر هذا العام.. الخ.
هذا التحول الذي عرضه معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية مع الامين العام للجامعة العربية وحظي بالاجماع العربي باستثناء لبنان، جاء استكمالا للمبادرة العربية وبديلا في الوقت ذاته عن الحلّ الأمني الذي ثبت أنه لم يكن حلا، بل اهدارا لدماء الاحرار.
فهل الاسد سيرفض كل شيء مثل معمر القذافي فينتهي الى السقوط، أم سيكون مثل عبدالله صالح، أي سيقبل في النهاية الحل العربي سواء بدعمٍ من مجلس الأمن أو بدون دعم؟!