شكَّل ظهور قوائم العار والشَّرف الَّتي ضمَّت أسماء الفنانين تبعًا لمواقفهم من الثَّورات العربيَّة أهم الأحداث الفنِّيَّة في العام2011، الَّتي ساهمت في بروز نجمالبعض وغياب الآخرين.


دمشق: في ظل مراوحة عجلة الإنتاج وهبوط أسهم الحركة الفنية في بداية العام، احتلت الساحة تصريحات الفنانين ومواقفهم المختلفة من الأنظمة السياسية في بلدهم، فأدّى ذلك إلى بزوغ نجم فنانين وهبوط أسهم آخرين.

وعلى الرغم من أن اسم الفنانة، فدوى سليمان، لم يبرز كثيراً على الصعيد المهني، إلا أنها استطاعت أن تحقق لقب quot;النجمةquot; بامتياز بعد انخراطها في هموم الشارع والإنسان في بلادها، عبر المشاركة في التظاهرات ومواكب التشييع ومجالس العزاء في سوريا.

وظهرت مشاركة سليمان في التظاهرات عبر العديد من أشرطة الفيديو المنشورة على موقع يوتيوب، وعرضتها الفضائيات مراراً وسرعان ما لفتت إليها الأنظار بقوة، وقالت لدى سؤالها حول ما تعرضت له من مضايقات: quot;تحركت في أحياء دمشق كثيراً وفي درعا، وبالتأكيد تعرضت للملاحقة الأمنية، ولكن كان الهروب سيد المواقفquot;.

كما ظهر أسامي كل من الفنانين الذين انحازوا للشارع السوري مثل اسم الفنانة، مي سكاف، التي تعرضت للاعتقال أثناء مشاركتها في مظاهرة المثقفين السوريين إلى جانب الفنان فارس الحلو، ومحمد أوسو، والأخوين ملص، وشارك المسرحي محمد آل رشي في الكثير من مجالس العزاء وظهر بأحد الفيديوهات مرفوعاً على الأيادي ويقول quot;عاشت سوريا يسقط الأسدquot;، كما علا اسم الفنان السوري والمدرس في المعهد العالي الفنان جلال الطويل الذي أصيب مؤخراً برأسه أثناء المشاركة في أحدى تظاهرات حي الميدان الدمشقي.

كما أشيد بكل من الفنانين الموقعين على بيان سمي فيما بعد quot;بيان الحليبquot; والذين كان ينص على التعاطف الإنساني مع أطفال درعا، وكان من أبرز الموقعين على البيان الفنانة يارا صبري وزوجها ماهر صليبي، وكندا علوش، والسيدة منى واصف، إضافة إلى الكاتبة يم مشهدي، والمخرجة رشا شربتجي، لكنهم تعرضوا في الوقت نفسه إلى التخوين من قبل بعض الفنانين الموالين للنظام وبعض الجماهير المؤيدة.

ولعل أبرز حدث ما زال يلقى صدى في الصحافة الفنية حتى الآن هو موقف أصالة التي أعلنت دعمها للثورة في سوريا ووقوفها إلى جانب الثوار، مما اعتبره كثيرون انقلاباً من الفنانة السورية على عائلة الأسد التي تكفلت بعلاجها منذ أن كانت طفلة، واعتبروا أنّ أصالة كانت عديمة الوفاء لعائلة الأسد، موقف صاحبة quot;لو تعرفواquot; جعلها تترأس قائمة الشرف السورية المناهضة لنظام الأسد فيما فتحت عليها جبهات عديدة من داخل سوريا ومن عائلتها ومن الفنانين السوريين، إذ خرج شقيقها أيهم ليصرّح في الإعلام أنّه تبرأ منها، كذلك، فتحت الممثلة رغدة النيران على أصالة، وأعلنت سلاف فواخرجي أنّها تقفل الراديو كلما تذاع أغنية لصاحبة quot;قانون كيفكquot;.

ومن الأخبار التي شكلت حدثاً في الصحافة الفنية انتشار مقطع فيديو للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في سهرة فنية في منزل الممثل السوري دريد لحام، إلا أنّ quot;غوّارquot; ردّ بأنّه لم يكن يعلم أنّ القذافي دكتاتور.

كذلك، انتشر مقطع فيديو لجورج وسوف أظهره وهو يغني في عيد ميلاد ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، هذا الأمر أغضب الشعب التونسي الذي طالب بمنع وقوف quot;سلطان الطربquot; على قرطاج، وعاد الفنان جورج نفسه ليؤكد مناصرته للرئيس السوري وتأييده للنظام الممانع وغنى أكثر من مرة تأييداً لسوريا.

وعلى الصعيد الفني يبدو أن غياب المهرجانات التكريمية والاحتفالات التقديرية التي اعتادها الفنانون والعاملون في الدراما السورية، مثل حفل quot;أدونياquot; وتكريم التلفزيون السوري بسبب الأوضاع التي تعصف بالبلاد، دفع بعض محبي الدراما السورية على quot;فايسبوكquot; إلى إجراء quot;استفتاء رسميquot; حول أفضل ممثلة سورية لعام 2011، وتهدف هذه التسمية إلى إضفاء صفة رسمية على الاستفتاء quot;الفيسبوكيquot; وفق المنظمين، كونه يعتمد على تصويت الجمهور بشكلٍ واضح ويمنع التلاعب بالنتائج.

وتتنافس في الاستفتاء النجمات السوريات اللواتي شاركن في العديد من الأعمال التلفزيونية خلال الموسم الفائت، وحتى الآن، تتصدّر القائمة ليليا الأطرش التي نالت أعلى نسبة تصويت في الاستفتاء الذي ينتهي في أواخر الشهر الجاري، تليها جيهان عبد العظيم، ثم نسرين طافش في المرتبة الثالثة، فيما حلت سلاف فواخرجي في المرتبة الرابعة، وديمة قندلفت في المرتبة الخامسة.

واللافت أنّه على الرغم من شعبية العديد من النجمات اللواتي تصدرن المشهد في رمضان الماضي كسلافة معمار، وكاريس بشار، وأمل عرفة، إلا أنّهن لم يحظين بنسبة تصويت عالية وبقين خارج المراتب الخمس الأولى.

وحافظ الممثل السوري بسام كوسا على مكانته، وكان قد حصل العام الماضي على جائزة أفضل ممثل عن دوره في مسلسل quot;وراء الشمسquot;، والذي أدى فيه شخصية مصاب بالتوحد.

وبرز اسم الفنانة نسرين طافش العائدة بقوة من خلال دورها في مسلسل quot;جلسات نسائيةquot; للمثنى صبح، ومسلسل quot;السرابquot; لمروان بركات، ويؤكد أحد النقاد بأن ارتفاع أسهم الفنانين له علاقة بدور العرض بالدراما وعند الحديث عن الممثلين يجب التعرض للقيمة الفنية التي يؤديها كل فنان، ويعتقد بأنه في رمضان 2011 كان الاسم اللامع بشكل واضح نسرين طافش، أما الفنانة سلاف معمار فقد جسدت شخصية لم تكن بذات الأهمية التي كانت تجسدها سابقاً في معظم أعمالها، كما عاد بقوة الفنان عابد فهد على الرغم من تعدد أدواره حيث عمل في أكثر من ستة أعمال وبرع في كلها مؤكداً على القدرات التمثيلية الهائلة لديه.

ومن بين الفنانين الشباب برز اسم نجلاء الخمري وكانت من بين الممثلات الواثقات، ولكن يبقى المأخذ عليها أنها تظهر في عدد كبير من الأعمال وقد يؤثر عليها سلباً، لذا يجب عليها الانتقال من حالة الكم إلى مرحلة النوع ولها مستقبل باهر في الدراما السورية.

وبعد غيابها عن الدراما لأسباب عائلية متعلقة بإنجاب الأطفال، ظهر اسم الفنانة السورية ناظلي الرواس في الوسط الفني السوري من جديد، بمشاركتها الباهرة في quot;جلسات نسائيةquot;، وقالت الرواس في أحد لقاءاتها بأن فريق العمل ساعدوها كثيرًاً ووقفوا بجانبها كي تتخلص من خوفها أمام الكاميرا، وعلى رأسهم المخرج المثنى صبح والفنان سامر المصري، شريكها في المشاهد.

وعلى صعيد الإخراج حافظت المخرجة السورية رشا شربتجي على نجاحاتها السابقة، بالرغبة في البحث عن الأصعب والجديدمن خلال مسلسل quot;الولادة من الخاصرةquot;.

وكان أبرز الغائبين عن الدراما السورية الفنان تيم حسن والذي عوض غيابه بالحضور في أحد أهم المسلسلات المصرية بتجسيد دور البطولة في quot;عابد كرمانquot; والذي لفت الانتباه إليه بشكل كبير، كما غاب عن الساحة الفنية السورية الفنان مصطفى الخاني ولم يعوض ظهوره في مسلسل لبناني quot;أخر خبرquot;، إضافة إلى مسلسل سوري quot;شيفونquot; مع نجدت أنزور الذي منع من العرض في رمضان.

أما الفنانة السورية كندا علوش فقد برعت بتجسيد دوريها في مسلسلين سوريين quot;العشق الحرامquot;، وquot;الولادة من الخاصرةquot; على الرغم من انها كانت مشغولة في أكثر من فيلم مصري وإقامتها في مصر أغلب الأوقات.