عبدالله الشيخي


بقدر سعادتنا بالإعلان عن أضخم موازنة في تاريخ السعودية ، بقدر ما كانت سعادتنا أكثر وأكبر بإطلالة الملك عبدالله على شعبه وهو في خير وصحة وعافية، تحدث إليهم، وعبر لهم عن شكره وتقديره لمشاعرهم الصادقة تجاهه، وتمنى لهم الخير مع موازنة الخير.

قال الملك مخاطباً الوزراء: laquo;لا عذر لكم بعد اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال، واعلموا أنكم مسؤولون أمام الله ـ جل جلاله ـ ثم أمامنا عن أي تقصير يضر باستراتيجية الدولةraquo;، وبكل تأكيد فإن قطاعي الشباب والرياضة يلقى عند الملك أهمية كبرى ودعماً لا محدوداً، فهو حفظه الله حريص على الشباب ويتلمس حاجاتهم، وتنطلق توجيهاته دائماً على تذليل الصعاب وتقديم الإمكانات كافة من أجلهم.

ومع موازنة الخير، هطل الخير، فقد حملت الموازنة كما أعلنت وزارة المالية عن اعتماد بناء 20 مقراً لأندية رياضية، وهو ما سيسهم في تطوير العمل في هذه الأندية التي انتظرت طويلاً لتلحق بركب أندية سبقتها في وجود مقار لها.

صحيح أننا نتمنى أن يشمل اعتماد مقار للأندية الرياضية كافة، ولكنني أتساءل عن مردود المقار النموذجية على بعض الأندية التي لم يعد لها ذكر أو اسم، غير أنها فقط ضمن مجموعة الـ153 نادياً، فهل هذا يكفي؟!

إنني أرى بأن من حق الأندية التي ليس لديها مقار، ولديها في المقابل حضور مشرف محلياً وإقليمياً، أن تسأل سؤالاً بريئاً: laquo;ألسنا أحق من هؤلاء بهذه المقار؟raquo;، لا سيما أن هناك بعض الأندية التي تملك مقار من الفئة الأولى، وتكاد تكون غير معروفة!

ما أود الوصول إليه، أن أمام laquo;رعاية الشبابraquo; بقيادة الأمير الشاب نواف بن فيصل بن فهد، أن تعمل من الآن على فتح ملفات طلبات الأندية لإيجاد مقار لها، ووضع معايير لذلك، من دون النظر لكبر هذا النادي أو صغره من حيث المكانة الاجتماعية لمسؤوليه، وإذا ما تعاملنا مع الأمور بهذه الرؤية، فإننا نكون قد سرنا في الاتجاه الصحيح، رافعين شعار: laquo;كلها أندية وطنraquo;، ولكن لغة الأرقام والنتائج المقرونة بالعمل قالت كلمتها، وبذلك نكون قد أنصفنا من يعملون، لعل البقية يقتدون بهم!

أعلم حرص الرئيس العام على أن يمنح كل نادٍ يحتاج إلى مقر مقراً له، ولكن هناك أندية لها أولوية في الطلبات، وتدعم ذلك بوجود قوي على الساحة الرياضية في غالبية الألعاب وعلى رأسها كرة القدم، هي أحق بأن يكون لها الأولوية في اعتماد مقر لها، ولا شك بأن أندية كالتعاون والرائد والفتح ونجران وهجر والفيصلي والطائي والعروبة وأبها وغيرها من أندية الدرجتين الأولى والثانية، قدمت نفسها للبطولات السعودية منذ وقت طويل، وأصرت على الاستمرار، على رغم أنها لا تملك مقار ولا مالاً ولا رعاة، ولكنها حظيت بكل تقدير واحترام من الرياضيين كافة، ولا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يشكك في أحقية نادي الفتح وأهمية وجود مقر له، بل وضرورة ذلك كأقل مكافأة لإدارته ومسؤوليه ولاعبيه على ما يقدمونه في هذا الموسم تحديداً، إذ ينافس فريقهم الكروي على لقب بطولة الدوري، وما زال متصدراً لدوري laquo;زينraquo;، متفوقاً بذلك على فرق كبيرة تفوقه عدة وعتاداً وتاريخاً.