القاهرة


مصر بدون فراعنة.. هذه العناوين ليست سوي جزء بسيط من الاحتفاء الإعلامي العالمي بأول انتخابات رئاسية حرة تشهدها مصر علي مدي تاريخها الطويل. وذلك وسط حالة من الانبهار الدولي بالأجواء الانتخابية وحرص الناخب المصري علي المشاركة بغض النظر عن عمره وأجواء التعاون والود التي اتسمت بها طوابير الناخبين.
فقد أكدت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية- تعليقا علي الانتخابات- أن أقدم مدنية في العالم تخطو خطوة كبيرة نحو الديمقراطية, مؤكدة أنه علي الرغم من كل المخاوف والقلق من أي تلاعب في نتائج الانتخابات, إلا أن هذا لا يعني سوي أنه أخيرا.. مصر تولد من جديد. ونقلت سي إن إن صورة للإقبال الشعبي غير المسبوق علي التصويت حيث انتظر البعض أكثر من ساعتين ونصف الساعة للإدلاء بأصواتهم, وحالة الحماس التي دبت بين الناخبين بمجرد فتح أبواب مراكز الاقتراع.
ومن لندن- عامر سلطان: اكدت صحيفة دايلي تليجراف البريطانية أنه بعد خمسة آلاف عام اصبحت مصر للمرة الأولي بدون فراعنة. ونقلت الصحيفة صورة للمرشحين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية وهم يصطفون في طوابير الاقتراع مثل أي مواطن عادي بدون تمييز أو تميز وقد بدت عليهم علامات التواضع في محاولة للتقرب من الناخبين. وأشارت الصحيفة إلي أنه علي الرغم من إحباط الناخبين من المرشحين, مؤكدين أنه ليس من بينهم من كانوا يصبون إليه كرئيس للبلاد بعد الثورة, إلا أن هذا لا يعني أن صورة الرئيس قد اختلفت بالفعل, فبعد المعاملة المميزة التي كان يتمتع بها الرئيس المخلوع حسني مبارك.. أصبح المرشحون الــ13 مثلهم مثل رجل الشارع العادي.
ومن برلين- كتب مازن حسان: عبرت عناوين الصحف ووسائل الإعلام الألمانية بعد اليوم الأول لإنتخابات الرئاسة المصرية عن ارتياح كبير في ألمانيا لسير الانتخابات بشكل سلمي وخلوها من مخالفات جسيمة او احداث عنف تعكر صفوها, وابرزت جميع الصحف الالمانية الإقبال الهائل من الناخبين علي اللجان الانتخابية ووقفوهم بالطوابير احيانا لساعات في الحر الشديد للإدلاء باصواتهم.
ومن أنقرة- كتب سيد عبد المجيد: اعتبرت وسائل الاعلام التركية الانتخابات في مصر أول انتخابات حرة ديمقراطية, وأنه وللمرة الاولي لا يعلم أحد من سيفوز فيها, عكس ما كانت عليه في عهد مبارك. واضافت أن الانظار تتجه الآن الي موقف المجلس العسكري الذي تولي ادارة البلاد وما إذا كان سيلتزم بوعده بتسليم ادارة البلاد الي المدنيين ام لا ؟
ومن فيينا- كتب مصطفي عبد الله: أشاد المتحدث بأسم الخارجية النمساوية شالن برج بالدور الذي قامت به القوات المسلحة والشرطة المصرية والسلطات الانتخابية بالمحافظة علي السير السلمي للانتخابات دون حدوث أي أشتباكات او مناوشات. كما أشاد برج باللقطات التلفزيونية التي أظهرت جميع مرشحي الرئاسة وهم يصطفون كغيرهم في طوابير الناخبين الطويلة كل منهم ينتظر دوره.

هاآرتسrlm;:rlm; الرئيس المقبل يدرك جيدا قوة الجيش والبرلمان .. جنديان إسرائيليانrlm;:rlm; المنطقة بحاجة لمصر قوية لإحلال السلام

rlm; تابعت الصحف الإسرائيلية أمس باهتمام بالغ الانتخابات الرئاسية المصرية وما ستسفر عنه الجولة الأوليrlm;, وحاولت رصد التوقعات بشأن المستقبل.
ونشرت صحيفة' جيروزاليم بوست' الإسرائيلية أمس رسالة مفترضة من اثنين من جنود الاحتياط في القوات الخاصة بالجيش الإسرائيلي إلي رئيس مصر المقبل مفادها أن الشرق الأوسط بحاجة إلي مصر قوية تكون قادرة علي التوسط لإحلال السلام وليس الحرب, بنما نشرت مقالا آخر حذر كاتبه من أن المستقبل بالنسبة لإسرائيل قد يكون مفزعا جراء الانتخابات الرئاسية المصرية لأنها قد تأتي بحكومة تنتمي إلي تيار الإسلام السياسي لأول مرة في تاريخ البلاد. وكتب الجنديان الإسرائيليان دانيل سوهاريانو وأفي نافي في رسالتهما إلي الرئيس المصري المقبل عن التحديات التي تواجه الرئيس الجديد لمصر وفي مقدمتها الانهيار الاقتصادي والبطالة وانعدام الأمن والتهديدات التي تتعرض لها معاهدة السلام, بالإضافة إلي الوضع المضطرب في شبه جزيرة سيناء. وأشاروا إلي النبرة المعادية لإسرائيل في حملات الدعاية للمرشحين لحشد التأييد والإعجاب, وكذلك ترويج الصحفيين والمحامين وعلماء الدين في جميع أنحاء مصر لنظريات المؤامرة الكريهة التي كانت منتشرة أيضا أيام نظام مبارك.
وقالت الرسالة إن مصر في مفترق طرق تاريخي مجددا, وبينما الطريق لايزال غير واضحا فإن شيئا واحدا واضحا هو أن التحريض ضد إسرائيل لن يخلق وظائف العمل للشباب المصري ولن ينشئ الطرق والبنية التحتية في الدلتا, ولن يدمج مواطني سيناء في المجتمع.
وتابعت الرسالة' نحن نناشدك, لا تسمح للمجتمع المصري بالانزلاق نحو مزيد من الفوضي وعدم الاستقرار. والحديث عن إسرائيل يجب أن يتغير. القيمة الجوهرية للسلام بين بلدينا لا يمكن التقليل منها, ومواجهة مستقبلية مع الدولة اليهودية ليست في مصلحة شعبك. وعلاوة علي ذلك إسرائيل أصبحت شريكا أمني حيويا لمصر وتتصرف كحليف طبيعي لمواجهة نفوذ تلك الدول التي ترغب في تأكيد نفوذها علي المنطقة بأكملها'.
واختتم الجنديان رسالتهما بالقول إن الشرق الأوسط يحتاج مصر قوية ستتوسط لإحلال السلام بدلا من الحرب, وإن الشعب المصري يستحق قائدا يطلق إمكانياته الهائلة ويجدد شعور المصريين بالأمل ويرشدهم إلي طريق الرخاء, وقبل أن تؤدي القسم لتولي المنصب من الحكمة أن تنظر في المرآة بعمق وحكمة. ووجها للرئيس المقبل سؤالا هل ستكون هذا القائد؟.
ومن جهتها, ذكرت صحيفة' هاآرتس' الإسرائيلية أن هناك تساؤلات حاليا حول مصير المجلس العسكري بعد انتخاب الرئيس الجديد والسلطات التي سيحتفظ بها الجيش سواء بالنسبة للسياسة العامة للدولة أو أنشطته الاقتصادية. وأكدت الصحيفة أن المرشحين للرئاسة يدركون جيدا قوة الجيش والبرلمان ولن يرغبوا في إعطاء الجيش سببا للتدخل في دستور البلاد, وهي الحقيقة التي ستجبر الرئيس المقبل علي التنازل عن بعض الأمور, بينما سيعتمد الباقي علي شخصية الرئيس الجديد.
وأشارت الصحيفة إلي الافتراض بأنه في حالة انتخاب عمرو موسي أو أحمد شفيق فإن الجيش سيتمتع بالثقة إلي درجة معينة, في استمرار التوازن الحالي للقوي, ولكن في حالة انتخاب محمد مرسي أو عبدالمنعم أبو الفتوح فإن ذلك سيكون تجربة جديدة علي الجيش الذي لن يقدم خادما في مكتب الرئاسة.
وذكرت الصحيفة في تقرير منفصل أن مصر تخطو نحو المجهول بالتصويت في انتخابات الرئاسة, حيث لا يتضح من سيكون الفائز المحتمل وما طبيعة السلطات التي سيتمتع بها. واعتبرت الصحيفة أن التصويت في انتخابات الرئاسة يوم تاريخي في مصر.


تليجرافrlm;:rlm; الدين يتفوق علي الاقتصاد والأمن في أولويات الناخبين


ذكرت صحيفة تليجراف البريطانية في تعليقها علي اليوم الأول من انتخابات الرئاسة أن الدين يلعب دورا كبيرا في أولويات الناخبين في تحديد مرشحهم للرئاسة المصرية يليه الاقتصاد والأمن.

ونقلت الصحيفة عن ريتشارد سبنسر مراسلها للشرق الأوسط من القاهرة إنه عند سؤال الناخبين عن المرشح الذي سينتخبونه من بين الـ13 متنافسا في سباق الرئاسة, ذكرت الغالبية العظمي قضايا الاقتصاد والأمن باعتبارها الأمور الأكثر أهمية في مساعدتهم علي اختيار مرشحهم, لكنه استدرك أن هذه الاجابات قد تعطي انطباعا خاطئا عن النتخابات التي تشهد منافسة حادة بين المرشحين الإسلاميين من جانب والعلمانيين من جانب آخر والذين تشوهت صورتهم بالارتباط بالنظام السابق. وقال سبنسر إن جميع المرشحين يوعدون بـ الخبز والزبد, وكل مرشح يتعهد بخلق وظائف, لكن الناس ما يزالوا يصوتون علي أساس أيديولوجي وليس علي أساس ما يطرحه المرشح سواء نظرة يمينية أو يسارية للاقتصاد. وأضاف أن الناس يتحدثون عن هذه القضايا ولكن عندما يصوتون يكون الأمر متطابقا أكثر حول شعورهم بشأن الإسلام السياسي والعلمانية.