فواز العجمي

سبق أن حذرت من ظهور أحزاب وتيارات طائفية وعرقية ومذهبية وهذا التحذير جاء في مقال كتبته بالشرق تحت عنوان quot;الإخوان المسلمون.. والإخوان المسيحيون.. والإخوان اليهودquot;.

بالأمس جاء في الأخبار المصرية أن بعض المسيحيين أنشأوا حزباً جديداً في مصر بعنوان quot;الإخوان المسيحيونquot; على غرار جماعة quot;الإخوان المسلمونquot; التي أسسها الشيخ حسن البنا مما يؤكد صحة هذا التحذير الذي أشرت إليه سابقاً.

هذا الحزب في حال الموافقة عليه سيكون كارثة ليس لمصر فقط، وإنما للوطن العربي برمته لأنه سيكرس تقسيم المجتمعات العربية وسيثير النعرات الدينية والمذهبية والطائفية وسيؤدي إلى زيادة الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين لكن ما يخفف من خطر ذلك هو أن الإخوة المسيحيين أنفسهم في مصر يرفضون إنشاء مثل هذا الحزب ويعتبرونه خطراً على النسيج الاجتماعي ويهدد الوحدة الوطنية ورفض المستشار ممدوح رمزي مساعد رئيس حزب الإصلاح والتنمية فكرة إنشاء quot;الإخوان المسيحيينquot; وقال إنها فكرة طائفية وتكرس لفكر quot;الإخوان المسلمينquot; داخل المجموعات المسيحية، وأضاف: إن الأقباط يرفضون تلك المجموعات التي تهدف إلى الدخول في صراع عقائدي ولا يليق بمسيحيين أن يتحولوا لجماعات محظورة قانونياً.

وقال المحامي نجيب جبرائيل رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: إن ما يسمى بجماعة quot;الإخوان المسيحيينquot; مجرد فكرة في مواجهة نفوذ جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; في الشارع.. وأكد أن الأقباط سيواجهون هذه الجماعة وسيقومون بالتصدي لها لأنها ستزيد من حالة الاحتقان والطائفية التي تشهدها مصر حالياً.

إن موافقة السلطات المصرية على إنشاء مثل هذا الحزب ستكون كارثة حقيقية لمصر وللأمة العربية لأن مثل هذا الحزب الطائفي سيكون الشرارة التي تلهب النسيج الوطني المصري ولأن تقسيم المجتمع إلى أحزاب دينية وطائفية ومذهبية سيزرع قنابل موقوتة في المجتمع.

ولعل إنشاء مثل هذه الأحزاب الطائفية والعرقية والمذهبية جاء رغبة لأعداء الأمة العربية الذين يخططون لها من خلال الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ بغزو واحتلال العراق وقانون المجرم بريمر عندما قسم العراق إلى طوائف شيعية وسنية وكردية وتركمانية وصابئة وبهائية وغيرها من الطوائف والمذاهب الأخرى تمهيداً لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت في القُطر العربي الواحد.

ويأتي أيضاً خدمة للمشروع الصهيوني الذي يطالب بالاعتراف quot;بيهودية الدولة الصهيونيةquot; ونحن إذ نوافق على إنشاء وقيام أحزاب على أساس ديني ونقول quot;الإخوان المسلمونquot; وquot;الإخوان المسيحيونquot;، فليس غريباً أن يطالب اليهود غداً بإنشاء حزب تحت اسم quot;الإخوان اليهودquot; مما يدعم فكرة إنشاء هذا الحزب الديني الطائفي ونأمل ألا توافق هذه السلطات مستقبلاً على إنشاء أحزاب على أساس ديني أو عرقي أو قومي أو مذهبي لأن ذلك سيكون انتحاراً سياسياً.