عمر الزبيدي

للمرجعية الشيعية في إيران عوالمها التي تستحق وصفها بالسرية لأنها غير معلنة، والسياسية لأنها تماثل آلية عمل الحركات السياسية من جانب، وتؤثر في السياسة الخارجية لإيران ومن يدور في فلكها من الدول والتنظيمات، وهي دينية الشكل، لكن لا علاقة لها بالدين أو العقائد، تم بها عزل منتظري من ولاية عهد الخميني ونقلت خامنئي ليصبح الإمام القائد. لكن المرشد يواجه حقائق صعبة؛ أن المرجعية للشيعة تتركز بشكل كبير عند السيستاني الذي لا يلبي طموحات إيران التوسعية، مما يتطلب المعالجة السرية من خلال تعيين خامنئي لمحمود شاهرودي quot;وليا فقيهاquot; للعراق، لتشتت التبعية المحددة في السيستاني، وإحداث خلافات تضرب مكانة النجف كمرجع لشيعة العالم وتحويلها بالتالي إلى قم.

وعلى الرغم من أن الشهرودي عراقي الأصل والمولد كما هو حال داعمه الأهم المرجع كاظم الحائري، إلا أنهما إيرانيان بالولاء والقلب والروح والجسد، لكن السيستاني ـ برغم أنه ليس عراقي المولد ـ لم يؤجج الخلاف الطائفي في العراق، وبما أن الخامنئي لا يستطيع تعيين المرجع الأعلى للشيعة في العالم بدلا من السيستاني المعترف له بالأعلمية (مرجعا أعلى) من قبل مراجع كبار أقدم من الخامنئي يعيشون في العراق حاليا، فهو يحاول زرع الفتنة داخل العراق بالشهرودي المقيم في إيران. وفي محاولة لتثبيت مكانة الشهرودي يسعى لمناقشة قضايا تخص الشيعة في دول المنطقة ليكون ـ على الأقل ـ خليفة للسيستاني، وهنا يجب توضيح سبب دعم خامنئي لشخص عربي على حساب السيستاني، وهو أن محمود الشاهرودي مدعوم من حزب الدعوة الذي يمثل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أحد أباطرته. ومع استمرار مشروع إيران في العراق، بمنعه من الاستقرار سياسيا وأمنيا، وحرمانه من العودة إلى المحيط العربي، يراهن الخامنئي على أن الروح القومية للعراقيين ستدفعهم للالتفاف خلف الشاهرودي على حساب شعبية السيستاني.