راجح الخوري
شكّل منتدى دافوس منبراً فخماً لذرف دموع التماسيح على قضية اللاجئين السوريين الذين يتدفقون الى الخارج في رحلة العراء والتيه التي لن تلبث ان تتحول مشكلة تثقل كاهل الدول المحيطة، وخصوصاً لبنان الذي يتحمل الآن ما يقرب من 500 ألف لاجئ، اي ما يوازي 15% من عدد سكانه!
عندما تحدثت فاليري آموس عن quot;وضع كارثي يتدهور في شكل مخيفquot; وعن 650 الف لاجئ سيتضاعف عددهم في خلال اشهر، لم يرتفع في ذلك المنتجع الثلجي الفخم سوى البكائيات المعيبة، لكن العالم سيواجه الآن الامتحان الحقيقي في الكويت خلال quot;مؤتمر المانحين للشعب السوريquot; الذي تستضيفه غداً الاربعاء.
لماذا في الكويت؟
ربما لأن الكويت هي الاولى عربياً والى 15 عالمياً في قائمة اكثر شعوب العالم تجاوباً مع quot;المشاعر الانسانيةquot; وفق إحصاء اجرته مؤسسة quot;غالوبquot; الاميركية، وهكذا كانت quot;فزعةquot; أميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح قبل شهر ونيف في قمة دول quot;مجلس التعاون الخليجيquot;، عندما دعا الى عقد هذا المؤتمر وأعلن عن استعداد بلده لاستضافته والتحضير له قائلاً: quot;مما يدعو الى الأسى والألم ان الجرح السوري ما زال ينزف وان آلة القتل مستمرة لتقضي كل يوم على عشرات من الاشقاء في سورياquot;.
أثارت الدعوة حماسة الامم المتحدة، وقال بان كي - مون الذي سيرأس المؤتمر، بعد ان يفتتحه الشيخ صباح الاحمد، انه يأمل بان يجمع المؤتمر مبلغ مليار ونصف المليار دولار، بعدما وجهت الدعوات الى 75 دولة و20 منظمة دولية، ولهذا يمكن القول ان امير الكويت يضع العالم كله تقريباً امام الامتحان ليثبت الجميع انهم على استعداد لمواجهة quot;الجريمة الانسانيةquot; التي يمثلها وضع اللاجئين السوريين.
قرأت، حتى الآن، بيانات دولية كثيرة من اميركا وفرنسا وبريطانيا وغيرها تشيد بدعوة امير الكويت، لكن المهم ليس الاشادات بل الشيكات التي سيتبرع بها الحاضرون بعد ان يفتتح الشيخ صباح المؤتمر بـquot;كلمة قوية ومؤثرةquot; كما قيل، وبعد ان يعلن عن quot;تبرع سخيquot; فيضع الحاضرين امام مسؤولياتهم الاخلاقية والانسانية.
وزير الاعلام الشيخ سلمان الصباح يقول ان الكويت تعودت على quot;الفزعةquot; لدعم الاشقاء، والمؤتمر هو quot;فزعةquot; دولية ارادها امير الكويت لدعم السوريين الذين يواجهون وضعاً كارثياً في عرائهم الشتوي، وهي تأتي من صلب الدور الانساني الذي تضطلع به الكويت لمساعدة المنكوبين، وفي كتيّب أعدّته وكالة quot;ساناquot; بالمناسبة، يوحي الوزير الصباح، ان المؤتمر مناسبة دولية لإثبات الحس الانساني، تريدها الكويت بعيداً عن الصخب الاستعراضي وعبر خطوات ملموسة ومساعدات سخية تجعل الشعب السوري في لجوئه المؤلم، يحس بان له اشقاء فعلاً وان في العالم من يقف الى جانبه.
- آخر تحديث :
التعليقات