جلال حجاز


لا يزال الشأن السوري يحظى باهتمام بالغ في الصحافة العالمية، خصوصا بعد تداعيات قرار البرلمان البريطاني، وقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتوجه الى الكونغرس في خطوة مفاجئة لإقناعه بضرورة التحرك العسكري ضد النظام السوري.
ونبدأ من صحيفة lsquo; الغارديان lsquo; وفي مقال تحت عنوان: lsquo;أوباما يمدّ يده للجمهوريين لضمان موافقة الكونغرس على الضربة العسكريةrsquo;
ويقول المقال إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأ البارحة مهمة شاقة لاقناع الكونغرس الأمريكي بضرورة العمل العسكري ضد النظام السوري، من أجل الوصول الى اجماع على القرار في جلسة الكونغرس المرتقبة السبوع القادم قام الرئيس أوباما بمد يده الى صقور الحزب الجمهوري، كالسيناتور جون ماكين والسيناتور ليندزي غراهام، اللذين ظهرا في البيت الأبيض و بعد لقاء مع الرئيس أوباما ليعلنا أن الرئيس أوباما يدرس اجراءاً أقوى مما صرح به سابقاً.
وحذر السيناتور جون أعضاء الكونغرس الأمريكي ماكين قائلا: lsquo;إن أي تصويت ضد مخطط الرئيس الأمريكي بالضربة العسكرية سيكون له عواقب كارثية على الولايات المتحدة ولأعوام عدة قادمةrsquo;.
ورداً على سؤال من أحد الصحفيين حول امكانية استخدام تأثيره على زملائه من الحزب الجمهوري للتصويت لصالح القرار، رد ماكين قائلا: lsquo;لقد بادرت أصلا بهذا العمل،لكن وقبل أن أستطيع اقناعهم، يجب أن أقتنع أنا أولاً، الرئيس أوباما اليوم أعطانا فكرة واضحة عن كثير من الأشياء ولكننا لا زلنا بعيدين عن استراتيجية متماسكة شاملةrsquo;.
وأوضحت الصحيفة أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة أولها موافقة مجلسي الشيوخ والنواب على الضربة و ثانيها موافقة أحدهما ورفض الآخر وهذا االسيناريو السيء سوف يضع أوباما في موقف سيء، حيث أنه غالبا ما سوف يقوم بالضربة، لكن فقط بدعم جزئي. والثالث وهو رفض المجلسين للمخطط وهذا السيناريو لا يزال قائما أيضا.


وفي نفس الصحيفة و في تقرير لـ مارتن تشولوف يقول فيه أن فصائل الجيش السوري قد انسحب بعيدا عن المواقع الحساسة، لتفادي الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة.
ونقل التقريرعن بعض المواطنين السوريين: أن النظام السوري قام بتحريك قوافله و أسلحته و فصائله ووضعهم في الجامعات و المدارس، مستبعداً أن يقوم الرئيس الأمريكي بضربها.
وأشار التقرير الى زيادة ملحوظة في نقاط التفتيش في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام السوري في العاصمة دمشق، لكن الحياة لا تزال مستمرة وكما كانت خلال العامين الماضيين. أما في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة ، فيبدو أن الحصار ونقص المؤن و الطعام و الحاجات الأولية والدواء، قد زاد كثيرا وقال التقرير ونقلا عن بعض المحليين في تلك المناطق إن خطاب أوباما كان مخيبا لآمالهم.
ونطالع في lsquo;الغارديانrsquo; أيضاً مقالا لمدير قناة الجزيرة السابق، وضاح خنفر، حول ضعف ثقة الكثيرين في الدول العربية في الدوافع الأمريكية لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا.
ويقول خنفر إن العالم العربي يتوق إلى التخلص من نظام الرئيس السوري، مشيرا إلى أن الأجيال المقبلة ستتذكر المذابح الوحشية التي شنها النظام، وستبقى صور النساء والأطفال القتلى ماثلة في الأذهان.
لكن هذه الرغبة في الخلاص من الأسد لن تترجم أبدا إلى دعم لأي تدخل عسكري أمريكي في سوريا،
ويوضح خنفر أن ذلك يعود إلى شعور بعدم الثقة وشكوك في النوايا الأمريكية.


ويرى الكاتب أن كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي حاول فيها تبرير التدخل الأمريكي، لم تفلح في إقناع الكثير من العرب.
ويقول إن ثمة شعورا متجذرا بأن الولايات المتحدة تتبنى معايير مزدوجة ومتحيزة ضد مصالح العرب، ولاسيما فيما يتعلق بالتحيز الأمريكي تجاه إسرائيل ودعم واشنطن لأنظمة عربية مستبدة. ويشك الكثير من العرب، بحسب خنفر، في الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في بناء ديمقراطية داخل سوريا.
ويقول الكاتب إن lsquo;الانقلاب العسكري في مصر يعد مبعث قلق كبير بالنسبة لهم، ويطرح تساؤلات حول الموقف الأمريكي من الإسلام السياسي والديمقراطية في حد ذاتهاrsquo;.
وفي صحيفة lsquo;التايمزprime; التي نشرت تحقيقا للصحفي روغر بويز صور فيه كيف أضحت الدنيا تضيق بأسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب تطورات الصراع في بلدها، وجاء في التحقيق أن أسماء قد ألفت الحياة في ثلاث مدن: حمص، حيث عاشت عائلتها، والعاصمة البريطانية لندن، التي نشأت فيها، والعاصمة السورية دمشق، حيث تعيش الآن مع زوجها.
ويقول بويز إن وفي الوقت الذي باتت حمص بالنسبة للحكومة السورية منطقة معادية، أمست لندن بعيدة المنال، وأصبحت هم زوجة الرئيس السوري أن تركز أكثر على lsquo;كيفية الهروب من صواريخ توماهوك الأمريكيةrsquo;.
وذكر التحقيق أن الوضع الصعب الذي تعيش فيه عائلة الأسد بدا واضحا الشهر الماضي عندما تعرض موكب الرئيس وزوجته لهجوم شنه مسلحو المعارضة السورية في يوم عيد الفطر، وأشار بويز إلى أن الأسد وزوجته لم يلحق بهما أذى، لكن واحدا من بين الحرس سقط قتيلا.


وأوضح أن هذا الهجوم تحديدا اعتبرته عائلة الأسد إهانة شخصية، فقد جاء قبل ثلاثة أيام من عيد ميلاد أسماء الـ 38.
كما أوضح أن أي ضربة عسكرية محتملة للولايات المتحدة قد لا تقتصر على الوحدات العسكرية التي شنت هجوما كيماويا الشهر الماضي، بل إن القصر الرئاسي الموجود أعلى تلال دمشق قد يمثل هدفا قويا ذا مغزى، وكذا المجمع الذي يوجد به مكتب زوجة الرئيس السوري.
وفي حوار مع صحيفة lsquo;لوفيجاروrsquo; الفرنسية أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن النظام السوري لم يقل يوما انه يمتلك أسلحة كيميائية وذلك ردا على سؤال عما إذا كان يمكن أن يتم استخدام الكيماوي دون موافقته.
وأضاف الرئيس السوري أن بلاده حذرت جيرانها من عناصر تنظيم القاعدة المتواجدين بسوريا والذين يمثلون ما بين 80 و90 بالمائة ممن تقاتلهم القوات السورية.
وأوضح انه بعث برسائل مباشرة وغير مباشرة للدول المجاورة لتحذيرهم من عناصر القاعدة، مشيرا إلى أن المملكة الأردنية تدرك ذلك، على الرغم من الضغوط التي تمارس عليها لتصبح مكانا لمرور الإرهابيين.
وتابع lsquo;أما بالنسبة لـ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فأنا لا أعتقد أنه يعي ما يفعلrsquo;.
وفيما يتعلق بالائتلاف الوطني السوري المعارض، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن هذا الائتلاف من lsquo;صنيعة الخارجrsquo; وانه ليس لديه أي شعبية في سوريا.
وقال: إنه lsquo;صنع في فرنسا وفي قطرrsquo; ولكن بالتأكيد لم lsquo;يصنع في سورياrsquo;. متهما الائتلاف بأنه lsquo;يتبع أوامر أولئك الذين صنعوه ولذلك فإنه لا يسمح لأعضاء المعارضة أن يستجيبوا لدعوتنا، أو للحلول السياسية لإنهاء الأزمةrsquo;.
وقال الأسد إن lsquo;الشرق الأوسط برميل بارود والنار اقتربت منه جدا اليوم وسيفقد الجميع السيطرة على الوضع حين ينفجر وخطر اندلاع حرب إقليمية وارد lsquo;.
فيما تحاول واشنطن وباريس إقناع الرأي العام لديهما بضرورة توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيميائية.


وتابع lsquo;الشعب الفرنسي ليس عدوا لنا، ولكن ما دامت سياسة الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري، فهذه الدولة ستكون عدوة لهذا الشعبrsquo;. مضيفا أن lsquo; تداعيات سلبية بالتأكيد ستحصل على مصالح فرنساrsquo;.
وأشار بشار الأسد أن lsquo;الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين لا يملكون دليلا واحدا على امتلاك سوريا للكيماوي و إلا لكانوا أعلنوه منذ اليوم الأولrsquo;.
وأضاف lsquo;من يوجه الاتهام عليه ان يقدم ادلة، لقد تحدينا الولايات المتحدة وفرنسا بان تقدما دليلا واحدا، وأوباما، وأولاند كانا عاجزين، حتى أمام شعبيهماrsquo;