إيمان الرازي الناشطة الحقوقية والأكاديمية المغربية:& حكومة بنكيران عالجت العنف في الجامعات بشكل فردي والمذكرة تجلد تياراً سياسياً

&
حاورها عبدالحق بن رحمون


أكدت لـــ الزمان إيمان الرازي، الناشطة الحقوقية والأكاديمية المغربية أن المغرب اليوم في حاجة ملحة لتأطير الطلبة سياسيا، على اعتبار أن الجامعة تقول إيمان الرازي فضاء للعلم وتفريغ النخب بدل تفريخ العنف ، وأضافت إيمان الرازي في حوارها مع الزمان أن الجامعة طليعة المجتمع وهي التي تنتج الفئة الانتلجنسية كما أن التقدم السياسي للمغرب رهين بتقدم المنظومة التعليمية ككل.


من جهة أخرى أكدت الناشطة الحقوقية إيمان الرازي أن دور المعارضة بالمغرب يكمن في معارضة القرار الأمني، وتوجيه الحكومة إلى استدعاء ممثلي الفصائل وممثلي الجمعيات الحقوقية وكل الفرقاء السياسيين. هذا يذكر أن إيمان الرازي التي ترفع شعارا في بروفايلها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي والذي يدعو أي الشعار لالعسكرة الجامعات.. لالتحويل قلاع العلم لثكنات عسكرية من أجل الحريات السياسية والثقافية كما أن إيمان الرازي وهي الباحثة بسلك الدكتوراه تخصص لسانيات وتواصل وتحليل خطاب هي أيضا ناشطة سابقة في حركة عشرين فبراير،فضلا عن ذلك فهي عضو منظمة الشبيبة الاتحادية وناشطة سياسية وعضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي بالقطاع النسائي. ولها مشاركات وإسهامات في مجموعة من الندوات العلمية واللقاءات السياسية والحقوقية.


وحول ما يجري اليوم بالجامعة المغربية، وبعد تنبيه الأوساط الجامعية والخبراء بالخطر الذي بات يحدق بها ، من تحوِل الجامعة من حقل لتخريج النخب إلى ميدان للعنف، ولمعرفة ما يجري اليوم نحتاج إلى تحليل رصين لظاهرة العنف لأن الدولة لا هدف لها من تأجيج الصراع في الجامعة، هذا في الوقت الذي ذهبت فيه بعض الانتقادات اعتبار الفصائل بالجامعة المغربية لا تملك أية قوة في الشارع ولا شعبية لها حتى تهدد الدولة كما أنها لا تملك مشروعا سياسيا أو بديلا مقبولا لنقول أنها مزعجة للدولة. ولفهم ما يجري اليوم وبكل موضوعية أجرت الزمان الحوار التالي مع إيمان الرازي الناشطة الحقوقية والباحثة الجامعية


كيف تفسرين اليوم ظاهرة العنف بالجامعة المغربية؟


أولا العنف ليس وليد اللحظة، العنف هو نتيجة حتمية لمجموعة من التراكمات التي أفرزتها ظرفية سياسية واقتصادية واجتماعية معينة، وهو نتاج لانعدام الحوار وتقبل الأخر فهو إما ان يكون فرديا نتيجة تنشئة اجتماعية معينة أو تعرض الطالب الذي يقوم بالعنف للتعنيف في طفولته، أي أن العنف يمكن أن يكون ظاهرة نفسية فردية محضة، أو أن يكون جماعيا نتيجة فكر متحجر، لا يؤمن، إلا بالقوة لشرعنة وجوده داخل الجامعة المغربية.
هل الفصائل الطلابية مؤطرة سياسيا أم أنها تخبط خبط عشواء؟
الفصائل الطلابية عبر التاريخ السياسي منذ ستينيات القرن الماضي، كانت مؤطرة سياسيا، تحت لواء نقابي وهو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هذا الإطار التنظيمي العتيد دبر عبر مراحل الاختلاف بين كل فصائل اليسار لأنه في الستينيات والسبعينيات كان صوت اليسار باختلاف أطيافه في الجامعة هو الصوت المسموع داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وكان هناك اختلاف جذري بين كل الفصائل لكن أوطم كان يدبر الاختلاف بطريقة ديموقراطية وسلمية مهما بلغت حدة الخلاف لم نسجل عنفا ممارسا من جهة ضد أخرى، لكن فالثمانينات ومع ظهور الاسلامويين في الجامعة برز العنف بشكل كبير، لأن الاختلاف الايديولوجي بينهم وبين اليساريين كان جذريا، لذلك يمكن القول إن العنف كعنف جسدي، ظهر مع ظهورهم في المشهد السياسي والتاريخ يشهد من يؤمن بالعنف ومن مارسه إلى غاية اليوم.


وأقول أنه مع إفراغ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من محتواه فقدت كل الفصائل البوصلة ويمكن القول أنها غير مؤطرة سياسيا تحكمها نزاعات إيديولوجية ونعرات دينية في غياب أي مجال لحق الأخر في الاختلاف وتدبير ديموقراطي للخلاف بينها.


أصبح تدخل الأمن والقوات العمومية لاستثباب الأمن متاح للسلطات في الحرم الجامعي في أي لحظة ما قراءتك حول هذا القرار؟


بالنسبة للتدخل الأمني في الجامعة المغربية عبر التاريخ الجامعي عندما تحصل أي مناوشات بين الفصائل أو بين فصيل ما، وبين الدولة، يتدخل الأمن بشكل مباشر.
لكن هل التدخل الأمني يساهم في استثباب الأمن في الجامعة أقول إنه أي مقاربة أمنية لمحاولة بت الامن والسلم في الجامعة هي مقاربة عقيمة.


لأن العنف لا يعالج بالقمع، بل يعالج بحلحلة كل المشاكل بين الفصائل، من جهة، وبين الدولة من جهة أخرى، لنتساءل ما السبب الذي يدفع الطلبة لممارسة العنف فيما بينهم، أو ضد الدولة أو المخزن بين آلاف الأقواس، فالسبب بالنسبة إلي هو ضعف المناهج التعليمية،.


وفشل المنظومة ككل، وغياب أدنى شروط التعليم والتدريس والاكتظاظ في المدرجات وغياب أي مراكز للترفيه أو ممارسة الرياضة أو مكتبات، أي ضعف البنية التحتية تماما للفضاءات الجامعية.


اما بخصوص قراءتي حول المذكرة الاخيرة التي صادق عليها وزيري الداخلية والتعليم العالي بشكل بيروقراطي دون إشراك الطلبة والفاعلين السياسيين والمجتمع المدني والتي تسمح للقوات الأمنية بالتدخل في أية لحظة لحماية الممتلكات والأرواح أرى أنها ماهي إلا إعادة للمذكرة الثلاثية التي أصدرها وزير الداخلية السابق إدريس البصري، والتي لم تفرض الأمن بل عمقت الهوة بين الفصائل والدولة وزادت تأزيم الوضع والدليل أنه ما بعد سنة 1998 أي بعد فرض هذه المذكرة الثلاثية لم نلاحظ استثباب الأمن بل ظل الوضع على ما هو علية واستمرت ظاهرة العنف بشكل أكبر.


ماهي المقاييس والمعايير التي تحاولين من خلالها انتقاد الأداء الحكومي؟


المعايير التي أعتمدها في انتقاد الأداء الحكومي في إطار مقاربة الحكومة لهذه الظاهرة التى أرى أنها عالجتها بشكل أحادي، وقرار المذكرة الأخيرة الذي أراه كرد فعل لجلد تيار سياسي، من أجل القطع معه واجتثاته من أجل بولسة الجامعة وأمننتها أمام غياب تام لتأصيل نقاش مجتمعي لمقاربة ظاهرة العنف بمقاربة محايدة بعيدا عن أي استغلالي سياسوي ضيق لشرعنة تدخل القوات العمومية في أية لحظة في الجامعة المغربية.


أنت من الشباب المغربي الذي له أفكار نقدية تروم الإصلاح والتغيير ماهي رؤيتك لما يجري الآن على مستوى ممارسة الأحزاب السياسية بالمغرب سواء على مستوى الأداء الحكومي أو المعارضة؟


أنا ومن موقعي الذي يتموقع بين القوى الحداثية والتقدمية لهذا البلد؛ أرى أننا أمام حاجة ملحة لتأطير الطلبة سياسيا، على اعتبار أن الجامعة فضاء للعلم وتفريغ النخب بدل تفريخ العنف، وان الجامعة طليعة المجتمع وهي التي تنتج الفئة الانتلجنسية كما أن التقدم السياسي للمغرب رهين بتقدم المنظومة التعليمية ككل، ويكمن دور المعارضة في معارضة القرار الأمني وتوجيه الحكومة إلى استدعاء ممثلي الفصائل وممثلي الجمعيات الحقوقية وكل الفرقاء السياسيين لتحكيم صوت العقل في تحليل أية إشكالية أو معالجتها، أما الحكومة فتتحمل القسط الأكبر من المسؤولية حيث نرى أنها لم تمكن الجامعة من أن تتبوأ مكانتها في السياسات العمومية وفي الميزانيات المخصصة لتأهيل الجامعة من حيث البنية التحتية ومحاربة كل الأسباب التي تؤذي للعنف كالاكتظاظ وضعف المنتوج التعليمي وقلة الأساتذة وغياب تام لأدنى شروط التعلم والتحصيل العلمي.

&