حسن عبدالله عباس

اتفاقية الهدنة التي سمعنا بها في الاعلام خدعة سياسية بلا شك. هذه الاتفاقية التي يبدو ان مصر هي من صاغتها او تبنتها، لا تعني باكثر من فصل جديد في موسوعة الخذلان العربي.

بعد كم يوم من بداية النزاع العسكري بين الطرفين، تقدمت مصر بمبادرة لوقف النار بين الجانبين. لم يعرف احد محتواها، لكن كل ما سمعناه ان مصر قدمت هذه المبادرة من باب مكانة مصر العربية وقربها للطرفين.

المخزي في الامر ان تكون مشكلة بين الاسرائيليين وبين الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة وعلى رأسها حماس والجهاد، لكن المبادرة المصرية لا تهتم بالفلسطينيين وتتحاور مع الاسرائيليين فقط وتأخذ برأيهم وموافقتهم كي تتوقف الحرب. وكأن القضية برمتها مرهونة بالمزاج السياسي والعسكري للمعتدين وللغاصبين للاراضي وللقتلة، في حين الضحية لا رأي له بالامر، فهو مجرد بصّام يوافق بحسب ما يتوافق مع قاتله.

نحن لا نتحدث عن اسرائيل اللقيطة كونها كياناً غاصباً ولا يفهم منطقاً آخر في التعامل مع هذه الازمة او غيرها وكما كانت دائما الا بفوقية وبغرور وبتعالٍ، والناس من حولها ليسوا الا مجرد اوباش وبهائم. كلامي واستغرابي موجه الى السلطة المصرية التي ادارت ملف الازمة بهذا الشكل، ادارت ملف الازمة وكأنها مراسل وموظف وخادم يعمل لدى الاسرائيليين.

فلو كان الزمن الذي نتحدث فيه قبل ثلاث سنوات لقلنا انها اوضاع غير صحيحة لكن هذا هو الواقع وما عسانا ان نفعل. لكن ان تحدث هذه الوكالة عن الجلّاد اليوم بعد الثورات وغليان عرق التحرر والشعور بالكرامة والثقة بالنفس، فهو الشيء الذي يُشعر الانسان بفقدان الامل بأولئك. على العموم اريد تلخيص الكلام بعدة امور: اولها موقف مخزٍ ومقزز تجاه فلسطين، فلم يتغير شيء. الثاني استخفاف كبير بحياة ملايين الفلسطينيين ان قبلت حماس وغيرها من الفصائل بهذه الاتفاقية، فخير فعلت ان رفضتها خصوصا وانها لم تكن مشمولة بالمفاوضات، وتم التعامل معها كبدلة رسمية كانت ملبوسة والان وُضعت على الرف. والثالث وبعد ايام الربيع والثورات والتقاتل والتشريد والبهدلة، اقول لكم يا عرب ان هيك مجتمعات يُراد لها هيك قيادات!
&