&&تامر الصمادي&

&


في تطور لافت، سُجّل أمس وقوع تظاهرات ضد «الدولة الإسلامية» في محافظة دير الزور شرق سورية بعدما قُتل مدنيون بقصف للطائرات الحكومية ضد مقر لـ «الدولة» يقع في منطقة سكنية. وأوضحت مصادر حقوقية أن «دولة الخلافة» التي يقودها أبو بكر البغدادي ردت على التظاهرات المطالبة بخروجها من المناطق المأهولة بالسكان بشن حملة ترهيب ضد الأهالي تضمنت تنفيذ أول عملية صلب لمواطن من دير الزور اتهمته بـ «الكفر والردة». وجاء ذلك في وقت قُتل ما لا يقل عن 18 أجنبياً من عناصر «الدولة» (أحدهم أميركي) بقصف جوي استهدف قاعدتهم في محافظة الرقة المجاورة التي يُعتقد أن تنظيم البغدادي يتخذه مقراً لقيادته في سورية. وأكد ناشطون سوريون مساء أمس تحليق طائرات استطلاع بيضاء اللون وعلى مدى أكثر من ساعة بعد الظهر فوق مناطق في الرقة، وسط تكهنات بأن طائرات أميركية ترصد مواقع «الدولة» تمهيداً لشن غارات عليها.

وفي عمّان، كشف وزير في الحكومة الأردنية لـ «الحياة» أمس، تشكيل «خلية أزمات عليا» لمواجهة التهديدات المحتملة التي قد يواجهها الأردن من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية». وأكد الوزير أن مجلس السياسات الذي يرأسه الملك عبدالله الثاني «اختار هذا الأسبوع رئيس الوزراء عبد لله النسور لترؤس الخلية التي مُثل فيها كل المؤسسات السياسية والأمنية»، وقال إن «الخلية ستعكف على تحديث الاستراتيجيات الخاصة بمكافحة الإرهاب والفكر المتشدد وإعادة صياغتها».

وترافق تشكيل الخلية مع تقارير أمنية حديثة أكدت ارتفاع عدد الجهاديين الأردنيين خلال العامين الماضيين من 1200 إلى 7000 جهادي، قرابة 2500 منهم يقاتلون في سورية. وترافق تشكيلها أيضاً مع حملة اعتقالات استهدفت الأسبوع الماضي قرابة 100 أردني بعد إعلان تأييدهم «الدولة الإسلامية».

ميدانياً في سورية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الدولة الإسلامية نفّذت أول عملية إعدام في بلدة العشارة في الريف الشرقي لدير الزور بحق رجل، وذلك بإطلاق النار عليه في البلدة ومن ثم صلبه بتهمة الكفر والردة». ونقل عن مصادر أهلية أن التنظيم «عمد إلى إعدام الرجل في البلدة كسياسة لإرهاب من يفكّر في معارضته ضمن مناطق سيطرته». وكان «المرصد» نشر أول من أمس أن مواطنين من العشارة احتجوا أمام أحد مقار تنظيم «الدولة» كان استهدفه الطيران الحربي ما أدى إلى مقتل سيدة وطفلين من أحفادها وأم وابنتيها وزوجة ابنها ورجل. وتابع أن المحتجين رشقوا المبنى بالحجارة، معترضين على تواجده في منطقة مأهولة بالمدنيين، وبالتالي تحويل هذه المنازل إلى أهداف للطيران الحربي.

وقبل حادثة العشارة بدير الزور، أعلن «المرصد» أن 18 مقاتلاً أجنبياً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، من بينهم جهادي أميركي، قتلوا في غارة جوية سورية على بلدة قرب مدينة الرقة، المعقل الرئيسي للجماعة المتشددة في شرق سورية.

وقال «المرصد» أيضاً إن غارة جوية أخرى يوم الخميس أصابت مقراً سابقاً للمخابرات في مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق يستخدمه تنظيم «الدولة» مقراً له، ما أسفر عن مقتل عدد غير محدد من أعضاء الجماعة.

وفي محافظة دمشق، نفذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 10 غارات منذ صباح أمس على مناطق في أطراف حي جوبر من جهة عين ترما، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، بالقرب من حي تشرين، وفق ما أفاد «المرصد».

وفي ريف القنيطرة، أشارت «سانا» إلى «استهداف تجمعات الإرهابيين في مسحرة وتل مسحرة ورسم خميس ونقطة السبروكي بريف القنيطرة، والقضاء على أعداد منهم وإصابة آخرين»، لكن «المرصد السوري» لفت من جهته إلى سيطرة مقاتلي «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية على تل مسحرة وسرية الخميسية في القطاع الأوسط للقنيطرة.

وفي محافظة حلب، أعلن «المرصد» أن «12 مواطناً على الأقل بينهم طفل استشهدوا... جراء قصف للطيران المروحي ببرميلين متفجرين على كراج للسيارات المدنية عند دوار الحيدرية شرق حلب».
&