&&إبراهيم السخاوى

&

&

&

&

&
أكد وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى أن الخطوة التى اتخذها الرئيس محمود عباس أبو مازن بشأن التوقيع على اتفاقية روما، بالإضافة إلى ٢٠ اتفاقية أخرى دولية، بعد يوم من رفض مشروع القرار الفلسطينى فى مجلس الأمن الدولى، هى خطوة مهمة من الناحية السياسية لأنها ترسخ وضع فلسطين قانونيا فى المحافل والمنظمات الدولية، وتجعل دولة فلسطين جزءا من المنظومة الدولية بكل عناصرها.

&


وأشار المالكى خلال حواره مع الأهرام أثناء زيارتة للبرازيل لحضور حفل تنصيب الرئيسة ديلما روسيف، إلى أن إسرائيل تعمل دائما على إفشال المفاوضات منذ ٢٣ عاما، وآخرها عدم الإلتزام بوقف الاستيطان، ورفض الإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو.

&

وأضاف أن وقف التنسيق الأمنى مع الجانب الإسرائيلى يعد خطوة من الخطوات التصعيدية فى الفترة القادمة،كما أشار خلال الحوار للتصريحات السابقة للرئيس أبو مازن حول اتصالات حماس مع اسرائيل و الولايات المتحدة من وراء الستار، مشيرا إلى توافق الطرح الإسرائيلى مع رؤية حماس حول العمل على إدارة النزاع وليس إنهاء الصراع من خلال هدنة بعيدة المدى يتم خلالها تقديم خدمات للفلسطينيين مقابل بقاء الوضع كما هو عليه.

&

موضحا أن حماس تريد السلطة مقابل ضبط الإيقاع ولجم المقاومة، وثمن الوزير الفلسطينى دور القيادة الجديدة فى مصر من أجل حل الأزمة السورية سياسيا.

&

وقال إن هناك تنسيقا فى المواقف وتطابق فى الرؤى حول كل الملفات بين مصر وفلسطين. وفيما يلى نص الحوار:

&

وقع الرئيس الفلسطينى محمود عباس طلب الانضمام إلى اتفاقية روما التى سيصبح بموجبها الفلسطينيون عضوا فى المحكمة الجنائية الدولية بـ"لاهاى"، بالإضافة إلى ٢٠ اتفاقية أخرى دولية.

&

ما هى أهمية هذه الخطوة من وجهة النظر السياسية ؟

&

أهمية هذه الخطوة من وجهة النظر السياسية ،هى أن فلسطين ترسخ شخصيتها القانونية كدولة فى المحافل والمنظمات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وانضمامها إلى تلك المنظمات، يعزز من دور دولة فلسطين على المستوى الدولى وفى القطاعات المتعددة، ويجعل دولة فلسطين جزءا من المنظومة الدولية بكل عناصرها، أمام ما كانت إسرائيل تحاول القيام به، وما صرح به نيتانياهو من مطالبة إسرائيل المحكمة الجنائية الدولية بالرفض الفورى للطلب الفلسطينى، باعتبار أن فلسطين من وجهة نظر إسرائيل كيانا وليست دولة، وبعد أن حصلت فلسطين على موافقة الأمم المتحدة، والجمعية العامة لتصبح دولة غير عضو فى الأمم المتحدة، أصبح لزاما ترسيخ مفهومها عبر الانضمام للمنظمات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وما قام به الرئيس محمود عباس أبو مازن، هو ترسيخ للتوجه الفلسطينى فى مواجهة إدعاء إسرائيل بأن فلسطين كيان وليست دولة، ووفقا للخطوة التى اتخذها أبو مازن فإنها تحمل فى طياتها بعدان أساسيان، يتمثل فى ترسيخ الشخصية القانونية لدولة فلسطين على المستوى القانونى، وتوفير الفرصة لرفع قضايا على إسرائيل لاستخدامها القوة القائمة على الإحتلال، وارتكاب جرائم بحق الشعب والأرض فى فلسطين، وفى الأول من أبريل الماضى قام الرئيس أبو مازن بالتوقيع على ١٥ معاهدة دولية والآن وقعنا على رقم مشابه من المعاهدات، ولكن هذه المرة التوقيع لم يقتصر على الانضمام وإنما شمل الانضمام إلى منظمات دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما عكس حالة الترقب على المستوى الشعبى من الفصائل والأحزاب، ووفر الفرصة والمناخ المناسب لتتقدم فلسطين للمحكمة للقيام بالتحقيق فى جرائم إسرائيل على الشعب والأرض، وآخرها الاعتداء الوحشى على غزه يوليو الماضى.

&

هل ستقوم السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الامنى مع اسرائيل و تحميلها مسئوليتها فى الضفة و غزة باعتبارها قوة احتلال حسب اتفاقية جنيف؟

&

هذه خطوة من ضمن خطوات كثيرة، ولكن علينا تحديد متى وكيف، فوقف التنسيق الأمنى مقترح من ضمن اقتراحات آخرى ننظر فيها، ونتداولها لنحدد متى وكيف سوف يتم اتخاذ خطوات بشأنها، وقد اتخذت القيادة قرارات تاريخية ومهمة أولها الذهاب إلى مجلس الأمن بمشروع القرار، وثانيا الانضمام لميثاق روما والمحكمة الجنائية الدولية، وبالتالى لن نتردد فى اتخاذ خطوات مثل عدم التسيق الأمنى مع الجانب الإسرائيلى، ونحن الآن تخطينا بكثير هذه الخطوة بعد الانضمام لميثاق روما، وتحدى الإدارة الأمريكية فى الذهاب إلى مجلس الأمن، وسوف نتخذ قراراتنا بنفس الطريقة ومن منطلق المصلحة الوطنية الفلسطينية. .

&

هددت السلطة الفلسطينية بوقف التعاون نهائيا مع إسرائيل،حال فشل القرار فى مجلس الأمن، هل هذا يعنى الآن عمليا التحلل من اتفاقات أوسلو، وعدم العودة إلى المفاوضات منفردة ؟

&

لا أحد يتحدث عن مفاوضات الآن لانها فشلت طوال الفترة الماضية والعديد من الدول التى راقبت التفاوض منذ ٢٣ عاما ماضية اعترفت بذلك، ودولة مثل فرنسا مثلا ترى عدم جدوى المفاوضات وضرورة البحث عن بدائل.

&

الآن لا تفاوض لأن الشروط الأساسية غير متوافرة فدائما ما تعمل إسرائيل على تفشيل عملية المفاوضات، وآخرها عندما رفضت وقف الاستيطان ،ولم تلتزم بالإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو، كما أن إسرائيل دخلت الآن فى انتخابات، وتتنافس الأحزاب فيما بينها من خلال الحديث عن زيادة الاستيطان وقمع الفلسطينيين حتى تنال ثقة الناخب وصوته، ومن الخطأ الاستراتيجى الجسيم الآن الحديث عن أى مفاوضات .

&

هناك تصريحات لأبو مازن ، حول ضلوع حماس فى اتصالات مع اسرائيل و مع امريكا من وراء ستار، ما هو هدف حماس من وراء ذلك، وما مدى تأثير ذلك على القضية الفلسطينية؟

&

لا أريد الخوض فى التفاصيل، فالوقت ليس مناسبا ولكن عندما أشار الرئيس محمود عباس أبو مازن إلى ذلك كان يتحدث من خلال معلومات متوافرة لديه وصحيحة، وهناك التقاء فى التوجه النهائى وتطابق فى وجهات النظر للقوى الحاكمة فى إسرائيل، خاصة الليكود مع نظرة حماس لطبيعة الموضوع، فحماس تقول إنها على استعداد لهدنة طويلة المدى مع اسرائيل قد تصل إلى ٢٠ عاما أو أكثر، وهى نفس أطروحة نيتانياهو وليبرمان وبنيت وآخرون فى إسرائيل الذين يرون أنه لا يجب العمل على إنهاء الصراع بل يجب السعى نحو إدارة النزاع، وهو توفير خدمات للفلسطينيين مقابل بقاء الوضع على ما هو عليه لفترة ٢٠ عاما أو أكثر وبالتالى تلتقى الأطروحتان.

&

وما هدف حماس من وراء ذلك؟

&

حماس تريد إيصال رسالة واضحة لإسرائيل بأنها هى التى تصنع الحرب، وهى التى يمكن أن تصنع السلام، وأن حركة فتح والرئيس أبو مازن غير قادرين على لجم حماس أو السيطرة عليها، وانها تمتلك الأهمية العسكرية، و تسيطر على فصائل "المقاومة "

&

تريد حماس أن تقول لإسرائيل ومن ورائها أنها الشريك الصحيح الذى يمكن أن يتم اختياره من الجانب الفلسطينى، بدلا من شريك ضعيف كما تصف إسرائيل أبو مازن.

&

يبدو أن حماس لديها جاهزية لتوفير كل ما تطلبه إسرائيل، ووقف جميع الخطوات التصعيدية فى قطاع غزة أو الضفة الغربية.

&

هل هناك تنسيق مع القاهرة فى الفترة القادمة وفى أى إطار؟

&

التنسيق مع القاهرة لم يتوقف على الفترة الحالية فى الإطار السياسى، فمنذ مجىء الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سدة الحكم فى مصر ونحن نتعامل مع القيادة المصرية الجديدة بكل روح التعاون، وفى القاهرة يدركون ذلك، فقد قدمت مصر الكثير لفلسطين، وهناك تعاون بين القيادة فى البلدين على أعلى مستوى، حيث التلاقى فى كل الرؤى والمواقف، وتنسيق على كل المستويات وبين الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية، والوزارات المختلفة فالعلاقات فى أفضل أحوالها ونفتخر بها ونسعى للحفاظ عليها، لمصلحة الأمة العربية، وهناك رغبة من قبل الرئيسين وجاهزية باستمرار للتشاور واستكمال الجهود من أجل مصلحة البلدين.

&

خلال زيارتكم للبرازيل وهى من أوائل الدول التى اعترفت بالدولة الفلسطينية هل تم الحديث مع المسئولين بشأن الوضع فى فلسطين؟

&

بالفعل تحدثت مع الرئيسة ديلما روسيف حول تطورات الأوضاع وقدمنا لها الدعوة لزيارة فلسطين ووعدت بتلبية الدعوة، وقدمنا لها الشكر على موقف البرازيل المساند والداعم للحق الفلسطينى، وموقف القيادة البرازيلية ضد العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة. كما كنا أول من إلتقى بوزير الخارجية البرازيلى الجديد ماورو فيريرا، وقدمنا له التهنئة وبحثنا معه تطوير العلاقات بين البلدين وتنميتها، كما ناقشنا الشأن الإقليمى والدور البرازيلى، من أجل مناصرة القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية.

&

&

&

&

&

بعد الدعم الكبير الذى توليه دول أمريكا اللاتينية للقضية الفلسطينية. ..هل سيشهد المستقبل القريب افتتاح سفارات جديدة؟

&

قبل عدة أشهر قمنا بافتتاح سفارة فى الإكوادور وأخرى فى اورجواى، وتحدثنا مع رئيس بوليفيا ايفو موراليس لإعادة فتح سفارة فى لاباز. وطلبنا أيضا افتتاح سفارة لبوليفيا فى فلسطين على غرار ما تم مع الإكوادور اوروجواى، كما شاركنا فى قمة اتحاد دول أمريكا الجنوبية (اوناسور) والتى عقدت الشهر الماضى فى العاصمة الاكوادورية " كيتو " والتقينا سان بيير أمين عام الاوناسور وبحثنا فكرة انضمام فلسطين كعضو مراقب فى الاوناسور

&

هل هناك خطة للاستفادة من الجالية الفلسطينية الكبيرة فى أمريكا اللاتينية، وتفعيل دورها والتواصل معها من أجل دعم القضية؟

&

بالطبع دور الجاليات محورى ورئيسى فى دعم القضية الفلسطينية، فالجالية الفلسطينية فى أمريكا اللاتينية بشكل خاص تعد مخزونا استراتيجيا هائلا، وهناك تعاون دائم بين السلطة الفلسطينية والجالية فى كل مكان من خلال اللقاءات المباشرة، ودعم النشاطات والفعاليات من خلال الأندية والمنتديات.

&