تعهدت الولايات المتحدة وفرنسا أمس، «سحق» تنظيم «داعش» بأي ثمن، فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المنظمة الدولية ستطرح مطلع السنة «خطة عمل شاملة لدحر العنف والإرهاب»، موصياً روسيا والولايات المتحدة بـ»معالجة بعض المسببات الجذرية للإرهاب».


ووسّعت بلجيكا البحث عن الارهابيين و»العدو رقم واحد» كما اوردت الصحف المحلية أمس، فيما يُرجَّح أن تستعيد بروكسيل نشاطها اليوم، بعدما قضت نهاية أسبوع شبه مشلولة، تنفيذاً لتوصيات من أجهزة الأمن أوقفت حركة مترو الأنفاق، خشية تكرار سيناريو مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً. وقال وزير العدل كوين غيينز: «سنحرس محطات القطارات، لن نصيب بروكسيل أو البلاد بشلل اقتصادي. لن يتملكنا الخوف، لكننا احتجنا إلى وقت لإعادة تنظيم كل شيء».
وأعلن أمس رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل بعد اجتماع لمجلس الامن القومي، استمرار حالة الطوارئ القصوى واغلاق مترو الأنفاق والمدارس اليوم بسبب «اخطار حقيقية» من هجوم محتمل أو «هجمات». وأشار الى أن السلطات «لا تزال تخشى وقوع هجمات إرهابية على غرار هجمات باريس». وقال في مؤتمر صحافي عقد في ختام اجتماع للمجلس «إن المركز التنسيقي لتحليل التهديدات قرر الإبقاء على درجة التأهب الأمني القصوى رقم 4 في العاصمة بروكسيل ومنطقتها، الأمر الذي يدل على وجود تهديد جدي وحتمي». وستبقى درجة التأهب الأمني في سائر أنحاء البلادعلى مستواها السابق عند الدرجة 3.


وتواصل قوات الأمن البلجيكية حملات دهم، خصوصاً في بروكسيل، بحثاً عن المطلوب الرقم واحد صلاح عبد السلام، وعن مشبوهَين آخرَين أحدهما قد يحمل قنبلة شبيهة بالمتفجرات المُستخدمة في مجزرة باريس. وأشار وزير الداخلية البلجيكي يان جامبون إلى «تهديد حقيقي»، لافتاً إلى أن الأمر «لا يقتصر على مشبوه وحيد» هو صلاح عبد السلام. كما نبّه برنار كليرفايت، رئيس بلدة ضاحية تشاربيك في بروكسيل، إلى أن «إرهابيَّين» موجودين في منطقة بروكسيل، يستعدان لتنفيذ هجمات.
ووسط تكهنات بأن صلاح عبد السلام الذي عاد من باريس إلى بروكسيل بعد الهجمات، كان يرتدي حزاماً ناسفاً، رجّح شقيقه محمد عبد السلام أن يكون صلاح تراجع عن المشاركة في المجزرة، مبدياً اقتناعه بأنه «غيّر رأيه في آخر لحظة». وكرّر دعوته شقيقه إلى الاستسلام، قائلاً: «نفضّل أن نراه في السجن، على أن نراه في القبر».


في غضون ذلك، أعلن المدعي العام الفرنسي أن المحققين مدّدوا لليوم الخامس احتجاز رجل اعتُقِل الأربعاء الماضي خارج مبنى قُتل فيه عبد الحميد أباعود الذي يُعتقد بأنه العقل المدبّر لمجزرة باريس. وأفرجت الشرطة عن سبعة آخرين احتُجزوا في الوقت ذاته.
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» التي وصلت إلى شرق البحر المتوسط، ستكون «جاهزة للتحرّك» ضد «داعش» منذ اليوم. وشدد على وجوب سحق «داعش» بأي ثمن، قائلاً: «علينا تدمير داعش على الأراضي (التي استولى عليها)، وفي العالم أجمع، هذا هو الاتجاه الوحيد الممكن».


ولهذا الهدف، يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس اليوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، ثم أوباما في واشنطن غداً، والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل في باريس بعد غد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الخميس. لكن رئيس أركان الجيش الفرنسي بيار دوفيلييه استبعد «نصراً عسكرياً قريباً» في الحرب على «داعش».
في كوالالمبور، تعهد الرئيس الأميركي «سحق داعش في أرض المعركة»، وزاد: «سنستعيد الأراضي التي يسيطر عليها، وسنوقف تمويله ونلاحق قادته ونفكّك شبكاته وخطوط إمداده، وسندمره». ووصف التنظيم بأنه «زمرة من القتلة»، رافضاً «الاستسلام للخوف الذي يشكّل القدرة الرئيسة للإرهابيين». وأضاف: «لن نقبل فكرة أن تصبح الهجمات الإرهابية على المطاعم والمسارح والفنادق، أمراً معتاداً، أو أننا بلا حول ولا قوة لوقفها».
أما رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف فحض الدول الإسلامية على اتخاذ «موقف موحد مناهض للإرهاب».