عبدالعزيز السويد

منذ فترة لم ألتقِ بالكاتب والسياسي العراقي حسن العلوي، آخر لقاء به عند زيارته للرياض قبل قرابة العامين عندما تعرض لأزمة قلبية شفي منها ولله الحمد، تحدثنا وقتها عن فكرة كتاب يعتزم تأليفه بعنوان: «العراق وإيران.. صراع الأمكنة والمذاهب»، وهو كما استنتجت من جملة الأفكار التي سردها كتاب مهم.

&

ولأنه يحب نحت المصطلحات يري العلوي أن السياسة الإيرانية تعتمد على «ديبلوماسية القطرة»! الهدوء مع الثبات والاستمرار النفس الطويل مع وضوح الهدف، هذا ما استقر في الذاكرة من نقاش قصير، عاد إلى واجهتها مع تدافع ملايين الإيرانيين عبر الحدود العراقية مع ترحيب من بعض الكتل السياسية «العراقية» المحسوبة على طهران.

&

والحديث عن فكرة كتاب يختلف عن قراءة الكتاب الذي لم يصدر بعد، ومشكلة المؤلفين الأساسية هي حاجتهم إلى دور النشر، والأخيرة ليست في مستوى واحد من حيث حفظ حقوق المؤلف المادية والمعنوية مع التسويق الجيد للكتاب، وقد يصدر كتاب لا تعلم عنه لضعف دار النشر أو عدم اهتمامها.

&

والصراع العربي الفارسي سيطول وهو ما يجب الاستعداد له، وهو صراع سياسي عسكري ثقافي إعلامي، كلها تكمل بعضها.

&

استطاع الغرب بقيادة واشنطن أن يحول الصراع في المنطقة العربية من عربي صهيوني إسرائيلي إلى عربي فارسي إيراني، ضمن مخطط طويل لإطالة عمر الدولة الصهيونية ونهب الثروات، ولم يكن لهذا المخطط تحقيق النجاح لولا عنصران مهمان، الأول هو تشرذم العرب وسقوط «النظام العربي»، الذي كان على رغم ضعفه وجموده فيه حد أدنى من التماسك، السقوط جاء بضربتين متعاقبتين قرار صدام الخطر والأهوج بغزو الكويت وخسارته لحاضنته العربية وانتهاء بغزو واحتلال العراق، ثم جاءت الضربة الثانية لذلك النظام من خلال لافتات تداعب الأحلام والتطلعات في مخيلة الشعوب العربية فيما سمي «الربيع العربي»، إن هذا لا يعني مديحاً للنظام العربي القائم ذلك الوقت، لكنه مقارنة بالوضع الحالي.

&

العنصر الثاني طمع النظام الفارسي المؤسس على تصدير الثورة الطائفية، التصدير هو المحرك الذي يبقي النظام قوياً والثورة مشتعلة، وحتى إذا أخذنا بالرأي الذي يقول إن واشنطن استدرجت إيران بتقديم العراق هدية لها لأهداف أبعد تطال إيران نفسها، فالخاسر في النهاية هم العرب.

&

إن الاستفادة من التجربة العراقية «الوطنية» في الصراع مع إيران مهمة للعرب، خاصة دول الخليج. الاستفادة ستكون بحسن الانتقاء والفرز للعقول العراقية «العروبية» بعيداً عن الطائفية والمتاجرة.
&