&&سهير عبدالحميد&


• تجربتي مع الفخراني في «دهشة» علامة فارقة

• أحببت الأعمال الصعيدية... ولا أملك رفاهية اختيار الأدوار التي أحبها!
أن تكون ممثلاً... أمر وارد!

أما أن تكون متحدِّراً من أبوين بارعين في التمثيل... فهذه علامة استفهام كبيرة! إذ من غير المعروف على وجه اليقين، إن كان هذا الأمر سبباً للسعادة أم للمعاناة! هذه الإشكالية يواجهها كثير من الفنانين والفنانات.

الفنانة حنان مطاوع واحدة من هؤلاء... فوالدتها الفنانة الكبيرة سهير المرشدي ذات الباع الطويل في التمثيل بألوان طيفه المتنوعة، ووالدها الراحل كرم مطاوع المخرج المسرحي الكبير، والممثل ذو الإطلالة الارستقراطية المثقفة والمميزة! «الراي» التقت حنان مطاوع، التي بدأت تأخذ (بدورها) طريقها نحو التميّز الذي ظهر بوضوح في تجربتها الرمضانية الأخيرة مع القدير يحيى الفخراني، في مسلسل «دهشة»، الذي تصفه الفنانة الشابة بأنه «علامة فارقة» بالنسبة إليها، في حين أعربت عن سعادتها بدورها في مسرحية «أنا الرئيس»، مع الفنان سامح حسين، متفائلة بأنها تجربتها الكوميدية الأولى، بعد مشوار من الأدوار التراجيدية والاجتماعية!

حنان مطاوع متفائلة بالمستقبل أيضاً... ولا ترهق عقلها بالتفكير في الغد، كما أنها مستبشرة بأن «المسرح المصري بدأ يستعيد عافيته بعد فترة عصيبة مر بها، حال أشياء كثيرة في المجتمع المصري»، مستندةً في تفاؤلها إلى عودة المسرح القومي (بعد ترميمه)، لتقديم عروض تليق بأهميته التاريخية. مطاوع، التي تؤمن بأن «الزواج قسمة ونصيب»، تطرقت في حديثها إلى رأيها في «مشروع الزواج ذاته»، وعلاقتها بوالدتها القديرة سهير المرشدي، ومشاركتيها أمام الفخراني وسامح حسين، كما عرّجت على أمنياتها للعام 2015، بالإضافة إلى قضايا ومواقف أخرى باحت بها لـ «الراي» في هذه السطور:

• بداية... حدثينا عن مسرحية «أنا الرئيس» التي تتقاسمين بطولتها مع زميلك الفنان سامح حسين؟

- المسرحية مأخوذة عن رواية «المفتش العام»، وهي تنتمي إلى نوعية الأعمال الكوميدية السياسية التي تناقش حالة الفساد الموجودة في المجتمع، ولا تنطبق على عصر معين. فقد تجدينها في العصر الذي نعيشه أو عصور مضت، وأنا متفائلة بهذا العمل، لأني للمرة الأولى أقدم الكوميديا في المسرح ومع كوميديان موهوب بحجم سامح حسين الذي أعتبره من أهم نجوم الكوميديا الموجودين في الوقت الحالي.

• المسرحية مصنَّفة ضمن الأعمال السياسية... فهل تميلين إلى تقديم هذه النوعية من الأعمال؟

- الممثل لا بد أن يقدم أي دور، سواء كان تراجيدياً أو كوميدياً أو استعراضياً أو اجتماعياً أو سياسياً. وعندما يعرض عليّ دور جيد أقبله مهما كانت طبيعة موضوعه، المهم ماذا يقول هذا الدور.

• وهل يتضمن العمل استعراضات؟

- يتضمّن لوحات بسيطة نابعة من الموقف الذي تدور فيه، فأنا لست متخصصة في هذا المجال، ولا أزعم أنني فنانة استعراضية أنافس نيللي وشريهان، لكن كل ما في الموضوع أنني أؤدي بعض الأغاني الموجودة في المسرحية بشكل بسيط.

• وكيف ترين حال المسرح المصري في الفترة الأخيرة؟

- أراه مثل حال كل شيء موجود في مصر، يحاول أن ينهض ويستعيد عافيته من جديد، ويداوي جراح الماضي ويعيد بناء القيم التي تهدمت. وأرى أن هناك محاولات بدأت من أجل عودة المسرح لسابق عصره، خصوصاً في القطاع العام، وكان أهم الأشياء التي حصلت خلال 2014 - في تقديري - هو إعادة افتتاح المسرح القومي، فهذا المكان صرح فني كبير وعودته أراها بمنزلة عودة الحياة للمسرح المصري، ونحن ننتظر عروضاً تليق بهذا المكان العظيم.

• هل استعدتِ ذكريات الماضي عندما كنت حاضرة افتتاح المسرح القومي في وسط القاهرة أخيراً؟

- بالتأكيد، فقد دخلت المسرح القومي مع والدي ووالدتي، عندما كانا يقدمان عروضاً مسرحية على خشبته، وتعلمت وقتها أن المسرح ليس مجرد خشبة وستائر، لكنه يأخذ قيمته من أهمية العروض التي تقدَّم فيه.

• حدثينا عمّا وراء اللحظة التي قبَّلتِ فيها يد والدتك الفنانة سهير المرشدي أثناء افتتاح المهرجان القومي للمسرح؟

- هذا التصرف شيء عادي، لأني أحرص على أن أقبِّل يدها كل يوم، وهذا شيء نشأت عليه، وعندما كنت أقدِّم حفل افتتاح المهرجان القومي، ووالدتي صعدت على المسرح باعتبارها أحد أعضاء لجان التحكيم لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقوم بهذا التصرف.

• لماذا لم نشاهدكِ في أعمال فنية تجمعك بوالدتك الفنانة سهير المرشدي؟

- سبق أن قدمنا معاً أكثر من عمل، بينها مسرحية «يوم من هذا الزمان»، ومسلسل «لا أحد ينام في الإسكندرية»، والسهرة التلفزيونية «رصاصة في العقل»، فأي عمل أقدمه مع والدتي يسعدني، وأتمنى تكرار التعاون معها، لأنها فنانة كبيرة أتعلم منها وتمدني بخبراتها دائماً.

• وما الصفات التي اكتسبتِها من والدتك؟

- «أي حاجة حلوة فيّ» الفضل فيها - بعد ربنا - يعود إلى أمي، سواء الأخلاق أو الأعمال أوغيرها، أي فضل لا بد أنها هي من تقف وراءه.

• وهل تتعاملين معها في موقع التصوير كسهير المرشدي الفنانة الكبيرة أم كوالدتك؟

- بالتأكيد أتعامل معها بصفتها والدتي، لأن الأصل في العلاقة بيننا هو كونها والدتي، فأنا في طفولتي وصبايَ كنت لا أدرك المكانة الاجتماعية لأبي وأمي، وأذكر أن والدي كرم مطاوع وافته المنية، وكنت في أول عام لي بالمرحلة الجامعية، ولم أكن وقتها احترفتُ الفن.

• حدثينا عن تجربتك مع الفنان يحيى الفخراني في مسلسل «دهشة»؟

- مسلسل «دهشة» من العلامات الفارقة في حياتي، فيكفي تعاملي مع الفنان الكبير يحيى الفخراني الذي تعلمت منه أشياء كثيرة على المستويين الفني والإنساني، وسعدت جداً باقترابي منه، خصوصاً أنني من المعجبات به، وأيضاً النص في «دهشة» كان مختلفاً وصعباً. كما سعدتُ جداً مع المخرج شادي الفخراني الذي يتميز بالحساسية الشديدة.

• وهل كانت هذه هي تجربتك الأولى مع الأعمال الصعيدية؟

- ليست الأولى، فقد سبق أن قدمت أدواراً صعيدية في مسرحية نوارة ومسلسل «الحب موتاً»، لكن الأمر مختلف هذه المرة، لأن شخصية «رابحة» شخصية شريرة، ولها أبعاد وتفاصيل صعبة ومعقدة، خصوصاً في علاقتها بوالدها «الباسل»، وقد حاولت إتقان اللهجة الصعيدية بمساعدة متخصص في اللهجات كان يرافقنا طوال التصوير.

• هل تجدين نفسك أكثر في الأدوار المركبة؟

- ليس لديّ رفاهية اختيار الأدوار التي أحبها، فأنا أختار أفضل المعروض عليّ، وأحاول قدر المستطاع أن أنوِّع في الأعمال التي أقدمها، فتارةً تجدينني أقدم دوراً «لايت كوميدي»، وتارة أخرى يكون الدور تراجيدياً.

• فيلمك الأخير «قبل الربيع» يحتوي على جرعة سياسية... فهل تحبين الأعمال الفنية ذات المضمون السياسي؟

- أنا ممثلة أقدِّم كل الأدوار، فمن الممكن أن أقدم عملاً سياسياً أو اجتماعياً أو كوميدياً، وكما ذكرت أنا أكره النمطية والقولبة، بمعنى أن يجري تصنيفي كممثلة تراجيدية أو كوميدية. وقد سعدتُ جداً بعرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية في دورته الأخيرة، حيث حظي باستقبال جيد هناك.

• وما رأيك في مسلسلات الـ 60 حلقة، التي يحاول المنتجون فتح مواسم جديدة بها؟

- أرى أن هذه النوعية من المسلسلات لن تدوم طويلاً، فهي مجرد موضة ستنتهي بعد فترة، مثل مسلسلات «الست كوم»، لأن الناس أصبحوا لا يتحملون أعمال الـ 30 حلقة بسبب حالة الملل، فما بالك بالـ 60 حلقة. أما الشق الخاص بفتح مواسم جديدة بعيداً عن «رمضان»، فهذا شيء مطلوب، حتى لا نترك المشاهدين طوال العام يبحثون عن أعمال جديدة، فيضطروا إلى مشاهدة المسلسلات المكسيكية والتركية.

• ولو عُرضت عليكِ، فهل ترفضين العمل بها؟

- ليس لديَّ مانع من المشاركة فيها ما دامت مكتوبة بشكل جيد.

• هل لفت نظرك أي من المسلسلات الطويلة التي عُرضت أخيراً؟

- للأسف، لم يكن لديّ وقت للجلوس أمام مسلسل 100 حلقة، لكي أتابعه.

• ما أمنياتك في 2015؟

- بالتأكيد الستر والصحة، وأن يبارك المولى عز وجل في أمي، لأنها أهم شخص في حياتي، وطبعاً التوفيق في عملي. وعلى المستوى العام، أتمنى الأمن والاستقرار لمصر، وألا ينام إنسان فقير وهو جائع.

• وماذا عن الزواج؟

- الزواج في الأول والآخر «قسمة ونصيب»، فعندما يأتي الشخص المناسب لن أقول لا، خصوصاً أنني لم أغلق الباب، وأنا دائماً أؤمن بأن الزواج ليس «قراراً» يتخذه الإنسان، بل هو قدر ومكتوب، مثل الرزق والحياة والموت، ولذلك فأنا لا أتعب نفسي بالتفكير في أن أحمل هم الغد.

&