&علي الجحلي

&


ونحن أشد قلقا من الوضع الذي يصلنا عن عمليات الميليشيات الإيرانية والعراقية في حربها ضد "داعش". إن استخدام العبارات التي تثير النعرات وتدفع بالصراعات المذهبية إلى الواجهة مرة أخرى ليست من مصلحة أحد سوى إيران.

نعم، إيران تهدف إلى كسر العرب وتدميرهم والسيطرة على القرار السياسي في أكبر مساحة من العالم العربي، وتسير خطتها بكل سلاسة بتعاون العرب أنفسهم. لقد بلغت بنا الغفلة مبلغا لا يمكن معه أن يعتقد أحد أننا نقيم الأمور وندرس الخيارات بشكل صحيح.

أذكر أننا كنا نقرأ في كتب التاريخ أمورا لا يصدقها العقل، من قبيل ما قيل عن انهزامية المسلمين عندما كان التتاري يأمرهم بالبقاء في أماكنهم حتى يحضر سيفا لقتلهم، فيفعلون.

لم أكن أصدق كل تلك المقالات والقصص الخيالية، لكنني اليوم وأنا أرى الجار يقتل جاره بسبب معتقدات تجاوزت 1400 سنة، وأسمع الشعارات التي تحمل الكراهية وتهدد بقتل الناس وحرقهم دون ذنب، وما أراه من خوف سكان المدن العراقية وبقائهم بانتظار أن يهلكهم أولئك المتمنطقون بفتاوى فاسدة لا يقرها عقل ولا دين، عندما أرى ذلك أجدني أستعيد ذكريات التتار وما محقوا به أرض دجلة والفرات من قتل وتدمير وحرق.

اليوم يقف العالم متفرجا على تلك المجازر التي ترتكب بحجة التخلص من "داعش"، وكأن المواطن المغلوب على أمره هو من أتى بـ "داعش" أو رضي بوجودها، يرتكب العراقيون منهم ما يرتكبونه وهم في غفلة عن التاريخ والجغرافيا التي يبيدونها، ليجعلوا وطنهم رهينة بيد الفارسي ليعيث فيها فسادا.

يقع آخرون في المصيدة نفسها، ومنهم عرب سورية ولبنان واليمن، فهم يعطون الفارسي الفرصة للسيطرة على بلادهم بسبب رغبتهم في البقاء في السلطة. يستعد قوم للتحالف مع الشيطان في سبيل أن يحكموا بلادهم. ينسى هؤلاء أن من يحمل لوحة "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" لم يطلق طلقة واحدة باتجاه الأرض المحتلة.

ينسون كيف كان العراق قبل دخول إيران، وينسون كيف كانت سورية ولبنان قبل دخول عملائها. يحارب الحوثي وعلي صالح قومهما ليمكنا إيران من تحويل اليمن إلى دولة فاشلة كما فعلا بغيرها من قبل، كل ذلك مقابل "كرسي العمالة".
&

&

&