أنيسة فخرو
&
نطرح أسئلة اليمن التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي الصادقة والقريبة والتي تحمل هموم الوطن العربي في قلبها وعقلها، لعلنا نجد الجواب.
&
لا ننكر أن الحوثيين هم يمنيون، لكن بأسلحة إيرانية، كما لا ننكر أن «حزب الله» لبناني لكن بأسلحة إيرانية، والجيش العراقي عراقيون بأسلحة إيرانية وكذلك الجيش السوري، لذا فإنه مهما قيل إنها دول ذات سيادة إلا أن القرار للأسف ليس بيد اليمنيين أو العراقيين أو السوريين بل القرار بيد النظام الإيراني.
&
لا ننكر أن الدولة الدينية في إيران تجاهر باحتلالها غزة وأربع عواصم عربية، ولا ننكر أن القرار في بعض العواصم العربية الأخرى بيد الإمبريالية العالمية وأميركا المتصهينة، ولا ننكر أن بعض الأنظمة العربية تحاول الخروج من تلك الشرنقة، ولا ننكر أن بعضها لا يهمها الوطن ولا المواطن بقدر ما يهمها الكرسي المعبود الذي تود ألا يطير، والصهاينة والأميركان يدقون طبول الحرب ويستبشرون، لأن مصانع أسلحتهم سيزيد انتاجها، والمليارات ستُصب في خزائنهم وينتعش اقتصادهم أكثر، والشعب العربي مقهور ومهزوم ومحبط.
&
فهل هو مزيد من التحريض الطائفي لكره وقتل بعضنا للآخر؟
&
هل ما حدث ويحدث من حروب في ما بين الأقطار العربية هي فخاخ نصبها لنا الآخرون؟ ومن الآخرون؟ هل هم أميركا والصهاينة؟ أم أيضا الدولة الدينية في إيران ؟ أم دخل الغرب اللعبة معها ؟ ولماذا دوما ندخل في المصيدة؟
&
هدف حرب الخليج الثانية كان ضرب عصفورين بحجر، ضرب الاقتصاد الكويتي وترحيل القوة الاقتصادية الفلسطينية عن أرضها، وقد صرح الصهاينة عن رغبتهم بذلك مرارا وتكرارا، وضرب العراق وتفتيت مؤسسات الدولة العراقية من أرض وجيش واقتصاد وحضارة وكل شيء، وكان لهم ما أرادوا، فهل يريدون استنزاف ثروات بقية الأنظمة والشعوب العربية حتى آخر قطرة؟ هل يعملون على تخلف الوطن العربي وعودته إلى ما قبل التاريخ؟ هل يريدون أن تقتل الجيوش العربية بعضها بعضا بعيدا عن العدو الصهيوني وشعبنا المحاصر في فلسطين؟ هل الجيوش العربية تريد أن تحرر كل دولة عربية من شعبها عدا تحرير فلسطين من المغتصب؟ ولماذا الشعوب تدفع الثمن؟
&
هل هي حرب نيابة عن الدول الكبرى لقياس قوة وفعالية قوى إقليمية؟ هل هي حرب البحث عن دور في الساحة الدولية؟ هل هذه الحرب تتويج للحشد الطائفي الذي بدأ منذ سنوات إبان الاحتلال الأميركي للعراق؟ هل هي حرب مخطط لها من قبل الدول العظمى لتحقيق مصالحهم؟
&
وكالعادة كل جهة تتهم الأخرى بأنها المسؤولة عن إشعال الفتيل، فهل المسؤول هو المستفيد؟ من يطبل للحروب هذه ومن المستفيد منها؟
&
هل الهدف تحطيم الشعوب العربية بكافة الأساليب وإنهاكها لكي لا تطالب بحقوقها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديموقراطية؟ ولكي لا تقف مجددا ضد الأنظمة الاستبدادية.
&
كلنا يكره الحرب ويعرف نتائجها الوخيمة، كانت خططهم أن تُشعل حرب في المنطقة العربية كل عشر سنوات، فأصبحت الآن كل خمس، ومستقبلا يريدونها كل عام ليعم الخراب.
&
هل سبب الحروب هو الرعب الدائم من شبح الديموقراطية؟
&
صنعوا «القاعدة» ثم ضربوها، وصنعوا «النصرة» و«داعش» وهاهم يضربونهما، وسمحوا للحوثيين بالاستقواء وحرضوا عليهم من جهة أخرى لكي يقتل بعضنا بعضا ويزداد التناحر والقتل الطائفي وتحل الفوضى بدلا من الأمن والأمان.
&
هل هي حرب قصيرة أم ستطول؟ وكم ستطول؟ هل ستحقق أهدافها في القضاء على الحوثيين؟، هل ستعيد السعادة إلى اليمن التعيس؟ هل ستنعش اقتصاد اليمن الفقير؟ أم العكس؟
&
منذ حرب الخليج الأولى إلى الثانية والثالثة إلى الحرب الأهلية في العراق وسورية وليبيا واليمن، نتساءل أين التنمية في أوطاننا العربية؟ أين حقوق الإنسان؟ أين النهضة العلمية والعمرانية؟ أين جودة التعليم؟
&
إنه الهدر لثروات الوطن العربي البشرية، وخسارة المليارات من الثروة القومية وتحطيم الجيوش العربية وسفك الدم، لجعل حاضرنا ومستقبلنا في مهب الريح.
&
هل ما يحدث هو شكل جديد من أشكال العبودية للأوطان والشعوب العربية؟ ومتى نستفيق؟ وهل بأيدينا غير البكاء حزنا وكمدا وقهرا على هذا الوضع العربي المنكوب؟