بعد 12 عاما على الاحتلال .. العراق يسعى لطرد تنظيم «الدولة» ويطلب دعما دوليا للنازحين


مصطفى العبيدي

&&ضمن الاهتمام الدولي بأوضاع العراق ومحاربته للإرهاب شارك وزير الدفاع خالد العبيدي في مؤتمر وزراء دفاع التحالف الدولي المحارب لتنظيم الدولة والمنعقد في الأردن ليعلن من هناك تواصل التنسيق بين تلك الدول لمساعدة العراق على مواجهة التحديات الإرهابية كونه قوة المواجهة الرئيسية.


ومع توالي الأنباء والاستعدادات لمواصلة جهود طرد التنظيم من مدن العراق المحتلة وبعد أيام من الإعلان عن حسم معركة تكريت التي ما زالت الأنباء والمصادر تشير أنها مستمرة في بعض أحياء المدينة، فقد تم الكشف عن المزيد من مقابر ضحايا جريمة سبايكر وأعلن رسميا عن العثور على بعض الأحياء الناجين من تلك الجريمة الذين اخفاهم أهالي المدينة عن عيون تنظيم الدولة ليثبتوا أن الجريمة ليست طائفية كما يدعي الكثير بل هي صفحة من المؤامرة السياسية التي يتعرض لها العراق. وقد كشف وزير الدفاع عن بعض أسرار عمليات النهب والسلب والجرائم المرتكبة بحق أهالي تكريت ومصالحهم، عندما أعلن عن توافد 2000 عنصر من العصابات الذين نهبوا وأحرقوا تكريت بعد ساعات من تحريرها وليفضح ادعاءات الكثيرين ببراءة الحشد الشعبي من دماء وأموال تكريت، الأمر الذي انعكس على مطالب أهالي الأنبار والموصل بعدم الحاجة لتواجد الحشد الشعبي في معارك تحرير محافظاتهم من التنظيم الإرهابي والإصرار على قيام القوات الحكومية بهذه المهمة مع ابداء الاستعداد الكامل لتعاون أهالي تلك المناطق معها ومدها بالمقاتلين بعد تجهيزهم بالسلاح اللازم. وفي الأنبار غرب العراق، ورغم إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي من قاعدة الحبانية عن بدء معركة تحرير الأنبار وإرسال المزيد من القوات الحكومية وتزويد العشائر بالسلاح ولو بشكل محدود، فإن هناك تناقضا في التصريحات بين أعضاء حكومة الأنبار التي أعتبر البعض منهم مثل المحافظ بأنها معركة فاصلة لطرد التنظيم من المحافظة، وبين تصريحات لمسؤولين آخرين بأن ما يجري ليس تحريرا للمحافظة وإنما هي عمليات محدودة كانت المناطق تشهدها بين آونة وأخرى، وخاصة بعد الهجوم المعاكس الذي شنه التنظيم يوم الجمعة على بعض أحياء الرمادي.


وفي الوقت نفسه تشهد الموصل تصاعدا في التصريحات عن استعدادات وتهيئة مقاتلين ضمن خطة تحرير المحافظة التي تشارك فيها قوات من الحكومة الاتحادية والبيشمركة والتحالف الدولي وبدعم من تركيا، مع إصرار من الحشد الشعبي على المشاركة في العملية وخاصة بعد أن أصبح قوة رسمية مرتبطة برئيس الوزراء.


وفي هذا الأسبوع أعلنت الحكومة العراقية الدعوة لعقد «المؤتمر الدولي لدعم النازحين» وذلك في ضوء استفحال مشكلة النازحين الذين وصل عددهم إلى أكثر من ثلاثة ملايين فرد حسبما ذكرته المصادر الرسمية، إضافة إلى دعوات لدعم إعمار المدن المدمرة في المعارك ضد التنظيم. ويبدو أن الضائقة المالية التي تمر بها الحكومة العراقية واستمرار المعارك والتوجه لتحرير باقي مناطق العراق التي يحتلها تنظيم الدولة، كل ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أعداد النازحين وتفاقم أزمتهم وسط نقص الاحتياجات الإنسانية للموجودين فعلا في مخيمات النازحين وفي الشتات، وبذا فإن الحكومة أقرت بعجزها عن مواجهة هذه المأساة لوحدها لذا تسعى للحصول على دعم دولي أكبر يتناسب مع حجم المشكلة التي يتفق الجميع على أن الحل الأفضل لها هو تسهيل عودة النازحين إلى ديارهم وخاصة تلك التي تحررت من التنظيم والتي ترفض الميليشيات والبيشمركة عودة الكثير منهم إليها.


ومرت هذه الأيام ذكرى التاسع من نيسان/ابريل يوم احتلال العراق لتثير من جديد مشاعر متضاربة لدى العراقيين بين من اعتبر هذا اليوم صفحة سوداء ونكسة للتعايش الاجتماعي والقيم الوطنية والعروبية للعراقيين، وبين الذين رحبوا به ممن استفادوا من الفوضى والإنهيار الذي أعقب الاحتلال وما زال مستمرا وخاصة من قبل القوى التي فرضت سيطرتها على السلطة وقادت طوال 12 عاما الماضية مسيرة التراجع والفشل والانهيار على كل الجوانب فأصبح العراق نموذجا في العالم لكل ما هو سيئ من ترد أمني واجتماعي واقتصادي وسلب للسيادة واحتلال لثلث مساحته وتشريد ثلاةث ملايين من أبنائه على يد تنظيم الدولة الإرهابي والتنظيمات الطائفية الأخرى الذين أستباحوا الحرمات والأمن والخيرات والتراث ليكملوا صورة الإنهيار العام للبلد الذي ما زالت العديد من القوى السياسية يحلو لها التبجح بالتجربة الديمقراطية التي لم يجنِ منها الشعب العراقي سوى الويلات وضياع المال والأمان ووحدة البلد.

&
&