سميح المعايطة
&
الظهور المفاجئ لعاصفة الحزم السعودية الجوية ضد الحوثيين في اليمن حرم الكثيرين من طرح أسئلة اعتيادية تسبق أي عملية عسكرية تكون متوقعة، كما انضمام دول عربية وإسلامية عديدة وبسرعة إلى هذا التحالف أعطاه قوة دفع ناتجة عن حرص كل هذه الدول على مساندة السعودية لمكانتها ودورها، وحتى شعبياً فإن كل التأييد الذي أظهره الناس مرده إلى رغبة المواطن العربي في رؤية موقف عربي قوي لم يظهر منذ وقت طويل، إضافة إلى أن إيران هي المستهدف الأول في هذه العملية وهي التي تركت الكثير من الخصوم بسبب سياساتها القومية الفارسية.
&
لكن بعد مرور ما مضى من أيام وأسابيع منذ إنطلاق العملية العسكرية السعودية الجوية أصبح ظهور العديد من التساؤلات طبيعياً وأولها: ما هي النهاية المطلوبة لهذه العملية؟ وهل ما يجري اليوم من ضربات جوية وتزويد القوات المعادية للحوثيين بالسلاح سيستمر إلى وقت طويل وسيكون هو المشهد الأخير للحرب بشكلها الحالي، أم أن المطلوب هو إضعاف الحوثيين وأتباع علي صالح ثم فتح الباب أمام عملية سياسية، وهل سيكون التدخل البري ممكناً أم هو خيار يتم التلويح به لكن في داخل الجميع قناعة أنه خيار خطير ويعني استنزاف القوات التي ستدخل أياً كانت جنسيتها واستنزاف السعودية سياسياً ومالياً وعسكرياً في حرب طرفها الآخر ربما يفضلها كحرب عصابات وميليشيات، بل ربما تريد إيران أن ترى الجيش السعودي وحلفاءه على الأرض اليمنية وبين جبالها يطاردون عصابات تنتمي إلى مكون اجتماعي ويعيشون في المدن وبين المدنيين، بل ربما يكون أعداء السعودية باليمن ينتظرون الحرب البرية لأنهم يعتقدون أنها حرب استنزاف للدولة السعودية.
&
وهناك من يسأل عن الهدف الذي عندما يتحقق يمكن بعده اعتبار الحملة العسكرية قد حققت أهدافها: هل هو إضعاف القوه العسكرية للحوثيين ومن معهم! أم إبعادهم عن عاصمة اليمن الجنوبي وتركهم يحكمون اليمن الشمالي، أم المطلوب توجيه رسالة إلى إيران بأن هناك من هو مستعد لمواجهتها والتصدي لها، أم المطلوب ردع الحوثيين عن محاولة المس بالأمن الداخلي السعودي مع قناعة بأن ملف اليمن أصعب من حله عسكرياً بهذا المسار؟!
&
ما هو مؤكد أن خصوم السعودية من أتباع إيران يحاولون تحويل هذه العملية بشكلها الحالي أو إذا تطورت لحرب برية إلى فرصة لهزيمة عسكرية وسياسية للسعودية وبخاصة أنها تستهل فترة حكم جديدة للملك سلمان، وربما البعض يراهن على الجغرافيا اليمنية وتركيبة الحياة الاجتماعية والسياسية اليمنية في أن تجعل فكرة «النصر» بعيدة عن كل الأطراف، كما أن عدم وجود جيش وطني يدعم الشرعية أمر مقلق، فالجيش هناك جزء من الشرذمة السياسية والقبلية، ولهذا نجد ظهوراً ودعماً لمليشيات شعبية تواجه الحوثيين على الأرض.
أسئلة وتساؤلات كثيرة لكن ما يعنينا أمن الأشقاء في السعودية، وأن تبقى هذه الدولة العربية حاضرة بقوة لأن هذا جزء من توازن واتزان المنطقة.