أنيسة فخرو

اليمن مهد العروبة، وأرض بلقيس الكرم، ينادي ويستغيث.. وشعب البحرين لبى النداء، فجاءت فكرة المبادرة الأهلية لإغاثة الشعب اليمني من بعض المؤسسات الأهلية، فتم الإعلان عن المبادرة ونشرها، خصوصا ونحن في الشهر الفضيل، من أجل إغاثة الشعب اليمني الذي يمر بمحنة مريرة بسبب الحرب الطاحنة، وهذه المبادرة تمثل الجانب الشعبي والأهلي فقط، وتصب في إيصال المساعدات العينية فقط، وتنطلق من دوافع إنسانية ووطنية وقومية بحتة، والهدف منها التخفيف من عذاب ومعاناة الشعب اليمني الجريح، وستُرسل المساعدات إلى الصليب الأحمر العماني، الذي سيتكفل بتوصيلها إلى المدنيين والمحتاجين في اليمن عن طريق صلالة.

ولإشراك أكبر عدد من المتبرعين من المؤسسات والأفراد في البحرين في هذه المبادرة الأهلية، فلقد تم الإتفاق على ما يلي:

- أن يكون التبرع عينيا فقط، بالتركيز على شراء المياه والحليب المجفف بكل أنواعه لكونه أسهل للحفظ والنقل، ويحتاجه جميع أفراد الأسرة وخاصة الأطفال.

- يمكن الاشتراك في التبرع لأكثر من شخص، وتعاون أكثر من جهة مع مؤسسات الأغذية لشراء كميات كبيرة من الحليب والمياه، والتفاوض معهم لعمل أسعار خاصة، ووضع اسم الجمعية المتبرعة على الصناديق.

- تحديد أكثر من مركز لتسلم التبرعات، وأهمها جمعية الهلال الأحمر البحريني، جمعية النهضة فتاة البحرين، والاتحاد النسائي.

وتم الاتفاق في الاجتماع الثاني 9 يونيو 2015 في مقر جمعية الاجتماعيين على: تحديد الشكل الأهلي لإغاثة الشعب اليمني وإبلاغ الجهات الرسمية بذلك، وتحديد الاحتياجات العينية، وتم إرسال الدفعة الأولى من المساعدات عبر جيبوتي يوم السبت 30 مايو 2015.

وتم التوافق على أن يُسلم ما يُجمع من تبرعات عينية إلى الهلال الأحمر البحريني، وتم إعداد قائمة بالأدوية المطلوبة في اليمن، ويتم التواصل مع شخصيات ومؤسسات أهلية وجمعيات خيرية وصيدليات ومحلات أغذية لجمع التبرعات العينية، وتم إطلاق موقع إلكتروني خاص بالحملة، وصفحة بالمبادرة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

وقد نشرت «منظمة أطباء بلا حدود» تقريرها عن اليمن على لسان ممثل اليونسيف جيرمي هوبكنز، حيث ذكرت ان 21 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، أي 80 في المئة من الشعب اليمني، منهم 9 ملايين طفل و15 مليوناً بحاجة إلى رعاية طبية سريعة، و13 مليوناً بحاجة إلى ماء وغذاء و9 آلاف جريح ومليون نازح. وحذرت الأمم المتحدة بأن البلاد على شفير المجاعة، وتعبت وهي تطالب بوقف الحرب، أو على الأقل هدنة إنسانية، لكن لا حياة لمن تنادي.

ولو تم إيقاف الحرب الآن، سيحتاج إعادة الإعمار عشرات السنوات لكي تعود الحال كما كانت عليه في السابق، هذا عدا عن المباني الأثرية التي قصفت واندثرت، والأرواح التي لا تُعوض بثمن.

فما ذنب الطفولة؟ وما ذنب المدنيين؟ حرب أهلية طاحنة على الأرض بين متطرفين من الطائفتين، «القاعدة» وأتباعها من جهة، و«الحوثيين» من جهة أخرى، وقصف بالطائرات من السماء لا يميز بين يمني وآخر ولا بين طفل وشيخ، ما ذنب الشعب اليمني؟ لاماء لاكهرباء لا مدارس لا مستشفيات، فقر وموت مجاني على الطرقات.

ونحن إذ نثمن هذه المبادرة الأهلية، فإننا نتقدم بالشكر الجزيل إلى الكويت الإمارات وعمان، على دعمهم الرسمي والأهلي للشعب اليمني في هذا الظرف الأليم، ونتمنى أن يسعى الجميع إلى وقف الحرب بأسرع ما يمكن، كعلاج جذري لهذه الفاجعة، لأن الضرر الناتج عنها لا يشمل الشعب اليمني والبنية التحتية لليمن فقط، بل ويشمل السعودية حكومة وشعباً، ويؤثر على كل فرد في دول الخليج، بل وعلى الشعب العربي كله.

نصرخ بأعلى صوتنا أوقفوا الحرب، نرجوكم أن توقفوا الحرب في الأشهر الحُرم، أوقفوا الحرب بحق وجاه الشهر الفضيل، وهاهو العيد على الأبواب، فلا تجعلوه عيدا للجنائز والخراب، فلقد شبعنا من المآسي والدماء والموت والحرب والدمار.