حمود العنزي

«فاصل... ونعود»!

كلمتان نسمعهما كثيراً... فعندما نكون منهمكين في مشاهدة مسلسل مفعم بالإثارة أو برنامج مشوق على شاشة التلفاز... نفاجأ بتوقف الأحداث، وظهور هاتين الكلمتين كأنهما ستار جاهز للإسدال بين كل مشهدين في مسلسل، أو فقرتين في برنامج، فلا نملك إلا الإذعان، لدقائق تمر بطيئةً، قبل أن نعود إلى متابعة ما غاب ووصْل ما انقطع!

فهل يأتي وقت على صانعي هذه الأعمال من الفنانين والإعلاميين يضطرون فيه إلى التوقف عن العمل المضني الذي يواصلون القيام به في البلاتوهات والاستديوهات، والكف عن اللهاث أمام الكاميرات وخلفها، ليقولوا لأنفسهم، ولنا أيضاً: «فاصل... ونواصل»، كي ينالوا - بدورهم - إجازات للراحة - بعد شهور طويلة من التعب والتوتر في سبيل الإبداع والتنوير لجمهور المشاهدين؟!

«الراي» سألت فنانين وإعلاميين عن «فاصل» الاستجمام الذي يعتبره كثير منهم «استراحة محارب»، يغادرون فيها ميادين التصوير، فراراً إلى أيام أو أسابيع من الاسترخاء الصيفي على رمال الشواطئ، أو مقاعد المقاهي، أو حتى أمام عارضات الأسواق في بلاد الدنيا الواسعة!

«الراي» استفسرت من النجوم عن مدى احتياجهم إلى هذه «الراحة»، ومتى يشعرون بأنها حان وقتها، وكيف يقضونها وأين، وهل يفكرون في مشروعاتهم الجديدة أثناء إجازتهم التي تنتهي سريعاً... ويجدون أنفسهم مضطرين إلى استبدال لافتة «فاصل ونعود»، بلافتة أخرى تعقبها دائماً بعد وقت قصير، ومكتوب عليها... «عُدنا»:

في البداية قالت المخرجة والمؤلفة نجاة حسين: «أخيراً، حان وقت الراحة، فبعد انشغالي الشديد في الفترات الماضية، أولاً في كتابة مسرحية (ملكة الظلام)، ثم أعقبتها التدريبات والبروفات اللازمة تمهيداً لعرضها، وبعدها متابعة العروض أمام الجمهور في فترة عيد الفطر، لا بد أن يلوذ الإنسان بقسط من الاستجمام».

وأردفت: «هناك وسائل بسيطة تحقق لي السعادة في الإجازة، منها السفر شريطة أن تكون جماعية مع أسرتي، وربما لا تزيد إجازتي على بضعة أيام، وأنا لست من النوع الذي يأوي إلى الكسل أثناء الإجازة، بل أشغل نفسي بما يهمني، ويفيدني، وهناك أفكار أريد أن أسطرها سواء كانت فكرة مسلسل أو مسرحية، لأنني لا أحبذ الاستعجال في شغلي، وأستمتع بذلك، ولا أعتبره عبئاً أو تعباً»، موضحةً: «أحب أن أنفرد بنفسي، وأتابع الأزياء والديكورات الجديدة بواسطة الكمبيوتر، وبعادتي لا أحب الخمول حتى أثناء الراحة، ولا يوجد حولي زحمة، لذلك أكون مرتاحة، أو منشغلة في أمور ضرورية، ومن ثم تكون مصدر فرح لي».

بدورها كشفت الفنانة طيف عن أنها بدأت إجازتها حيث تقضي جانباً منها في الامارات، متابعةً: «ذهبت إلى الإمارات، مع أسرتي الصغيرة، لألتقي أبناء إخوتي، وأقضي فترة استجمام مع عيالي، فأنا بعد الضغوط الانشغالات في تصوير مسلسل«حال مناير»، قررتُ أن أسافر، وإن كانت سفرة قصيرة، وأجمل ما فيها أنني بصحبة أبنائي، وأكملت: «ذهبنا إلى دبي، ونقضي هناك أوقاتاً طيبة، وليست هناك أمور معينة أو طقوس خاصة أحرص عليها في أثناء السفر، غير أن أهم ما أحرص عليه هو سعادة أبنائي، وتحقيق رغباتهم، وأن أكون إلى جوارهم أطول وقت ممكن».

من جانبه، صرح لـ «الراي» المذيع محمد نجم، الذي انشغل بتقديم البرامج الإذاعية، بقوله: «لديّ نية قوية للسفر قريباً، وأنا أكتفي عادةً بإجازة لا تتجاوز أسبوعين على الأكثر»، مضيفاً: «أعرف كيف أخصص وقتي بين كل رغباتي، في أيام معدودة، وأحرص على إعادة جدولة اهتماماتي وتغيير الروتين الذي أخضع له كثيراً بحكم العمل، وهذا أمر يخدمني، لأن عندي أفكاراً ومشاريع، وهي بالطبع تحتاج إلى إعادة ترتيب، حتى يمكنني أن أبدع في تنفيذها، وهو ما تتيحه الإجازة والراحة».

نجم استطرد: «بصراحة أنا عندما تتاح أمامي أي فرصة لإجازة، أفضل السفر بعيداً، وأحرص على تغيير الأجواء من حولي ونظام النوم والطلعات، وحتى الأكل، أي أحطم الروتين تحطيماً»، ومردفاً: «بإذن الله الجهه المقبلة ألمانيا، وتحديدا العاصمة برلين، وأنا أحب في السفر أن أستكشف الأماكن، وأرى ثقافات مختلفة، وأذهب إلى المتاحف، كما أحاول الحصول على فرصة للتسوق».

من زاويتها قالت المذيعة منية الحجي، التي قدمت «سحور المحطة» ومنخرطة حالياً ببعض البرامج: «أخذتُ إجازة مدتها ثلاثة أيام فقط... واغتنمتُها في الاسترخاء بالبيت والتفرغ للأهل»، مواصلةً: «التعب لم يفارقني إلى الآن، لأنني بذلت مجهوداً ومازلت أواصل التقديم، ولأنني أحب عملي جداً، أباشره بصبر ودأب، وأسعى إلى أن أرضي ضميري بشأنه، ولا أقبل أن أقصر في شغلي».

الحجي تابعت: «عندما آخذ إجازة - وهي آتية في الطريق - سأسارع بالإقلاع خارج الحدود، والسفر إلى بلدان معروفة بأسواقها، فأنا أفضل التبضع من الخارج، بعيداً عن زحمة التي لا أحبها في الديرة، فأغتنم فرصة السفر في السياحة والتسوق معاً».

أما الفنان عبدالله الخضر فأكد لـ «الراي» أنه يتوق إلى راحة نفسية، موضحاً: «أحتاج إلى قسط كبير من الاستجمام نفسياً وجسدياً، وأن (أطلع البحر) وأذهب في (الكرفان)، فهذه هي أفضل السبل التي تمنحني المتعة والبهجة»، متابعاً: «أنا لا أزال أواصل تقديم مسرحية (مر يا حلو)، وسوف أقرر أن السفر إلى سلوفاكيا لإجراء العلاج الطبيعي لقدمي»، ومردفاً: «سأتفرغ أيضاً للرحلات البحرية التي أعشقها، وأنا بطبعي (أستانس) بالإجازة، حتى إذا كانت خمسة أيام، وأعتبرها خمس سنين، حتى أعيد إلى ذهني صفاءه»!

وزاد الخضر: «بعد تمديد عروض مسرحيتنا التي (تستاهل) أن أعطيها من قلبي، خاصة أن الفنان حسن البلام رجل والرجال قليل، مع احترامي للجميع، فهو يقدِّر مجهودنا ويخجلنا بتعامله، ما يجعلني أتحمل التعب راضياً من أجله، لأنه إنسان يستحق أن يقف المرء إلى جانبه، وهو الأمر الذي اضطرني إلى تأجيل الإجازة»!

في هذا السياق صرح الممثل عقيل الرئيسي بقوله: «بعد عرض مسرحيتنا (خميس كمش خشم حبش)، سيكون لديّ التزام في شأن تصوير مشاهد في فيلم سينمائي سيستغرق قرابة أسبوع، ولن أكاد أنتهي منه حتى أفرغ لنفسي»، متابعاً: «قررتُ هذه المرة أن أذهب إلى تركيا، في إجازة استرخاء واستجمام أحتاج إليها بشدة»، ومواصلاً: «أحب ارتياد الأماكن الريفية هناك، إلى جانب القيام بجولات للتسوق».

أما الفنان الشاب ناصر الدوسري فقال لـ «الراي»: «انشغلتُ في الفترات الماضية في التدريبات والعروض الخاصة بمسرحية (ستاندباي)... والآن حان الوقت لكي أسافر في إجازة لغسل ضغوط العمل وروتين الأيام»، مضيفاً: «قررتُ أن أسافر، وستكون وجهتي إحدى الدول القريبة... وأنا أعتبر البحر هو (جوي) الذي أعشقه، وأفضل أن يكون وقت فراغي كله في البحر»!

وأكمل الدوسري: «حسب الدولة التي أزورها أعكف على وضع خطة من أجل استغلال كل دقيقة في الإجازة، لتحصيل أكبر قدر من المتعة النفسية والجسدية، وفقاً لجدول معين، حيث كل دولة لها جو خاص بها».