حمود العنزي &


العام الدراسي على الأبواب... والمدارس تتأهب كي تقرع أجراسها المبهجة، ليُهرَع التلاميذ عائدين إلى مقاعدهم وفصولهم وكراساتهم الملونة، وسط طقوس فرحة تتجدد مطلع كل عام دراسي!

ولأن الفنان لا يبقى «فناناً» طوال الوقت، فهو يتحمل نصيبه من مسؤولية الأبناء العائدين إلى المدرسة، بوصفه أباً ورب أسرة... ومهما كانت انشغالات الفنانين والإعلاميين - رجالاً ونساءً - في مواقع التصوير وغرف الاستديوهات، فإنهم يُضطرون مع بداية العودة المدرسية، إلى مغادرة البلاتوهات والاستديوهات، ومصاحبة أبنائهم لشراء ثيابهم المدرسية وحقائب كتبهم وعلب أقلامهم وألوانهم!

«الراي» سألت كوكبة من الفنانين، عن الطقوس التي يحرصون على مزاولتها في «هجرة التلاميذ إلى المدارس»، وعندما تبدأ الدراسة كيف يتعاملون مع فلذات أكبادهم، وكيف يخططون لهم حياتهم اليومية، وهل تشغلهم الكاميرات عن هموم أبنائهم؟

«الراي» سألت... وجاءت الإجابات لتثبت أن الفنانين ليسوا (فنانين) فقط، بل هم آباء وأمهات... وأنهم حين يتركون مواقع التصوير عائدين إلى منازلهم، يتحولون إلى أرباب بيوت، ويفتحون قلوبهم وعقولهم لفلذات أكبادهم، وبعيداً عن التمثيل، يجتهدون في أن يرسموا لهم طريق المستقبل.

البداية كانت مع الفنان أحمد إيراج الذي أخبر «الراي» أن ابنه «سليمان» بدأ مع بداية العام الدراسي الماضي خطواته الأولى في الحضانة، مردفاً: «هذا يعني أن حدثاً مهما حصل في بيتنا، وجعلنا نغير عاداتنا الصباحية أنا وزوجتي، ففضلاً عن طقوس الاستعداد بشراء الملابس والحقائب والمستلزمات، يحتاج الأمر إلى العديد من الأمور اليومية، مثل إعداد ثيابه ومساعدته في ارتدائها، وتجهيز الحقيبة بمحتوياتها»!

وتابع إيراج: «منذ أول يوم ذهب فيه سليمان إلى الحضانة، أعدت ترتيب جدول حياتي ونشاطي الشخصي، حيث صرت أستيقظ عند السادسة صباحا، كي أصطحبه إلى الحضانة، وبعدها أذهب إلى النادي كي آخذ حصة من التدريبات الرياضية، ثم أعود إلى المنزل، لأحصل على قسط من الراحة، قبل أن أذهب مجدداً لأحضر سليمان من الحضانة، وحتى في الليل أنام مبكراً».

وأكمل: «كل يوم يطلع أرى الطفل يتعلم شيئاً جديداً، وهو أمر يزرع في قلبي سعادة عارمة، وإلى جانب البرنامج اليومي، أراعي دائماً أن أرتب لهم يومين في الأسبوع للزيارات، مرة لبيت أهلي وأخرى لأهل زوجتي، وأحيانا أعمل لهم حتى وأنا في ذروة انشغالي بالعمل»، موضحاً: «زوجتي تساعدني في هذا الأمر، فهي إن وجدتني مشغولاً تتولى هي هذه المهام»، ومتابعاً: «بعدما أفرغ من عروض (الغولة) أفكر في أن آخذ أسرتي الحبيبة ونسافر إلى أي مكان كي نغير الجو، لأن حان وقتهم، ولهم حق عليّ، وأتمنى ألا أقصر بحقهم، فهم نبض قلبي وسعادتي».

من زاويتها صرحت الفنانة مرام البلوشي بقولها: «كنت مشغولةً في الفترة الماضية بأمور عدة: تصوير وبروفات مسرحية، إلى جانب عروض مسرحية (إن فولو) منذ أول أيام عيد الفطر المبارك، ثم استمررنا في العرض أثناء عطل نهاية الأسبوع، وبعدما قلت الالتزامات، واقتصرت العروض المسرحية على نهاية الأسبوع، قررتُ أن أخصص جدولي لأسرتي: أبنائي الثلاثة وزوجي»، مكملةً: «لن تسمح لي الفرصة بالسفر بصحبة أسرتي في الوقت الحالي، ولذلك حددنا وقتاً للذهاب إلى الشاليه».

وواصلت البلوشي: «بدأنا نحن أولياء الأمور نتأهب لاستقبال الدقات الأولى من أجراس المدارس، إذ تبدأ في هذه الفترة الاستعدادات للدراسة، ويتطلب الأمر توفير ما يحتاج إليه أبناؤنا من أدوات الدراسة ومستلزماتها»، مبينةً: «بطبعي لا أعتمد على أحد في هذه الأمور، بل أتابع بنفسي شؤون أولادي الصغيرة والكبيرة على السواء، ونعود مجدداً إلى طقوس ما قبل الإجازة الصيفية، حيث النوم مبكراً لساعات كافية، والاستيقاظ مبكراً تمهيداً للذهاب إلى المدرسة، ثم الطعام في مواعيد منتظمة، والانهماك في الاستذكار، ولا شك أن الأمر يحتاج إلى تدريب حتى يتعودوا على طقوس المدرسة من جديد، وآن الأوان كي أكثف من واجباتي حيالهم».

بدورها كشفت المذيعة سودابة علي عن أن معظم وقتها تنفقه مع ابنها الوحيد حسين، مهما كانت درجة انشغالها، متابعةً: «لأن المدارس توشك أن تفتح أبوابها، يصبح الوضع مختلفاً، وتبدأ إعادة تنسيق وترتيب الجدول اليومي»، ومضيفةً: «أنا لستُ من الأمهات اللاتي يحولن البيت إلى معسكر، بل أعطيه رأيي ونصائحي وأراقبه من بعيد، وحتى إن خالف كلامي لا أعاركه، بل أجعله يشعر بالذنب لأنه لم يأخذ بنصيحتي»!

وزادت: «لا أجد شراء مستلزمات المدرسة شيئاً ثقيلاً ومتعباً، بل ننزل السوق عدة أيام، وكل يوم نشتري شيئاً معيناً، ولا أفرض على ابني شراء شيء، بل أترك له الاختيار، وعلى رغم أن هناك من يرى أيام التحضير للمدارس وكذلك الدراسة، فإنني أجدها أوقاتاً سهلة وبسيطة جدا، لكن ما يثير توتري ويشد أعصابي هو وقت الاختبارات، وإن كنت لا أُظهر لابني حقيقة شعوري، كي لا يتسرب إليه الخوف، وأعطيه وقتاً للراحة وأحرص على أن أتيح له وقتاً للراحة بين الاختبارات، وحتى إذا كنتُ في الوزارة والإذاعة يستمر بيننا التواصل»، وأكملت: «البساطة مهمة في التعامل مع الأبناء»، متمنية لابنها حسين، عبر«الراي»، أن يكون طبيباً.

في هذا السياق قالت الفنانة شوق: «ابني هو حياتي، وجل اهتمامي موجَّه إليه، وقد انشغل عنه بعض الوقت، لكنه دائماً يكون تحت عيني، ولا يمر يوم من دون أن أجلس معه وأسمعه وأطبخ له طعامه، وحتى إن كنتُ متعبة، أتحامل على تعبي من أجله»، وتابعت: «انشغلت عنه أياماً متتالية في عروض مسرحية (أبطال السلاحف)، والآن جاء دوره، لأعوضه عن غيابي بكل السبل، ولذلك أعد له جدولاً ترفيهياً في نهاية الأسبوع، وأنا أفرح برؤيته يكبر أمامي، ولا أود أن أقصر في شيء يريده، والآن ونحن على أبواب العودة إلى المدارس، نبدأ معاً مرحلة التحضير وشراء المستلزمات والملابس والحقائق، وأنا أحضه على الاستذكار حتى يبني مستقبله، ويفرح قلبي، وهو يكبر أمام عيني عاماً بعد عام»!

في الإطار نفسه بادرت الفنانة جواهر «الراي» بقولها: «دائماً أتفاءل بمثل هذه الفترة من كل صيف، حيث تصبح (العودة إلى المدارس) هي شعار الجميع، وأنا عودت عيالي الثلاثة أن يتمسكوا بالالتزام بمجرد بدء موسم الدراسة، سواء في الوقت أو في الواجبات، وكل ذلك يكون وفقاً لجدول مخطط، حيث يكون النوم عند الساعة السابعة والنصف مساءً، بينما الاستيقاظ عند الخامسة صباحاً، كي يكونوا نشطين ذهنياً عند الذهاب إلى المدرسة، وبعد العودة من المدرسة يتناولون الغداء، ثم يبدأون استذكار دروسهم، وأخصص لهم وقتاً محدداً لمتابعة التلفزيون، قبل أن يعاودوا المذاكرة، وبعدها عشاء مبكر، ثم الإخلاد إلى النوم».

وأكملت: «أحرص على مراجعة دروسهم وواجباتهم واختباراتهم، وأقوم بنفسي بتجليد كتبهم، وأتابعهم في كل شيء، وأكون في أيام الدراسة مقيدةً بدوري بجدول أولادي، لأن لهم حقاً عليّ كأم، وحتى إن كنت ملتزمة بعمل فني، لا بد أن يكونوا في بالي، ولا أغيب عنهم».

من جانبه تحدث الفنان عصام الكاظمي، الذي أسعده قدوم مولودته الجديدة «فاطمة» قبل أيام، فقال إنه يخصص وقتاً كافياً لبنائه، مضيفاً: «كنتُ أشارك في الفترات الماضية في عروض مسرحيتي (أبطال السلاحف) و(الغولة)، وأبعدني ذلك عن أبنائي ما بين بروفات وعروض، وما كدتُ أفرغ من عملي حتى خصصت وقتي لأسرتي وأبنائي، فلهم الأولوية بحياتي، وخططنا طلعات ترفيهية ونزاول بعض الأنشطة ونشاهد بعض المسرحيات، حتى يأخذوا حظهم من المتعة ويستعيدوا نشاطهم قبل عودة الدراسة، حيث تتأهب المدارس لكي تدق أجراسها إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد، ونعكف الآن على شراء الأزياء والحقائب والمستلزمات المدرسية، وأنا أحرص بشدة على متابعتهم دراسيا وسلوكياً، وأعطيهم الجانب الأكبر من عنايتي واهتمامي».