خالد أحمد الطراح

في 2016/11/14، نشرت القبس خبراً صحافياً، نقلاً عن الامانة العامة للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية، مفاده ان «لا ادارة سياسية مناسبة لقطاع التعليم، وعدم وجود ادارة تعليمية ذات كفاءة عالية تستطيع استيعاب المستجدات والمتطلبات».


الادارة السياسية المقصود فيها طبعاً ليس طاقم وزارة التربية والتعليم العالي الفني والاداري، وانما من يجلس على رأس الحقيبة الوزارية، فهو المُساءل سياسياً عن السياسة التعليمية.
د. بدر العيسى، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي من التعليقات وريتويت للمقالات الناقدة لسياساته المضطربة، التي تميزت بالشقلبة اكثر مما تصوره لشقلبة هرم الوزارة على حد تعبيره، في محاولة للانضمام الى ركب من دخل بوابة الوزارة وخلف وراءه تاريخاً سياسياً، وهم كثر، لكن الوزير العيسى لم ينجح باعتقادنا على المستوى التربوي ولا السياسي، فبمجرد الضغط على غوغل يجد المتصفح نفسه امام سنتين من التصريحات والقرارات المتناقضة والتراجع والنفي لكل ما يتفوه به الوزير شخصياً، فقد ضرب رقماً قياسياً في كل ذلك، علاوة على الاحتراف في الصمت في جلسات مجلس الامة وتمرير المعاملات، وحصد بجدارة انتباه رئيس مجلس الامة السابق، الذي كان شغله الشاغل ضبط نشاط غير سياسي للوزير العيسى في توقيع المعاملات أثناء جلسات المجلس!
«إبداعات» التناقض التربوي والسياسي أيضاً ان الوزير حين عاش خلال ايام فرحته الاولى بالحقيبة الوزارية، صرّح بانه بصدد «حذف كل ما يدعو الى التطرف في منهجي اللغة العربية والتربية الاسلامية»، وتراجع بعد ذلك حين برز هجوم قد يوصله الى الاستجواب البرلماني، مما جعله يخرج بتصريح لم تعرفه المناهج او المختصون في هذا المجال، او المجال العلمي ككل، بالقول «ان المناهج نظيفة وبريئة»، وهو وصف ينم عن حجم الفزع السياسي الذي اخترق صدر الوزير، فالاستجواب يستوجب شخصاً بارعاً في الحوار والرد على قسوة نيابية.
حين يفتقر شخص اكاديمي لبراعة الحوار والتأثير، خصوصا انه اكاديمي في مجال علم الاجتماع، يصبح من الصعب جدا ان يتمكن من ايصال رسالته التعليمية الى طلابه. فالاسلوب السليم يعتمد ليس على المقررات، وانما ايضا على قدرة الاستاذ في جذب انتباه وفهم الطلبة، وهو امر مشكوك فيه في مثل احوال وظروف الاكاديمي العيسى!
في 2016/11/22 صرح الوزير في اثناء مناسبة افتتاح حفل «الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2016»، بأن مناهج التربية الاسلامية «تخلو من التعصب وتدعو الى الوحدة الوطنية»، ولم يتطرق الى منهج اللغة العربية، ربما لان المناسبة مختلفة، او انه بصدد تبرئة منهج اللغة العربية، حين تصبح الكويت عاصمة اللغة العربية التي تدعو الى التسامح!