مروان الشمالي

قالت تقارير إن الدعم الروسي لنظام الأسد في سورية ينطلق من فكرة المجال الجيو- سياسي التي تسيطر على القيادة الروسية، وخاضت من خلالها حرب جورجيا عام 2008، ثم حرب القرم بعد ست سنوات، وتدخلت مباشرة في سورية مطلع سبتمبر الماضي، لافتة في هذا الصدد إلى أن انتهازية موسكو، وعدم أخذ مطالب الأكثرية الساحقة من السوريين، وراء دعمها لنظام بشار، لا سيما بعد اندلاع الثورة عام 2011.

وأضافت التقارير أن موسكو هي راعية لنظام حافظ الأسد العلوي منذ 1970، وأنها كانت وراء خلافة ابنه بشار له لضمان وجودها في سورية، مشيرة إلى أن روسيا دعمت النظام في مواجهة المعارضة عقب الثورة، كما أفشلت مؤتمر "جنيف 1"، واضعة في حساباتها التدخل العسكري في سورية والسيطرة على الجيش، وإعداد البديل لخلافة بشار.

&أسباب دعم روسيا

المصلحة العليا

السيطرة والتحكم

انصياع نظام الأسد

الإمساك بالجيش

ضمان الولاء

أكدت تقارير أن انتهازية موسكو، وعدم أخذ مطالب الأكثرية الساحقة من السوريين، وراء دعمها لنظام بشار الأسد، مشيرة إلى أنه منذ اندلاع الاحتجاجات في درعا، كان الخبراء الروس إلى جانب النظام ينصحون ويرسمون خططا لمواجهة الثورة التي بدأت تتشكل.

وقالت التقارير إن الدعم الروسي للأسد ينطلق من فكرة المجال الجيو- سياسي التي تسيطر على القيادة الروسية، التي خاضت من خلالها حرب جورجيا عام 2008 ثم حرب القرم بعد ست سنوات، وتدخلت مباشرة في سورية مطلع سبتمبر الماضي، لافتة في هذا الصدد إلى أنه في سورية أعيد إنعاش العقل السوفيتي ونظرته لهذا البلد، لا سيما أن موسكو هي راعية لنظام الأسد منذ 1970، وعملت وواكبت انتقال السلطة من الأب حافظ إلى الابن بشار، وما فعلته وستفعله ينطلق من التمسك بنظام الأسد، وحمايته حتى اللحظة الأخيرة.

وأوضحت التقارير أن العسكريين الروس نشطوا في حياة حافظ الأسد وخلال مرضه لتأمين البديل. لم تغب عنهم أسماء مثل العماد مصطفى طلاس، ونائب الرئيس عبدالحليم خدام، إلا أنهم سعوا لأن يكون بشار خليفة لوالده.

في هذا السياق، قال الفريق فلاديمير فيودوروف الذي عمل ملحقا عسكريا في دمشق عدة أعوام وأصبح لاحقا مديرا للملحقيات العسكرية الروسية في الخارج، إنه "مع بشار نعرف أننا نتعامل مع علوي، ومسألة السلطة كانت تناقش في المجلس العلوي في الساحل السوري. وكنا نعلم بوجود هذا المجلس قدر علمنا بوجود مجلس الشعب"، لافتا إلى تمسك الروس في حينه بتنصيب بشار "لقناعتهم أنه لا يضمن استمرار النهج إلا الابن، وما من ضمانة لو جاء علوي آخر" .

وأشارت التقارير إلى أنه حين اشتعلت الثورة في مارس 2011 كان يعمل في سورية 250 خبيرا روسيا يتوزعون على الأركان والألوية وأجهزة المخابرات، إلا أن موسكو أرسلت على الفور فريقا استشاريا استطلاعيا برئاسة الفريق أول ليونيد إيفاشوف لتقييم الأوضاع وتقديم النصح للقيادة السورية، مشيرة إلى أنه قدم نصائحه للأسد وقيادته وهي نصائح تتراوح بين العمل على استيعاب حادثة درعا، عبر تغييرات في الحرس القديم، وتسليح ميليشيات في القرى والأرياف والمدن، بهدف عدم الزُج بالقوات المسلحة في المعارك، وخوض حرب إعلامية مضادة، عبر التركيز على ما يجري في ليبيا وبلدان أخرى.

وأوضحت التقارير أن إيفاشوف نقل للأسد وعدا من الرئيس الروسي فيلادمير بوتين بأن ما حدث في ليبيا لن يتكرر في سورية.

مؤتمر جنيف 1

في يونيو من عام 2012 صدر البيان الروسي - الأميركي "بيان جنيف1" الذي نص على قيام حكومة انتقالية في سورية، ووضع الأسس العامة الأولى للحل، التي يجري التذكير بها حتى اليوم، لافتة إلى أنه سبق ذلك تعثر مهمة الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي، ودخول إيران على الخط عبر استضافة مؤتمر لما يعرف باسم "المعارضة الداخلية"، فيما بدأت المعارضة تنظيم صفوفها عبر المجلس الوطني ثم الائتلاف الوطني، واتخذت الانشقاقات في صفوف قوات الأسد أبعادا كبيرة، وبدا أن "الجيش الحر" سيكون الذراع العسكري الأقوى للثورة.

ولفتت إلى أن ايران بدأت تكثف تدخلها، وأسكتت رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي بعد اتهاماته لنظام دمشق باستهداف أمن العراق، وأرسلت حرسها الثوري لبعض المناطق في سورية مما أسهم في تأجيج عصبيات مذهبية كانت الأساس في تكييف الثورة لاحقا، ثم تحويل سورية إلى ساحة للإرهاب تبرر للنظام تمسكه بالبقاء.

استعدادات صامتة

بدأ الرئيس الروسي استعداداته للتدخل فور استكمال مهمة خبرائه في دمشق، بعد إقرار بيان جنيف1 مع الأميركيين، ثم زار إسرائيل ، كما حل ضيفا على تركيا غداة قرارها نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سورية وافتتاح مركز القيادة البرية لحلف شمال الأطلسي في أزمير خلال أكتوبر 2012، فيما تصاعدت أحاديث التدخل العسكري في الغرب، إلا أن تحضيرات جدية كانت قد بدأت في روسيا بهدف التدخل. وعلى امتداد عام 2014 جند الإيرانيون ميليشياتهم للقتال إلى جانب الأسد وانخرطت هذه الميليشيات في المجزرة ضد الشعب السوري، كما قدم تنظيم "داعش" مبررات أخرى للتدخل الخارجي لدى اجتياحه الموصل في صيف 2014، إلا أن هذا التدخل بقي في إطار قصف جوي يقوم به تحلف دولي بقيادة الولايات المتحدة، فلم يحقق نتائج ملموسة.

التدخل والانسحاب

منذ اندفاعة داعش في صيف 2014 حتى صيف 2015 كان الروس يراكمون ويراقبون في وقت بدا أن حليفهم الأسد في وضع صعب رغم الانخراط الإيراني الواسع في المعركة إلى جانبه، حيث بدأ الخناق يضيق على الساحل الملاذ الأخير للنظام وللروس الذين يحظون بتسهيلات هي الوحيدة من نوعها على ساحل المتوسط، في قاعدتي اللاذقية وطرطوس. وفي مطلع سبتمبر بدأ التدخل الروسي وظهر أن استعدادات كبيرة كانت أنجزت تحضيرا لهذا التدخل. وما إن ظهرت اعتراضات في واشنطن وأوروبا وبعض العالم العربي، حتى جاءت هجمات باريس في نوفمبر لتخفف من الاعتراضات، مما سمح لروسيا بأن تتحرر من الضغوط والانتقادات، والانصراف إلى مهمتها في حماية حدود المنطقة الحيوية لنظام الأسد، من دون تخصيص جهود ملموسة لمحاربة تنظيم داعش.

الإمساك بالجيش

وفقا للتقارير فإن الأهم في الحسابات الروسية، الإمساك بالجيش، إذ فرض الروس سيطرتهم على قيادة قوات النظام، وربما يكون نقل ماهر الأسد من الفرقة الرابعة إلى الأركان إشارة إلى الترتيبات المتخذة، وقالت "في هذه المناخات انطلقت الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف وسط "قناعة" روسية بأنه ليس هناك من حل عسكري للأزمة السورية مع التمسك برفض تحويل رحيل الأسد شرطا للتفاوض.

في هذا السياق، أشارت التقارير إلى ما أورده مسؤول روسي في منتدى فالداي الذي تنظمه موسكو لخبراء وديبلوماسيين، حيث أسكت هذا المسؤول مندوب النظام الذي تحدث عن محور يضم موسكو وطهران والأسد وحزب الله وبغداد، وقال "لسنا في محور مع أحد ويجب إنجاح مفاوضات جنيف، في إشارة إلى أن موسكو لم تتخل عن الأسد، لكن نتائج مفاوضاتها اللاحقة ستحدد حصتها والثمن الذي يجب دفعه، وقد يكون الأسد، على الأرجح، هو الثمن.

باريس: قصف النظام للمدنيين عمل دنيء

العواصم: الوكالات

اتهمت فرنسا أمس، دمشق بخرق الهدنة في سورية بقصفها المدنيين من الجو وضرب الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لإيجاد حل سياسي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، خلال مؤتمر صحفي أسبوعي، إن الهجوم الذي شنته قوات نظام بشار الأسد أول من أمس على ضاحية دمشق، والذي استهدف عمدا مدنيين يظهر أن النظام يواصل ممارساته وينتهك الهدنة، مضيفا "هذا العمل الدنيء يهدف إلى ترويع الشعب السوري وتقويض جهود الأسرة الدولية لإيجاد حل سياسي" للنزاع.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن في وقت سابق أن الضربات التي استهدفت مدرسة ومستشفى بمنطقة دير العصافير جنوب شرقي دمشق، أول من أمس، أسفرت عن سقوط قتلى معظمهم من النساء والأطفال.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة "روعت" بالغارات التي شنها طيران النظام وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات، في قرية دير العصافير في الغوطة الشرقية لدمشق، معبرة عن إدانتها بأشد العبارات لجميع الهجمات التي تستهدف المدنيين مباشرة.

كما دانت تركيا بشدة، استهداف طيران النظام مدرسة، ومستشفى في الغوطة الشرقية، والذي أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين، أغلبهم من الأطفال.

&