حسين داود

هدد «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، بوقف الغارات الجوية على «داعش» في الفلوجة، إذا اقتحمت فصائل «الحشد الشعبي» وسط المدينة، لكن هادي العامري، أحد قادة «الحشد»، أكد أن قواته ستقتحمها. وذلك في مؤشر قوي إلى انهيار التسوية الأميركية - الإيرانية في هذه المعركة.

وانطلقت الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة في 23 الشهر الماضي، بعد تسوية قضت ببقاء الفصائل الشيعية في ضواحي المدينة على أن يضطلع الجيش ومقاتلو العشائر باقتحام مركزها، لكن إصرار «الحشد» على موقفه وخروقات ارتكتبها عناصره في حق نازحين أثرت سلباً في المعركة.

وقال الناطق باسم القوات الأميركية في العراق الجنرال كريستوفر كارفر إن «التحالف الدولي سيوقف الغارات الجوية ومساندة الجيش لتحرير الفلوجة إذا اقتحم الحشد المدينة». وأضاف أن «دعم التحالف هو للجيش العراقي والحشد العشائري فقط، ولا نساعد أي فصيل آخر في الفلوجة»، وزاد أن «مقاتلات التحالف نفذت منذ أسبوعين 48 غارة على داعش في المدينة».

إلى ذلك، قال العامري، خلال مؤتمر صحافي في إحدى ضواحي الفلوجة إن قواته ستقتحم المدينة بعد خلوها من المدنيين، وأوضح أن «وجود أعداد كبيرة من المدنيين داخل المدينة يمثل المشكلة الوحيدة في اقتحامها». وأشار إلى «إعطاء السكان 10 أيام للخروج». وأضاف: «بعد استكمال تحريرنا أكثر من 800 كلم مربع في محيط الفلوجة وتطويقها بالكامل، بعدما بذل الجيش جهداً كبيراً ولم يستطع تحريرها، الفضل في تحريرها للحشد الشعبي والشرطة الإتحادية البطلة».

ولفت إلى أن «المرحلة المقبلة ستكون مرحلة الفلوجة ومشكلتنا الوحيدة فيها وجود أعداد كبيرة من العائلات داخلها، وسنعطي مهلة 10 أيام لخروج المدنيين وذهابهم إلى الطرف الغربي من الفرات باتجاه العامرية وتقاطع السلام». وزاد: «حين نتأكد من خلو الفلوجة من المدنيين، سنقتحمها ولن يمنعنا أحد وستشترك معنا قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وشرطة الأنبار والعشائر فمن دون إشتراك الحشد لن يستطيع أحد تحريرها». وأثار وجود قائد «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني مع قادة إيرانيين آخرين قرب الفلوجة في بداية انطلاق الحملة على المدينة تحفظات محلية ودولية واسعة. وتراجعت وتيرة المعارك، بعد أسبوعين من بدئها، والسيطرة على بلدتي الكرمة والصقلاوية، فيما وصلت قوات مكافحة الإرهاب إلى البوابة الجنوبية للمدينة.

إلى ذلك، قال أحمد الحلبوسي، أحد مقاتلي أفواج العشائر لـ «الحياة» أن «المعارك انحصرت في الضاحية الجنوبية من الفلوجة»، وأشار إلى أن «داعش» شن هجوماً معاكساً أمس بعربات مفخخة على قوات الجيش في منطقتي الجامعة والأزركية. وأضاف أن «القوات الأمنية توقفت عن التقدم بسبب المكامن، وتنتظر طيران التحالف الدولي لمعالجة دفاعات التنظيم في حي الشهداء، قرب النعيمية، حيث تنتشر شبكة واسعة من العبوات في الطرق والمنازل». وأشار إلى أن «الأنباء التي تتحدث عن خروج عائلات من الفلوجة غير صحيح، فالذين فروا كانوا يسكنون في نواحي المدينة في الكرمة والصقلاوية أما السكان داخلها فما زالوا محاصرين ويمنعهم داعش من مغادرتها».

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قال في بيان الليلة قبل الماضية، خلال وجوده في أحد معسركات الجيش قرب الفلوجة إن «القوات الأمنية حررت مساحات أكبر من مساحة المدينة كثيراً، خلال الأيام العشرة الماضية ونتقدم حالياً لتحريرها». وأكد أن «حماية المدنيين تحتل أهمية كبيرة من جهودنا». وأرسل العبادي وفوداً إلى دول عربية لطمأنتها إلى مشاركة «الحشد الشعبي»، وأجرى وزير الخارجية ابراهيم الجعفري يرافقه رئيس الوقف السني عبداللطيف هميم محادثات في القاهرة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تناولت هذا الأمر.