أحمد عبدالتواب
تتصاعد مظاهر احتجاجات بعض الفرنسيين ضد اتخاذ المسلمين الشوارع العمومية فى باريس مكاناً لأداء الصلاة. أما حجة المصلين، القاطنين فى أحد الأحياء شمالى باريس، أنهم يُصلِّون فى الشارع منذ مارس الماضى لأنه لم يعد لهم مكان بعد إغلاق مصلَّى كانت فى بناء عام وجرى تحويلها إلى مكتبة.
وأما المحتجون فيقولون إن الصلاة فى الشارع استخدام غير مقبول لمرفق عام. وقد تضامن مع المحتجين نحو 100 نائب من البرلمان، يوم الجمعة قبل الماضي، وحاولوا التشويش على المصلين بغناء النشيد الوطني! وهذه مجرد واقعة واحدة ضمن سلسلة من المواجهات! وقد وجدها اليمين الفرنسى فرصة للهجوم، مثلما رفع برنامج إذاعى شعار «لن تقيموا الصلاة فى الشارع». وكانت مارين لوبين قد أسهمت فى التأجيج قبل عدة سنوات، فى خطوة تصعيدية عما قبلها، عندما شبَّهت صلاة المسلمين فى الشارع باحتلال النازى لباريس فى الحرب العالمية الثانية! ولكن المحكمة برأتها من تهمة ترويج خطاب الكراهية! وليس من المتوقع أن تهدأ الأمور خلال الأيام المقبلة، حتى بعد أن أعرب وزير الداخلية جيرار كولومب عن حرصه على أن يكون للمسلمين مكان للصلاة، ووعده بأن يعمل على إيجاد حل للمشكلة خلال الأسابيع المقبلة، فقد أعلن بعض قيادات إحدى الجمعيات الإسلامية نيتهم فى إقامة الصلاة فى الشارع بعد غد الجمعة، وهو ما اعترض عليه الوزير وأكدّ أن السلطات سوف تمنعه!
الجديد فى هذا التصادم، أن الأخبار المتداولة لم تشر إلى أى إرهابيين، وإنما إلى عموم المسلمين، كما أن بداية الاحتجاجات كانت أيضاً من عموم الفرنسيين قبل أن ينضم إليهم اليمين المتطرف! وهو ما ينبئ عن استقطاب مجتمعى قد يتفاقم وتترتب عليه قلاقل.
يجب حماية أصحاب كل دين فى أداء صلواتهم فى كل مكان فى العالم، ومن حق المسلمين فى بلادنا أن يتعاطفوا ويساندوا إخوتهم فى الدين فى فرنسا وفى غيرها. وليت لهذه المشاعر أن تكون حافزاً على مراجعة البعض فى مصر لتهاونهم فى منع غير المسلمين، من الأقباط وغيرهم، من الصلاة فى بعض المناطق!
التعليقات