عبدالله محمد الشيبة

احتفل العالم في الثامن من شهر مارس الحالي باليوم العالمي للمرأة تحت عنوان (المرأة في عالم العمل المتغير: تناصف الكوكب 50/50 بحلول عام 2030). وقد بدأ الاهتمام بالمرأة وقضاياها في الولايات المتحدة الأميركية بعد 132 عاماً على تأسيسها وتحديداً عندما خرجت الآلاف من عاملات النسيج في 8 مارس 1908م ‬للتظاهر ‬في ‬شوارع ‬مدينة ‬نيويورك ‬واخترن ‬لحركتهن ‬الاحتجاجية ‬شعار «‬خبز ‬وورود» ‬وطالبن ‬بتخفيض ‬ساعات ‬العمل ‬ووقف ‬تشغيل ‬الأطفال ‬ومنح ‬النساء ‬حق ‬الاقتراع ‬والمساواة ‬والإنصاف ‬والحصول ‬على ‬الحقوق ‬السياسية ‬وعلى ‬رأسها ‬الحق ‬في ‬الانتخاب. ‬ومنذ ‬ذلك ‬التاريخ ‬تحتفل ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأميركية ‬بالثامن ‬من ‬مارس ‬كيوم ‬المرأة ‬الأميركية ‬ثم ‬بدأ ‬العالم ‬يحتفل ‬رسمياً ‬بذلك ‬اليوم ‬عندما ‬وافقت ‬الأمم ‬المتحدة ‬عام ‬1977م ‬على ‬تخصيصه ‬كيوم ‬عالمي ‬للمرأة.

وقد تعددت موضوعات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة سنوياً لتشمل على سبيل المثال «الاحتفال بالماضي، التخطيط للمستقبل»، «المرأة وحقوق الإنسان»، «عالم خال من العنف ضد المرأة»، «المساواة بين الجنسين والأهداف الإنمائية للألفية»، «المساواة بين الجنسين فيما بعد 2005، بناء مستقبل أكثر أمناً»، «المرأة في عملية صنع القرار»، «المساواة في الوصول إلى التعليم والتدريب، والعلم والتكنولوجيا: الطريق إلى توفير العمل اللائق للمرأة»، و«تمكين المرأة، تمكين الإنسانية: تخيّل ذلك‏‭!«

وعندما قرأت عن تلك الموضوعات لم يسعني إلا الإعجاب بمدى عبقرية وحنكة ورؤية قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي لم تنتظر انقضاء قرن وأكثر من الزمان، بل وضعت منذ تأسيسها عام 1971 صون حقوق المرأة الإماراتية والاهتمام بالمجالات كافة التي تضمن لها الاستقرار والسعادة تنفيذاً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

فالمرأة الإماراتية في دولتها تتلقى أفضل الخدمات في التعليم والصحة والإسكان وغيرها، بل وأصبحت أول امرأة عربية تترأس المجلس الوطني (البرلمان أو مجلس الشعب أو مجلس الأمة كما يطلق عليه في دول أخرى). والمرأة الإماراتية تتبوأ أعلى المناصب فهي وزيرة وسفيرة وتتقلد أعلى الرتب العسكرية، بل تعتبر العمود الفقري في مجالات التعليم والصحة والعسكرية وغيرها. المرأة الإماراتية تعمل جنباً إلى جنب مع أخيها المواطن في مناحي الحياة كافة داخل الدولة وخارجها من أجل هدف سامٍ ألا وهو رفع اسم الإمارات عالياً، وهي بذلك تبذل حياتها بلا تذمر أو شكوى. والمرأة الإماراتية لم تبخل بأبنائها الذين يدافعون عن تراب الوطن داخل حدوده، وفي الخارج فمنهم الشهداء ومنهم من يزال يمسك عَلم الإمارات بيد والسلاح باليد الأخرى مدافعاً عن أرواحنا ومستقبلنا في وجه عدو لم يصن حق الجوار. المرأة الإماراتية تقود مؤسسات التعليم العالي والعام، والتي تضم أعدادا قد تصل إلى أضعاف عدد المواطنين الذكور كدليل على مدى نجاح سياسة الدولة في جذب المواطنات للتعليم والحصول على أعلى الدرجات العلمية.

المرأة الإماراتية تقف جنباً إلى جنب مع أخيها المواطن لتنفيذ استراتيجية الدولة للوصول إلى كوكب المريخ عام 2021، بل كانت المرأة الإماراتية عاملاً مؤثراً في فوز مدينة دبي بحقوق تنظيم إكسبو 2020. أضف إلى ذلك تأسيس الدولة ل«مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين»، والذي يهدف إلى تعزيز حضور المرأة في مؤسسات الدولة، بما يحقق التوازن بين الجنسين في العمل، ويدعم مكانة الدولة الخليجية عالمياً. كما يركز المجلس على تقليص الفجوة بين الذكور والإناث في العمل في قطاعات الدولة والعمل على تحقيق التوازن بينهم في مراكز صنع القرار، وتعزيز دور المرأة في مجالات الحياة كافة كشريك أساسي في صناعة المستقبل.

ذلك غيض من فيض، وما تزخر به دولة الإمارات منذ إنشائها لتمكين المرأة الإماراتية في المجالات كافة أكثر بكثير، والمحصلة أن غدت المرأة الإماراتية محلية في موقعها الجغرافي عالمية بدورها وإنجازاتها فهنيئا لها.