سعود الشهري

هدم الدواعش مسجدا في الموصل يعانق مئات السنين «النوري». هم مسلمون كما يدّعون والمسجد شعار المسلمين الأول، ألا أيها الدواعش ما لكم كيف تحكمون؟!
ما أراه جليا أن «داعش» صناعة موساد لا أقل ولا أكثر!
وسأستعرض لكم ما بنيت عليه هذا الحكم:
أولا: يقول إميل هوكايم في واشنطن بوست: «إن زوال «داعش» يعد وبالا على الشرق الأوسط» موهما المجتمع العالمي بأكمله بأن «داعش» مقوم سياسي ضروري، مميّعا خطره المتعدد الوجهات.
ومما ذكر عن أوباما قوله قبل رحيله في يناير «أعترف أن أميركا أنشأت «داعش» وفشلت في أفغانستان»، وكلنا يعلم أن اليهود يشكلون 12% من مجلس الشيوخ الأميركي.
كما يجدر بنا ذكر ما صرح به وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، «داعش أطلق النار باتجاه الجولان مرة واحدة واعتذر» وهذا العذر هو عذر الطفل لأبيه!
كما أن إتان بن دافيد، مدير مكتب مكافحة الإرهاب التايع لنتانياهو قال أيضا: «نشعر بالقلق من هجمات إرهابية على أهداف إسرائيلية؛ لكننا لسنا هدفا رئيسيا لـ»داعش» في الوقت الحالي».
ولمتفحص الوضع أن يرى ما حصل في عين العرب، والذي يحتل المسلمون من تركيبها السكاني 76% وهم من الأكراد، وغالبيتهم مسلمون سُنّة.
ولا بد أن نذكر لكم أن «داعش» في تصريحه رفض قتال إسرائيل بحجة أن تحرير الشام أولى من الأراضي المحتلة!.
فهنا، نجد قواسم مشتركة بين الموساد أو قل إسرائيل -إن شئت- وبين «داعش»، فكلاهما يعملان على تجنيذ المرتزقة، وكلاهما ذوا تطرف ديني، وكلاهما أيضا سرقا الأراضي، بل وكلاهما يسعيان إلى تغييرات جيوسياسية، كما لا يفوتنا ذكر عاملين مشتركين بينهما، وهما قتال محاور المقاومة، وتبنّي الطائفية واستهداف الأقليات.
من هذا كله عزيزي القارئ، ندرك أن «داعش» وليد الموساد، وأن من أهم أهدافه، حلحلة الأواصر التي تربط المجتمع بحضارته وتاريخه، فهدموا «النوري» في الموصل الذي يمتد 800 عام من القدم، ليبقى الفرد الشرق أوسطي عائما، يشكلونه فيما بعد كيفما شاؤوا، لا تحكمه هوية، ولا يسترجع إرثا يرشده فيعكر صفوهم، بل ها هم حاولوا التفجير في أول بيت وُضِع للناس في أجلّ زمان وأطهر مكان. هم يشاؤون، ونحن -بإذن الله- غالبون.