كشف مؤسس ورئيس جمهورية ليبرلاند الحرة فيت جيد ليكا في حوار خاص لـ«عكاظ»: أن ليبرلاند هي أحدث دولة أعلن عن قيامها في قلب أوروبا، وأن مساحتها تبلغ 7 كيلو و200 متر مربع، إذ تعتبر ثالث أصغر دولة في العالم، مؤكداً سعيها للحصول على الاعتراف الدولي، إذ يوجد لديها أكثر من 100 قنصلية حول العالم، وأشار رئيس ليبرلاند إلى استعداد دولته لقبول المهاجرين، وأن عدد طلبات الهجرة لبلاده وصل في الفترة الماضية إلى نصف مليون طلب، وأكد لـ «عكاظ» أن فكرة تأسيس دولته نبعت لديه منذ أن كان صغيرا بعدما قرأ عن توماس جيفرسون وفكرته في تأسيس دولة حريات اقتصادية طرحها في العام ١٧٨٧م ثم نضجت الفكرة منذ نحو ٤ سنوات وأشهر ما قاله «إن الاشتراكية هي الاعتقاد الخاطئ أن الدولة ستنفق أموالك بشكل أفضل مما تفعل».

• كيف تبلورت عندك فكرة تأسيس جمهورية «ليبرلاند»؟

•• الفكرة خطرت لي منذ أن كنت في سن صغيرة، قرأت عن «توماس جيفرسون» وفكرته في تأسيس «دولة الحريات الاقتصادية» التي طرحها تقريباً عام ١٧٨٧م، من ثم نضجت الفكرة لدي منذ حوالى ٤ سنوات، كنت بصحبة أحد أصدقائي الصحفيين من صحيفة «بارلامنتي» التشيكية أثناء زيارته لتلك الأرض، فإذا بنا نجدها أرضا مليئة بالغابات خالية من الناس بها منزل واحد مهجور. وتقع هذه الأرض في جنوب شرقي أوروبا بين كرواتيا وصربيا، على الضفة الغربية لنهر الدانوب، وتبلغ مساحتها ٧ كيلومترات مربعة، وكانت أرضاً خالية بلا مالك ولا تنتمي لأي من الدولتين بل كانت موضع نزاع قديم على حدود الدولتين منذ نهاية الحروب اليوغسلافية في التسعينات ولم تسع أي من صربيا أو كرواتيا لضم الأرض إليهما ما جعلهما تطلقان عليها لقب «تيرا نوليوس» أي أرض غير مملوكة لأحد، مما يؤكد شرعية إقامة الدولة على هذه الأرض حال توافر الضوابط والشروط طبقاً للقانون الدولي.

عش ودع غيرك يعيش

• ألم تتخوف من المسؤولية واحتمالية الفشل؟

•• أتذكر جيداً جملة شهيرة جاءت على لسان الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي في خطاب ألقاه في سبتمبر ١٩٦٢م حينما قال «اخترنا الذهاب إلى القمر.. ليس لأن الأمر سهل بل لأنه صعب.. ولأن تحقيق الهدف هو اختبار لنجاحنا في تنظيم طاقتنا ومهاراتنا»، وبالفعل نجح كيندي في تحقيق هدفه بهبوط رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج على سطح القمر عام ١٩٦٩م.

لذا فأنا أعلم جيدا مدى صعوبة تحقيق هدفي، ولكنني أسعى وراء حلمي، وأعلم أنني سأصل له يوما ما، إذ إن هدفي هو بناء دولة يكون شعارها الأول «الحرية» وهذا ما جعلني أطلق عليها اسم «liberland» وهي مزيج بين «liberty» أي الحرية وبين «land» أي الأرض وجعل شعارنا «عش ودع غيرك يعيش».

أحلم بدعم الجماهير

• ما الخطوات والإجراءات المطلوبة للحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الجديدة «ليبرلاند»؟ وما أصعب العقبات التي تواجهك؟

•• الأمر ليس باليسير، بل إنه متعب وشاق وطبقا لاتفاقية «مونتديفيدو» لحقوق وواجبات الدول التي تم طرحها في ١٩٣٣م، وتفعيلها في عام ١٩٣٤، إذ تؤكد أن الدولة عليها ٤ شروط لتكون دولة، وجميعها متوافقة مع «ليبرلاند» هذا أولاً. ثانياً نحن بمثابة «قوة دبلوماسية صغيرة» ودولة ناشئة لذا فالأمر يتطلب الكثير من الإجراءات والموافقات الدولية وعقد الكثير من الجلسات، لذا فمنذ إعلان الدولة الجديدة قمت بمرافقة الفريق الدبلوماسي الخاص بالدولة بزيارة العديد من الدول. ويمكنني القول إن دعم الجماهير أهم من دعم الطبقة السياسية، إذ إن العديد من سكان بلدان القارة الأفريقية، وأمريكا الوسطى ساعدونا ودعمونا، وأيضاً توجد بعض الدول لنا تواصل دبلوماسي معها، والبعض الآخر يرغب في فتح علاقات مع «ليبرلاند».

لا للشيوعية والنازية والتطرف

• حدثنا عن الشروط التي يجب توافرها في المتقدمين بطلب الإقامة بدولتكم؟

•• هي أسهل شروط يمكن أن تفرضها أي دولة، وهي أن يتمتع المتقدمون بالتسامح الديني، واحترام تنوع الثقافات، وقبول التعايش مع مختلف الأعراق، كما يجب ألا يكون لديهم أي صحف جنائية، ولم يصدر بحقهم أي أحكام خاصة بجرائم ارتكبوها في الماضي. بالإضافة إلى أنه يجب على المتقدم ألا يكون لديه أي توجه شيوعي، أو نازي، أو متطرف، كما يجب عليه احترام كيان الدولة؛ بمعنى أن يشعر بالمسؤولية تجاه ممتلكات الدولة، وعليه احترامها، والحفاظ عليها، وأن تكون لديه نية ورغبة حقيقية في الإسهام في بناء الدولة والارتقاء بها.

نصف مليون طلب هجرة

• كم عدد سكان ليبرلاند الحاليين؟

•• وصل إلينا حتى الآن أكثر من نصف مليون طلب للهجرة جميعها متوافقة مع الشروط، من بين هذه الطلبات ١٦٠ ألف طلب تمت الموافقة عليها، وأصبحوا مواطنين بالفعل حسب آخر إحصائية للتعداد السكاني للدولة.

• هل تم وضع دستور أو قوانين محددة خاصة بالدولة أم لا؟

•• نعم لدى «ليبرلاند» مسودة دستور ومجموعة من القوانين الأساسية والقانون الجنائي، بما في ذلك اللائحة المتعلقة بتأسيس الشركات واللائحة التنفيذية للترشح بالوظائف الحكومية وغيرها.

لا جيش ولا مخابرات

• تحدثت في تصريح سابق أنه لن يكون لدى «جمهورية ليبرلاند» جيش أو مخابرات، فهل هذا صحيح؟ وكيف ستتم معاقبة الخارجين عن القانون؟

• قلت: نحن لا نخطط لإقامة جيش للدولة، فنحن دولة «سلام»، والأمر ليس بغريب فهناك العديد من الدول مثل «كوستاريكا، وليختنشتاين» لا تمتلكان جيشاً، ستكون هناك مكاتب أمنية، وشرطة، وحرس للحدود مهمتها متابعة المواطنين وتوفير الأمن لهم، ومعاقبة المخطئين.

• هل تم إصدار جواز سفر خاص بالدولة؟ وهل لديكم قنصليات في بلدان أخرى؟ وعلام يدل علم «ليبرلاند»؟

•• أصدرنا بالفعل جوازات سفر ولكن حتى الآن فقط للعاملين في السلك الدبلوماسي، وهناك خطة لإصدار جوازات سفر للجميع في غضون شهرين.

أما القنصليات فلدينا أكثر من ١٠٠ قنصلية في العديد من دول العالم، منها أوكرانيا، والسويد، ونيجيريا، والفلبين، وباكستان، والهند وغيرها، وكان في صربيا. أما العلم فيرمز اللون الأصفر إلى السوق الحرة، والطائر يرمز إلى الحرية، أما الشجرة فتشير إلى الوفرة في الإنتاج، والشمس للطاقة، والنهر يشير إلى نهر الدانوب الذي يقع في دولتنا.

نقبل بازدواج الجنسية

• هل تعد «ليبرلاند» أصغر دولة في العالم؟

•• هي ثالث أصغر دولة بعد دولتي «الفاتيكان» و«موناكو».

• هل يشترط في من يحصل على الجنسية «الليبرلاندية» التنازل عن جنسيته الأصلية؟

•• في وقتنا الحالي لا، لكن قد تقوم بعض الدول بإسقاط الجنسية عن رعاياها حسب أنظمتها الدستورية.

الدمج والتسامح الديني

• ما هي جنسيات سكان ليبرلاند الحاليين؟

•• غالبية سكان ليبرلاند الحاليين من التشيك، وهولندا، وصربيا، والبوسنة، إلى جانب أن أصحاب ٢٠ جنسية أخرى يأتون في ذكرى مولد الدولة للاحتفال معنا. ولا نسعى لجذب جنسيات محددة، بل إننا نسعى لجذب أناس من جميع أنحاء العالم حيث نرغب في أن نكون نموذجا يحتذى به في التنوع الثقافي، والدمج المجتمعي والتسامح الديني.

4 وزراء فقط

• حدثنا عن النظام الاقتصادي المتبع في «ليبرلاند»؟ وكم عدد وزراء حكومتك؟

•• يعتمد اقتصاد جمهورية ليبرلاند الحرة على نظام آليات السوق الذي يقوم على العرض والطلب، وعلى المنافسة، ولا توجد قيود على عمليات الصرف الأجنبي، أو ضرائب. كما لا يوجد حظر أو قيود كمية على الواردات من السلع، باستثناء عدد قليل من السلع الممنوع استيرادها لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وحماية الصحة العامة للمواطنين ويتكون النظام المالي في الجمهورية من البنك المركزي، والبنك المركزي الليبرلاندي، والمصارف التجارية، وسوق الأوراق المالية البورصة. وفي الواقع نرغب في تحقيق أكبر قدر من الحرية الاقتصادية لـ «ليبرلاند» ولمواطنيها ومن أجل تحقيق ذلك فإننا نحد من نفوذ الحكومة ككل، فحكومتنا مهمتها تحقيق العدالة، والأمن، والتمثيل الدبلوماسي لذا فإن عدد الوزراء في حكومتنا ٤ وزراء فقط في الوقت الحالي، وهم وزير المالية، والخارجية، والداخلية، والعدل.

لوثر كنج على العملة

• ماذا عن عناصر الدولة الأساسية اللغة والعملة والديانة؟

•• الإنجليزية هي اللغة الرسمية، أما العملة فيمكن لمواطنينا التعامل بأي عملة في الوقت الحالي في حين أن العملة الأكثر شعبية هي «البتكوين».

ونحن بصدد إصدار عملة خاصة بنا تحت اسم «ميريت»، وستقوم ليبرلاند بإضافة بعض أشهر شخصيات السلام العالمية مثل «نيلسون مانديلا ولوثر كنج» على عملاتها كدليل على اهتمامها بالسلام، وأنه شعارها الأول، أما الديانة فلكل شخص حريته الدينية، في إقامة شعائره حسب رغبته مع كامل الاحترام له.

• هل تستقبل «ليبرلاند» لاجئين أم لا؟

•• نتعامل مع كل القادمين إلى ليبرلاند كـ«لاجئين»، ولكن في الواقع بعد اختبارات المواطنة التي طبقت على الراغبين في المجيء من دول الشرق الأوسط لم يبد أي منهم الرغبة في بناء الدولة، حيث ينصب اهتمامهم على ماذا سيحصلون، وليس على ما سيقدمون، سوى عدد قليل منهم أبدوا رغبتهم الحقيقية في المساعدة، لذا فنحن نستقبل أصحاب الرغبات في بناء وتنمية وتطوير الدولة لجعلها دولة قوية الأمر الذي سيصب في مصلحتهم وسيجنون ثماره لاحقا، ولكن نحن الآن مازلنا في مرحلة البناء.

زرت السعودية والإمارات ومصر

• حسناً هل قمت بزيارة الشرق الأوسط من قبل؟

•• زرت المملكة العربية السعودية، والإمارات، ومصر، وعددا من الدول، إنها دول رائعة، أمضيت أياما في دبي، ورأس الخيمة، والرياض، والقاهرة، والجونة، وقد كان الترحيب بي مثار إعجاب، لذلك أشكر حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي على ما قام به من توجيه لاستضافتي.



رئيس دولة الـ 7 كيلومترات.. بكالوريوس في العلاقات الدولية

فيت جيد ليكا، يبلغ من العمر ٣٤ عاما، مؤسس ورئيس دولة «ليبرلاند»، تشيكي الأصل، حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية والسياسات الاقتصادية من جامعة «براغ» في عام ٢٠٠٨م، ثم حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من معهد «كيفيرو» في عام ٢٠١٤م. وتمتع بعضوية الحزب الديمقراطي المدني، منذ عام ٢٠٠١ وفي عام ٢٠٠٩م حتى ٢٠١٤ أصبح عضواً في حزب المواطنين الأحرار.

وفى ٢٠٠٩ انتخب كأول رئيس إقليمي ممثل عن حزب المواطنين الأحرار في منطقة هراديك كرالوف التي يقوم اقتصادها على الصناعة الإلكترونية والتصنيع الغذائي، كما عمل كمحلل للأسواق المالية منذ عام ٢٠٠١م. فضلا عن تأسيسه ورئاسته لجمعية «ريفورمي» التطوعية وعرف بأفكاره عن الحريات، التي ورثها عن والده كما يقول إذ تعرض لعقوبة قاسية حينما كان يعمل مديرا لقسم بمعهد الأوزان والقياسات في «براغ» ولكنه خسر وظيفته لرفضة الانصياع للحكومة، والانضمام للحزب الشيوعي ما جعله يعمل كميكانيكي. وفي عام ١٩٩٧م كانت أسرته على حافة الإفلاس خلال الأزمة المالية التشيكية مما اضطره للعمل في سن صغيرة، حيث عمل في المبيعات، والتحليل المالي، وفي مجال تكنولوجيا المعلومات.