يوسف المحيميد
قد يكون من بيننا - وهو على خطأ- من لا يتمنى طرح أرامكو كشركة مساهمة، وقد يشعر بعضنا (نحن السعوديين) بالقلق تجاه هذا الأمر، لما تمثله هذه الشركة العريقة والعملاقة من قيمة معنوية وثروة اقتصادية وتاريخ وانتماء و...و... إلخ، لكن أن يعترض لبناني بقوله: «أنا ضد تخصيص أرامكو»، خير؟ سلامات حبيبنا، والأدهى والأمرّ أن يضيف بقوله: «أرامكو ملك للشعب السعودي، وملك للعرب»، هنا على أبي حنيفة ألا يمد رجليه فحسب، وإنما يركل بهما من يجلس أمامه، إن لم يقع على قفاه ضحكًا وسخطًا، فيا أمة لم تضحك على جهلها الأمم فحسب، وإنما الكائنات أيضًا!.
أنا لا أعرف لماذا منذ الخمسينات وبعض فلول الاشتراكيين العرب يصيحون كل فينة: بترول العرب للعرب، دون أن يقولوا غاز العرب للعرب، أو معادن العرب للعرب؟ ولماذا لا يُذكر من الثروات الطبيعية سوى البترول وحده؟ وحين يُذكر البترول (الذي سيشاركنا به العرب)، لماذا لا يُذكر سوى البترول السعودي، ولا يُذكر بترول الدول الأخرى، كالجزائر وليبيا والعراق وغيرها من الدول المنتجة؟ لماذا يتكالب هؤلاء، من فئة السياسيين المنتهية صلاحيتهم، على بلادنا كما لو كانوا، هم وأجدادهم، شركاء لنا وأجدادنا، أيام الفقر والعوز والمرض والموت في صحارى نجد وسمومها وعطشها وجوعها؟.
صحيح أننا لم نعد نكترث لهؤلاء، ولا لأقاويلهم وخزعبلاتهم المضحكة، لكن الدهشة تتملكنا أحيانًا حين نقرأ هنا، ونسمع هناك، ونشاهد على الفضائيات من يكرر مثل هذه التخبطات العتيقة، خاصة من السياسيين، ممن تعيش بلدانهم ضياعًا وشتاتًا، أليس الأجدر بأن يعمل هؤلاء على تنظيف بلدانهم أولاً من الدخلاء والنفايات، فهي أحق باهتمامهم، بدلا من النظر في حدائق الآخرين.
التعليقات