سامر إلياس
كشف الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع مرسوماً لبرنامج تسليح للقوات المسلحة، فيما أوضح مسؤول حكومي بارز أن البرنامج خضع لتعديلات بالاستفادة من اختبار الأسلحة في سورية.
وقال بيسكوف إن بوتين وقّع البرنامج قبل نهاية العام الماضي، لكنه رفض كشف تفاصيله ومدته.
وكان ديميتري روغوزين نائب رئيس الحكومة، قال في حوار نشرته صحيفة «كوميرسانت» أمس، إن بوتين وقع برنامج التسليح، وزاد: «كان مقرراً أن يوقع البرنامج عام 2016، لكن فريق الحكومة المالي والاقتصادي لم يستطع الخروج بتوقعات اقتصادية دقيقة بسبب الأحداث في 2014 المرتبطة بتراجع أسعار النفط، وارتفاع سعر العملات الأجنبية».
وأشار روغوزين إلى أن مشروع البرنامج خضع لتعديلات اعتماداً على الاستنتاجات الواردة من سورية، على خلفية العمليات العسكرية هناك. وأضاف: «أجرينا تقويماً شاملاً للأسلحة والتقنيات في ظروف القتال الواقعية، وجربنا فاعلية منظومات عسكرية جديدة في ظروف صعبة، في مقدمها درجات الحرارة، وتحمل الغبار والأتربة». وأكد «اختبار أكثر من مئتي صنف من الأسلحة والتقنيات، بمشاركة ممثلي أكثر من خمسين شركة منتجة للأسلحة كانوا موجودين في قاعدتي حميميم وطرطوس».
وفي نهاية العام الماضي تناقلت وسائل الإعلام الروسية أنباءً عن أن برنامج التسليح الجديد سيغطي عشر سنين حتى نهاية 2027، ويركز على أولوية تطوير أنظمة الردع النووي، والأسلحة الموجهة بدقة، وخصوصاً في مجال استخدام الأسلحة الذكية في صواريخ أرض- أرض، وتلك المحمولة على المنصات، وكذلك العمل على صنع طائرات حربية تحلق عمودياً (على غرار المروحيات). وكشفت وسائل الإعلام أن كلفة البرنامج تصل إلى 20 تريليون روبل، منها 19 تريليوناً لتوريد أنواع جديدة من الأسلحة، وتريليون لتنسيق عمل الأسلحة القديمة مع النظم الجديدة.
وأوضح خبراء لـ «الحياة» أن «القوات المسلحة بدأت عملياً تنفيذ البرنامج منذ بداية 2018، ويُتوقع أن تستلم القوات الجوية الروسية أكثر من 200 طائرة ومروحية».
وبموجب الموازنة الروسية المقرة لعام 2018، تبلغ نفقات الدفاع نحو 2.8 من الناتج المحلي ألإجمالي بواقع 46 بليون دولار.
وأشار الخبراء إلى أن البرنامج الجديد يراعي «شراء الأنظمة الذكية للأسلحة من مؤسسات وشركات قطاع الصناعات العسكرية الروسية، لدعم قوات الصواريخ النووية الاستراتيجية، وأنظمة الاتصال والاستطلاع والقيادة، ووسائل الحرب الإلكترونية».
وكان بوتين أوعز العام الماضي بأن تتجاوز نسبة تجهيز الأسلحة الحديثة في القوات المسلحة 60 في المئة قبل العام 2020، وشدد على ضرورة زيادة القدرات الهجومية للأسلحة البالغة الدقة لدى الجيش بأربعة أضعاف حتى العام ذاته. ويُنتظر أن تتسلم قوات الصواريخ الاستراتيجية هذه السنة 11 منصة ثابتة وذاتية الحركة لصواريخ «يارس» الحديثة، تطلق صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصلب، وسيدخل أكثر من 35 سفينة وبارجة الخدمة في الأساطيل الروسية.
التعليقات