افتتحت مهرجانات بعلبك الدولية دورتها لعام 2018 بأمسية غنائية «كلثومية»، أحيتها المطربتان المصريتان مي فاروق ومروة ناجي. وعلى مدار ساعة ونصف الساعة، غنّت فاروق وناجي مقاطع من أشهر أغاني أم كلثوم، والتي اقتصرت بمعظمها على ألحان محمّد عبد الوهاب وبليغ حمدي اللذين تعاونا معها في وقت متأخر من حياتها الفنيّة، بينما غاب عن الحفلة «ثلاثيّ الملحّنين» الأكثر ارتباطاً باسمها: زكريا أحمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي الذي اقتصرت حصّته على مقطع من أغنية «حيّرت قلبي معاك».
ورافق المغنّيتين الشابّتين 54 عازفا من الأوركسترا الوطنية اللبنانية، توزّعوا على الآلات الوتريّة، الكمان والتشيلو والكونترباص والإيقاع، إضافة إلى آلات النفخ الغربية والأكورديون، بقيادة المايسترو المصري هشام جبر.
وافتتحت عرض «بعلبك تتذكّر أم كلثوم»، مروة ناجي مقدّمة أجزاء من أغاني «سيرة الحبّ» و «فكروني» و «ألف ليلة وليلة» و «حيّرت قلبي معاك»، على أنغام الموسيقى التي اختلط فيها اللحن الشرقي بتقنيات التآلفات الصوتية الغربية.
وكانت الوصلة الثانية مع مي فاروق بحضورها الرصين وأدائها المتقن في مقاطع من أغاني «أغداً ألقاك» و «أمل حياتي» و «إنت عمري». وقد عُرفت مي فاروق للجمهور العربي بأدائها أغنيات «كوكب الشرق» مع فرقة دار الأوبرا المصرية حيث كانت بداياتها مع المايسترو اللبناني سليم سحّاب.
واكتظّت مقاعد مسرح معبد «باخوس» المهيب بحضور حماسي رافق المغنّيتين والفرقة الموسيقية غناءً وتصفيقاً، إضافة إلى حضور رسميّ رفيع المستوى، من الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان وعدد من الوزراء والنوّاب والمسؤولين، إلى وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم.
وحضرت أم كلثوم في الأمسية بأغانيها المحبّبة وأيضاً بصورها الضوئية التي كانت تُبثّ على جدران القلعة، في استعراض موسيقي بصري أشعر الجمهور بأنها عادت إلى أرجاء هذا المسرح الذي اعتلته ثلاث مرات، في الأعوام 1966 و1968 و1970.
لكن غياب «ثلاثيّ الملحّنين» الذين طبعوا الجزء الأكبر من مسيرة أم كلثوم أثار بعض الخيبة لدى جزء من الحاضرين.
وقالت نادين، وهي باحثة موسيقية في السادسة والثلاثين من العمر «كنت أتوقّع أن نسمع في الجزء الثاني بعض الأغاني الصعبة والكلاسيكية لأم كلثوم التي قدّمتها في الثلاثينات والأربعيات والخمسينات، لا أن نكتفي بسماع الأغاني الأسهل التي يغنيّها الجميع لأم كلثوم».
لكن أكرم وهو مهندس في الثانية والستين من العمر أكد «أعادنا حفل اليوم ليس إلى حضور أم كلثوم فقط، بل إلى العهد الذهبي للمهرجانات اللبنانية، بعد موجة التراجع التي شهدناها في السنوات الماضية».
التعليقات