ـ “بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: “حول الموت والحياة”. لفرانسوا شنغ. ترجمة: فاروق الحميد. دار الفرقد “دمشق”:
ـ غرابة الجمال:
تأتي غرابة الجمال من أنّ الكون نفسه لم يكن مُضطّرًّا أنْ يكون جميلًا بهذا الشكل، والرّوعة!، ما يستدعي منّا أن نتأمّل جماله عبر رغبة ونداء في أعماقنا البعيدة!.
ـ نشاز:
لسوء الحظ، هناك شيء ما في الكائن البشريّ، يُعرقِل الموسيقى، وهو ما نسمّيه “الشّرّ”!.
ـ تماهٍ:
..، كنت قد تلفّظتُ للتّوّ بكلمتي “مُعجزة” و”سعادة”، وهما مفردتان قد يتداخلان مع بعضهما في لحظة ما: إنّ السعادة تبدو لنا كمُعجزة لأنها عابرة لا تدوم!، ولأن وعينا للموت، لموت كل شيء، يجعل السعادة أكثر بريقًا، حين نتذوّق طعمها وقد تلفّعَتْ بسحابة من نَدَم!.
ـ أحبّوا:
دون حُبّ، لا يُمكن لفَرَح أن يستكمل مداه!.
ـ تشويه:
..، الحقيقة المحزنة: وهي أن القسم الأعظم من البشريّة لا يملك إمكانيّة اختيار نشاطه، بل يقبل أي عمل يُلبّي حاجته في “كسب العيش”، وهو الوضع الذي يؤدّي إلى جميع أشكال الألم والظُّلم، لأنّ الإنسان يقصر نفسه إلى مجرّد فائدة تقنيّة، ما يعني تشويهه ومسخه!.
ـ الكلمة المُثلّثة:
علينا أن نفهم من كلمة “معنى” المفاهيم الثلاثة: “إحساس، اتّجاه، معنى”!.
ـ الذهن والحدس:
الفكر وحده لا يكفي للإحاطة بكل ما في أعماق الكائن من خصوصيّة وأسرار!،...، يُدرِك الفكر ما يُدركه عن طريق مَلَكَة الذِّهْن، بينما تلتقط الروح إدراكاتها من خلال الحدس!.
ـ عظمة العقل:
لنستمع إلى “باسكال” حين يقول: إنّ كلّ الأجسام، وقبَّة السّماء، والنجوم، والأرض، بكل ممالكها، لا تُساوي أقلّ العقول تفكيرًا!، لأنه وحده الذي يُدرك كل هذه الأشياء، كما يُدرك ذاته، بينما الأشياء بعيدة تمامًا عن الإدراك!.
ـ رعشة إحسان:
..، وكلّ الأجسام مجتمعة، والعقول مجتمعة مع منتوجاتها، لا تُساوي أقلّ رعشة إحسان أو رحمة في قلب الإنسان!، ذلك لأنّ هذه الرّعشة ذات نظام آخر أكثر عُلُوًّا ورِفْعةً!.
ـ في جميع الدّيانات:
“لا تقتل”!. هو أمر ضمْني لكلّ الثقافات، وقد صيغ بصوتٍ عالٍ في جميع الدِّيانات!.
ـ الجمال خَلْق وخُلُق:
لا وجود لحالة جماليّة دون أخلاق!،...، لنتذكّر ما قاله “برغسون”: إنّ العطف هو الدّرجة العليا للجمال، ولكننا نعني بالعطف الطّيبة أيضًا!.
ـ الفنّ:
إنّ كلّ عمل جدير بهذا الاسم “الفنّ”، سواء أكانت قصيدة أو لوحة أم قطعة موسيقية، يحاول جَهْدَهُ أنْ يُحَوِّل الوِحْدَة إلى انفتاح كبير على العالم والحياة، والألم إلى اتّحاد مُشتَرَك مع الآخرين، والصّراخ إلى غناء يتردّد صداه!.
ـ دلائل وشروط:
لا يُمكن للجَمَال أنْ يدوم!، فهو يتَمَلّص منّا، ويتفلّت، دون أن نراه!،...، التّعلّق والفقدان هُما شرْطا الجمال الجوهريّان!،...، إنّ الجَمَال كالشّمس التي لا نستطيع أنْ ننظر إليها مباشرة دون أنْ نُخاطر بفقدان البصر أو الحياة!.
ـ قفلة:
لنتذكّر جملة “جانكيليفتش”: إذا كانت الحياة عابِرَة ومؤقّتَة، فإنّ عَيْشها حَدَث خالِد!.