لماذا الرجل يحب أن يحدق ويطيل النظر في المرأة؟ ولماذا الرجل يتبع المرأة بنظراته؟ وهل عندما ينظر الرجل للمرأة يعنى ذلك أن زوجته مقصرة معه أو أن فيها عيبا جماليا؟ هذه أسئلة مهمة تطرح دائما لفهم نظرات الرجال نحو النساء، وكما قيل إذا عرف السبب بطل العجب، فالتفسير العلمي لهذه الظاهرة أن (هرمون التستوستيرون) عند الرجل قد يكون هو السبب وراء تلهفه للنظر للمرأة، فهرمون الذكورة هذا موجود بالرجل والمرأة، ولكن تزيد نسبته عند الرجل ست مرات عن المرأة، وهذا الهرمون هو المسؤول عن الرغبة الجنسية وتحريك الشهوة الداخلية، والسبب الثاني هو حب الرجل للتجديد، فيبحث عن الجديد دائما في عالم المرأة فلهذا هو يكثر النظر إليها، كما أن دماغ الرجل يتعامل مع المرأة بطريقة مختلفة عن تعامل دماغ المرأة للرجل، فهو يراها أجزاء بينما هي تراه صورة كاملة، ولهذا الرجل عندما يرى المرأة يركز على الجزء الذي يلفت نظره، وكل رجل له نقطة ضعف يحبها ويحب أن يشاهدها ليشبع حاجته البصرية، ويختلف الجزء الذي يلفت نظره حسب تقدم عمره وخبرته ورغبته، كما أن نظرة الرجل المتزوج للمرأة لا يعني أنه يريد التواصل معها ولكن في الغالب لإشباع حاجته البصرية، وأن نظرته للمرأة لا يعنى تقصير زوجته أو وجود عيب جمالي فيها، وإنما يكون بدافع حبه للتجديد أو من أثر (هرمون التستوستيرون) عليه في الرغبة.

ولعل السؤال المهم هو ما الذي يجعل الرجل يقع في حب المرأة هل شخصيتها أم مظهرها؟ فالجاذبية شيء والحب شيء آخر، ولهذا الرجل لو لفتت نظره امرأة بمظهرها فإن دماغه يمكن أن يقرر في أقل من 3 ثوان إذا كان يريد أن يتعرف عليها أم لا، أما لو أراد الإعجاب بشخصيتها فإنه يحتاج لوقت طويل للتعرف عليها، فالجاذبية الجسدية ليست خيارا عند الرجل لأنها تحدث بسرعة وفجأة.

ولهذا ينقسم الرجال إلى قسمين: الأول من يقاوم هذه الجاذبية والثاني من يستجيب لها، حسب خلفية كل رجل وثقافته وتربيته، فبعض الرجال يقاوم رغبته بالنظر للمرأة بدافع ديني استجابة لأمر الله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، وبعض الرجال يقاوم بدافع أخلاقي وتربوي، فهو تربى على عدم النظر للمرأة من غير حاجة، وبعض الرجال وهم قلة لا تثير المرأة اهتمامهم، ولهذا نلاحظ بأن الله وعد الرجال بالحور العين بالجنة ولم يذكر ذلك للنساء، علما بأن المرأة لها بالجنة كل ما تتمناه، ولكن لأن الرجل لديه رغبة قوية تجاه المرأة فالله خاطب الرجال بما يؤثر فيهم.

وليس كل الرجال نظرتهم واحدة، فكل رجل يلفت نظره بالمرأة شيء يختلف عن الآخر، فرجل يحب المرأة الضعيفة فيجد ذاته عندما يتحكم بها، وآخر يحب المرأة القوية المعتمدة على نفسها لأنه مشغول وليس لديه وقت لإنجاز مهامها فهي تناسبه، وثالث عاطفي وشاعري فتغريه المرأة التي تمدحه كثيرا وتشعره بحاجته لها، ورجل يحب الحديث والضحك فتلفت نظره المرأة المرحة، ورجل يهمه الجسد لأنه يجد متعته في العلاقة الجسدية، وهكذا التنوع فيما يحبه الرجال في المرأة.

فجسد المرأة مثار إعجاب للرجل ولكن الرجل قد يضحي بالمرأة الجميلة ولو كانت زوجته إذا كانت مغرورة بجمالها أو نكدية أو لسانها جارح أو كثيرة الاتهام والشك أو أنانية، وأكثر الصفات النفسية والأخلاقية التي تجذب الرجل الاحترام والحنان وأنها تدلعه وتمدحه.