ارتفع متوسط عمر الإنسان مع التقدم الطبي والتطور العلاجي والحياة الصحية، وهذا الارتفاع يواكبه طلب واحتياج للاهتمام بكبار السن، خصوصا مع الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى متابعة واهتمام.

سبقتنا الدول المتقدمة في الاهتمام بفئة كبار السن عبر توفير كثير من الخدمات في الحياة العامة، فتجد أنه تم تخصيص مبان لهم فيها جميع الخدمات التي تسمى Senior Apartment أو Aged Village، ومن الاهتمام أيضا هو فتح تخصصات طبية دقيقة مهمتها مساعدة هذه الفئة. أحد الأصدقاء من الأطباء المختصين في طب الشيخوخة يقول، إن عدد الاستشاريين السعوديين الذين حصلوا على الزمالة في طب الشيخوخة أو التلطيفي لا يتجاوزون 50 طبيبا وطبيبة وهو عدد قليل جدا، خصوصا أن عمر الإنسان السعودي وصل إلى مراحل متقدمة. فقد رصدت الهيئة العامة للإحصاء أن معدل أعمار السعوديين زاد من عام 2016 من 74 إلى 77 عاما لعام 2020، والمستهدف هو سن 80 مع حلول عام 2030، وهذا يعطي أهمية في الاحتياج للتخصص الدقيق.

إن فئة كبار السن فئة غالية وتحتاج إلى أن تبقى في قائمة أولويات الخدمات الطبية، فالمتخصصون في طب الشيخوخة هم أفضل من يتعامل مع هذه الفئة بحرص أكثر عن غيرهم، وكما أن التشخيص السليم ومتابعة الأمراض المزمنة سيكون لها الأثر الكبير في الاهتمام بصحتهم.

أتمنى لو تبادر وزارة الصحة ومقدمو الخدمات الصحية في القطاعات الأخرى بفتح المجال للمتخصصين بطب الشيخوخة عبر رفع الطاقة الاستيعابية لبرامج الزمالة أو الابتعاث للخارج، لمد المجتمع بمجموعة مؤهلة وكافية لمواجهة الاحتياج. بالمختصر مرحلة الشيخوخة بحاجة إلى حب وطب، لأنها فئة غالية كافحت وجاهدت في شبابها لبناء جيل جديد قادر على التطوير وقد جاء الوقت لرد الدين.