احتفلنا يوم أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك فكل عام وقيادتنا والشعب السعودي والعالمان العربي والإسلامي بخير وسعادة، فهذا العام جاء مختلفا كثيرا عن العاميين السابقين بعد انقطاع بسبب جائحة كورونا -لا أعادها الله علينا من وباء- والسؤال المهم هل استفدنا من دروس الجائحة بما يخص المناسبات العامة؟
جاء العيد هذا العام العيد بطقوسه وجماله وروحانيته التي افتقدناها، لذلك عاد العيد أكثر جمالا ولوعة وحضورا. فلو ذكرت قصص وحكايات كورونا للأجيال المقبلة بأن الناس لم تشتر ملابس العيد ولم تخرج من بيوتها في العيد والمعايدات كانت إلكترونية وهاتفية، لتعجبوا وربما لن يصدقوا، وهذا مشابه تماما للجيل الحالي عند سرد الأحداث التي رافقت حرب عاصفة الصحراء في مطلع التسعينيات.
دروس كورونا كانت قاسية وموجعة على عدة نواح، إلا أن هناك جانبا مضيئا ومهما بما يتعلق باشتراطات الصحة العامة وبعض الممارسات التي تندرج تحت عباءة التقاليد. من التقبيل في المناسبات ومرورا بغسل اليدين قبل وبعد أي لقاء ومصافحة إلى سطل الفناجيل والكاسات. فهذه الممارسات بدأ المجتمع يتعامل معها بحذر واهتمام بالغ كونها مصدرا رئيسا لنقل العدوى بين الناس.
كان البعض قبل جائحة كورونا يردد مطلع قصيدة شاعر الحكمة المتنبي كنوع من التندر وعدم البهجة وربما بعضهم يعيش حياة كريمة وسعيدة، لكنهم اعتادوا على ذلك بذكر البيت الشهير:
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد
اليوم لا أظن أحدا سيأتي بسيرة هذا البيت بعد المعاناة والحرمان الذي عاشه العالم أجمع. فالحمد لله الذي أعاد الحياة لطبيعتها ورونقها وكل عام والقراء الأفاضل بأحسن حال وأطيب بال.