ينشغل العالم بأمر الانفجارات في محيط محطة زابوريجيا، الناجمة عن قصف بالصواريخ تتبادل موسكو وكييف، الاتهامات بشأنه، وسط مخاوف حقيقية من نشوء كارثة نووية في حال استهدفت المحطة، ستفوق آثارها آثار الكارثة التي جرت في محطة «تشيرنوبل» في أوكرانيا قبل عقود.
على هول ما يمكن أن ينجم عن استهداف محطة زابوريجيا، فإنه لا يقارن بما يمكن أن ينشأ عن حرب نووية بين روسيا وأمريكا. وحسب دراسة أجراها علماء أمريكيون، فإن حرباً كهذه، ستتسبب في عواصف نارية، وتلويث الغلاف الجوي بانبعاثات نواتج الاحتراق، وتقلص كميات الأغذية في البر والمحيطات، حيث سيقل استهلاك الحبوب بنسبة 90% بعد 3 أو 4 سنوات من الكارثة، فضلاً عن أن حرباً كهذه، قد تؤدي إلى مصرع أكثر من 5 مليارات نسمة، وسيعاني الكوكب «شتاء نووياً».
المخاوف من اندلاع حرب نووية ازدادت على خلفية الحرب الجارية في أوكرانيا، تكفي كبسة زر واحدة في لحظة يأس وغضب من هذا الزعيم أو ذاك، ليتحقق السيناريو الذي ستبدو صفات مثل المخيف والمفزع والجنوني، قليلة جداً عليه.
انتشار المجاعة في العالم قد لا يحتاج إلى حرب نووية، ولن تقتصر هذه المجاعة على بلدان فقيرة في إفريقيا وآسيا، كما هي الحال اليوم، وإنما قد تكون مجاعة كونية، لن تسلم منها حتى أوروبا، والنُّذر المشؤومة بدأت تطل برأسها مع موجة الجفاف التي تجتاح بلداناً أوروبية اليوم.

فرنسا مثلاً، أعلنت أن إنتاج الجبن التقليدي المتنوع الذي اشتهرت به لقرون، قد توقف، مؤقتاً، بسبب نقص العشب للأبقار التي يجب أن تتغذى على 75% على الأقل منه، إذا كان سيتم استخدام حليبها في إنتاج هذا الجبن.

للتاريخ أيضاً منطقه. موجة الجفاف هذه كشفت عما يسمى «حجارة الجوع»، وهي صخور في مجرى الأنهار لا يمكن رؤيتها إلا عندما تكون مستويات المياه منخفضة للغاية، ونُقشت عليها رسائل تركها الناس في العصور السابقة عن الكوارث التي سببها نقص المياه. وعلى سبيل المثال، فإن عبارة نقشت على إحدى هذه الأحجار تقول: «إذا رأيت هذا الحجر مرة أخرى، فستبكي. هكذا كانت المياه ضحلة في عام 1417».