التعرّف على المعاني العميقة للمواقف والأحداث التي تحدث في حياة الفرد تبعده عن الشكوى والتذمر وتفتح له المعنى الحقيقي وهو الثقة بالله والإيمان بكل أقداره.

لكل شيء مظهر خارجي ومعنى داخلي، لذا ليست كل مشكلة مشكلة وليس كل موقف كما يظهر لنا وهذا يحتاج بصيرة تدرك وتقرأ الرسالة من تلك المواقف التي تمر في حياة الفرد.

نجد البعض ييأس من تجربة مؤلمة مرت عليه وكأن أبواب العالم أغلقت في وجهه والأصل هو الرحمة الإلهية في كل شيء، هذا لا يعني أن نلغي الحزن أو الألم هي مشاعر موجودة فينا تأخذ الوقت الكافي للشفاء والخروج من تلك الحالة.

لكن هناك من أغلق على نفسه باب الألم ولم يستطيع الخروج منه وهذا ما يوصل الفرد للاكتئاب أو افتقاد المشاعر الطيبة.

البعض يقول إذاً ما الطريقة والعمل للخروج من دائرة الألم؟

هو إعطاء كل شيء حقه بأن يتواجد، وعدم نكران تلك المشاعر بل الاعتراف بوجودها حتى لو كانت مؤلمة جداً، لأن النكران لتلك المشاعر لا يجعلها تزول بل تختفي داخل أنفسنا ثم ستظهر لاحقاً.

بعد هذا الاعتراف بوجودها سيدرك الفرد معنى التقبل لوجود ما يزعجه أو يألمه وأيضاً يأخذ وقتاً ليستوعب ويدرك فيما بعد المعنى من تلك التجربة ولو شيء بسيط.

وهذا فعلاً ما يحدث في حياتنا أننا نستوعب معنى اسم الله الباسط والقابض، فعندما ندرك المعنيين سندرك أهمية قبول أقدار الله في حياتنا وهذا ما يجعلنا بعد فترة من الزمن نستوعب معنى أكثر عمقاً وهو الرضا بما يمر في حياتنا من مواقف وأحداث، بل سنتعلم قراءة الرسائل من هذه المواقف ولماذا جاءت لنا في هذا الوقت.

كم منا سمع قصص الآخرين من بعد حالة قبض أو كرب تفتحت لهم أبواب عديدة في المعرفة والنضج والقوة في كيفية التعرف على المعاني الداخلية لكل شيء، كم من مواقف مؤلمة جعلت منهم أقوياء وأعادوا العديد من المحاولات في إنجاح حياة أو مشروع أو بناء صداقات أكثر عمقاً ونضجاً.

ولو تأملنا نحن في حياتنا لأدركنا معنى الباسط والقابض وكيف نعيش بينهما بفضل الله علينا بالتقبل والرضا، مما جعلنا نتعلم ونتغير بأفضل الخيارات المتاحة لنا وهنا تكمن قوة الإنسان التي منحنا الله إياها والتي تخرجنا من حالة القنوط واليأس وتدعونا بصدق لتأمل كل شيء في حياتنا وأنه لا يوجد خوف أو حزن مع الله.